أولمرت يكسر حاجز الصمت -يديعوت
2018-03-18
أقوم بشطف الممر وأقطّع الخضار للسلطة .. بيبي تآمر عليّ فور انتهاء الحرب بتمويل سخي من الخارج
مقدّمة
في حجرته الضيقة الى جانب سجينين آخرين، بخط يدوي وعلى مئات الصفحات من الورق الاصفر، كتب ايهود اولمرت مذكراته– من اللحظة التي جلس فيها على كرسي رئيس الوزراء وحتى انغلاق الابواب الحديدية الثقيلة لسجن معسياهو عليه. «اسأل نفسي المرة تلو الاخرى هل كان كل هذا ضرورياً؟» يكتب أولمرت. «هل كان هذا محتما. هل اخطأت في مرحلة ما في حياتي العامة بشكل جوهري لدرجة اني استدعيت لنفسي هذا السقوط الكبير من منصب ليس هناك اعلى منه في الحياة العامة، فاصبحت سجينا؟».
حتى قبل أن تنشر مذكرات لرئيس الوزراء السابق، ايهود اولمرت، فهي تضرب الامواج في القيادة السياسية، القضائية، والامنية للدولة. مقاطع من الكتاب، الذي يصدر قريبا عن دار نشر «يديعوت احرونوت» ستنشر غداً الجمعة في عدد احتفالي وضخم لـ «7 أيام». وهاكم بعض المقاطع المختارة.
بقلم: ايهود اولمرت
الحياة في قسم 10
قطعة شوكلاته مريرة قبل النوم
«قبل النوم، في موعد ما في محيط الواحدة ليلا، يعطي داني دنكنر لكل واحد قطعة شوكلاته مريرة، وندخل كل الى سريره.
يغلق القسم في 20:30، ولا توجد امكانية للخروج حتى الى الساحة الصغيرة. بوابات الغرف تغلق في 22:00، وحتى 6:00 في الصباح يُغلق علينا في الغرف. 3 في الغرفة، هذا في صحبة ذاك، مع الكتب، الصحف والتلفاز. يوقظنا السجانون في الـ 6:00 صباحاً، ويتأكدون بأننا لم نهرب من الغرف، ولم نلفظ انفاسنا في الليل.
لدينا ورديات. داني هو الرئيس. في مرحلة مبكرة عين رئيسا للقسم. وهو يتنكر لهذه المكانة، ولكن عمليا تقبل إمرته بمحبة واحترام. عندما تكون وردية – فأنا هناك. لا أريد أن أكون شاذا. فحين ينبغي شطف الرواق ويأتي دوري فاني أشطفه. وعندما ينبغي قطع الخضار الى سلطة دقيقة، افعل هذا على افضل ما استطيع. واحد من الجميع. بلا جمائل وبلا امتيازات.
بعد الحرب: «أتحمّل كل الاخفاقات»
«قليل من الاخفاقات حدث في حرب لبنان الثانية. في خطابي في الكنيست في 14آب، اليوم الذي دخل فيه وقف النار حيز التنفيذ، وقفت وقلت: «كل أتحمّل الاخفاقات. أنا المسؤول. لا أحد غيري. لم اناور، لم ابرر، لم اتحايل، لم اشكك في أحد، لم ادعِ الضحية، لم أتهم أحدا من اعضاء حكومتي بالمسؤولة عن شيء. أنا كنت المسؤول في حينه – ومنذئذ.
فور انتهاء الحرب، بدأت العملية التآمرية من نتنياهو ورفاقه. بيبي، بمعونة نفتالي بينيت ومحافل يمينية اخرى، وبمعونة تمويل سخي من الخارج، جعلوا الحرب أداة يحاولون بها اسقاط الحكومة، ضمن امور اخرى من خلال «مظاهرات رجال الاحتياط». وليس هذا فقط. ثلاثة أزواج من الاهالي الثكلى، أعضاء مركز الليكود، تظاهروا ضدي بعد الحرب، حرضهم وشجعهم بيبي.
أنا وشولا: «لم أضطر لحمايتها ابدا»
اليوم لست واثقا على الاطلاق بان شموئيل ديخنر (الشاهد الملكي في قضية هولي لاند) كان أول من رشاها بمبالغ مالية هائلة. على مدى السنين ضخ الى جيبها مبالغ كبيرة، ولا حاجة للتحقيق في ذلك. فقد اعترفت بذلك في الصفقة القضائية التي وقعتها مع النيابة العامة. ضخت مئات الاف الشواقل الى جيبها من يديه ومن الحسابات البنكية لهذا المخادع الدولي، وانتقلت الى حسابات التوفير لابنائها وابناء عائلته. وسواء كان الاول أم لا، من الواضح لي أن ديخنر لم يكن الوحيد، وربما ايضا ليس الاكثر سخاء بين راشيها.
شولا زاكن لم تضحِ بحياتها من أجلي. فوصف شبكة العلاقات هذه كتضحية منها، وتجاهل حقيقة أنها تحولت بفضلي من كاتبة صغيرة في مكتب محامين متوسط الى مساعدة رئيس الوزراء، يخطئ الحقيقة. التفكير في أنه كان يتعين عليّ ان اشتري سكوتها بالمال هو تفكير هراء. فلم يحصل أبدا أني توجهت اليها بطلب ألا تشهد، لم أطلب منها ابدا الحماية، لم اضطر ابدا الى حمايتها – وعمليا لم أحصل عليها ايضا.
أنا وباراك: السكرتيرة منعته بجسدها
في السابعة والنصف صباحا عقد في مكتبي نقاش حساس جدا في موضوع أمني عملياتي. جلس باراك امامي. على عادته معتدا بنفسه. في ختام الجلسة عند الساعة 11:00، قالت ليس السكرتيرة بان باراك يطلب الدخول الى غرفتي للحديث معي في موضوع عاجل، لانه سيعقد في الساعة 12:00 مؤتمرا صحافيا. قلت للسكرتيرة ان تطلب منه أن ينتظر. ولما كان لم يحدد موعدا للقاء مسبقا، فاني سأكون مشغولا لنصف ساعة على الاقل. وكل بضع دقائق كانت السكرتير تعود وتقول انها تضطر الى أن تمنع بجسدها باراك الذي يريد أن يقتحم غرفتي.
في 11:45 سمحت له بالدخول. سار باراك ببطء نحو الطاولة وقال وهو يمشي بان هذا سيكون حديثا صعبا «بسبب الصداقة». وقبل أن يجلس قلت له: «يا ايهود، لا حاجة لان تجلس، اعرف ما تريد أن تقوله». قرأت له صيغة بياني الذي يقترح عليّ فيه التفكير في الاستقالة. فقد بث قبل بضع دقائق من ذلك في صوت الجيش. لا حاجة لان نتحدث»، قلت، ووجهته الى الباب، «قل ما يخطر على بالك. من ناحيتي يمكنك أن تذهب الى الجحيم».
عائلة نتنياهو: «التبذير ونزعة
الاستمتاع يصرخان الى السماء»
«كل يوم يتبين أن الشبكة التي نشرها بيبي تفسد المزيد فالمزيد من الجوانب الطيبة. لا أحد يتحدث عن استغلال المكانة من اجل أن يرتب لكل من ابنائه حارسا شخصيا، سيارة ملاصقة، ومظاهر أبهة اخرى لم يشهد لها مثيل من قبل، ومن المشكوك فيه أن يكون لها مثيل في المستقبل.
فصباح مساء نرى حجم وتنوع نفقات هذه العائلة، بمنزليها الخاصين، في شارع غزة في القدس وفي قيساريا، اضافة الى نفقات لم يكن لها مثيل ابدا في المنزل الرسمي في شارع بلفور. التبذير، نزعة الاستمتاع، الاستخفاف بالمقاييس الدنيا للتواضع وضبط النفس.. تصرخ الى السماء. وكل هذه لا تعد شيئا في ضوء المكتشفات عن الهدايا التي تلقاها الزوجان. والاصح عن الهدايا التي طلبها الزوجان من اغنياء العالم.
لنا ايضا كانت شقة خاصة في تل ابيب عندما كنت رئيس الوزراء، وقد درجت على أن ابقى فيها احيانا. لا اعتقد انه انفق على صيانتها مبلغ يقترب من 5 الاف شيقل في كل فترة ولايتي.
لم يطلب أحد من ابنائي أبداً ولم يحصل أبداً بفضل مناصبي على أي مساعدة، دعم، مرافقة أو اسناد من جهة حكومية، في البلاد أو في الخارج».