:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/15111

الرصاصة المتفجرة «هولوبوينت»-هآرتس

2018-04-26

في العام 2008 «الرصاص المصبوب». إسرائيل استخدمت الفوسفور الابيض. جريمة حرب. في العام 2014 «الجرف الصامد». اسرائيل قصفت بصورة محمومة. مئات المدنيين قتلى. جريمة حرب. في العام 2018 لا يوجد إسم للعملية البطولية. «عملية العار» يبدو إسماً مناسباً. في الاسابيع الاربعة الاخيرة أطلق عشرات القناصة المسلحين والذين يلبسون الستر الواقية النار على 1717 شخصاً. 39 شخصاً منهم قتلوا و1680 شخصاً أُصيبوا (حتى صباح يوم الاثنين). إثنان من المثقبين بالرصاص ربما كانا مسلحين، والباقون لم يكونوا كذلك. أحد منهم لم يهدد حياة أي جندي، وأحد منهم لم يهدد فخامة الجدار.
إصابات الكثير من الجرحى مخيفة، حسب شهادات الاطباء في قطاع غزة (عميره هاس، 22/4)، وحسب شهود العيان. صور المصابين وجراحهم موجودة في الشبكة. هذه الصور تجمد الدم في العروق، فهي ليست جروحاً بنار «عادية»، بل هي جروح شريرة، وحشية وغير انسانية. جميع الاطباء يعطون نفس الوصف. مكان دخول الرصاصة صغير جداً، أما مكان خروجها فهو كبير جداً. أوعية دموية مدمرة ولحم بشري مطحون وعظام مهشمة، وكأنه كان هناك وحش مفترس.
من لديهم معلومات بسيطة أيضاً عن الذخيرة، يعرفون أنه هكذا تبدو الاصابة برصاصة من نوع «هولوبوينت» (رأس مجوف بالعبرية). رغم أن نفس التأثير يمكن الحصول عليه بوسائل أخرى. عيب صغير في الرصاصة يجعلها نذلاً حقيقياً. عند إصابتها للحم تتوسع، تتفتح مثل وردة، وأطرافها تدمر كل ما يصادفها في طريقها. ذات يوم سمّوها «رصاصة الدوم ـ دوم» على إسم البلدة الهندية التي أُنتجت فيها للمرة الاولى في نهاية القرن التاسع عشر لصالح جيش الامبراطورية البريطانية، اسمها الرسمي هو «ذخيرة متسعة».
الاستخدام العسكري لهذه الذخيرة التي هدفها التسبب بجروح مخيفة، هو جريمة حرب منذ مئة عام حسب ميثاق هاج وقانون محكمة الجنايات الدولية والصليب الاحمر. جريمة حرب مثل إبادة شعب وقتل الأسرى واغتصاب الأسيرات الجميلات. وها هو لدينا معادل الـ 2018 لقذائف الفوسفور من العام 2008، وهوس القتل والتدمير من العام 2014. يبدو أن عملية «بدون جرائم حرب» هي أمر يفوق قوة إبنة السبعين عاماً.
الجيش بالطبع سينتج «تحقيقاً»، وسيدعي بالانقضاضات على الجدار وتعريض الشعب اليهودي للخطر. أيضا كل المتحدثين بلسان الجيش الاسرائيلي، سواء كانوا رسميين أو متطوعين، سيجندون كل قوتهم اللفظية من أجل التطهر. من المسموح به الأمل هذه المرة بأن هذا لن ينجح، يمكننا الأمل بأن يتم التحقيق بشكل جدي في هذه الذخيرة التي استخدمها القناصة الابطال، وأن يتم تحديد هل الامر يتعلق باستخدام متعمد لهذه الذخيرة الوضيعة أو فقط بـ 1717 فلسطينياً ذوي هشاشة خاصة وقعوا تحت نار القناصة الرحيمة.
على كل حال، من الموصى به للقناصة وقادتهم، ووزير الدفاع الشجاع بالطبع، الذي وقف بدون سترة واقية أمام بطاريات المقاليع وأسراب الطائرات الورقية للعدو، أن يطالبوا الآن بتمويل حكومي لمحامين. من يعرف، ربما تتحقق كل الآمال ويأتي استدعاء لهم من قبل محكمة الجنايات الدولية؟.
حكاية قصيرة للنهاية: في النقاش حول حظر استخدام هذه الذخيرة (هاج، نهاية القرن التاسع عشر)، قال المندوب البريطاني إنه يفهم أنه يتوجب استخدام ذخيرة عادية في الحرب بين «الأمم المتنورة». ولكن «في الحرب ضد المتوحشين يجب السماح باستخدام رصاص الدوم ـ دوم»، وطلبه رفض.
هل يمكن أن عدداً من الجنرالات الكولونياليين ما زالوا يختفون في مكاتب القيادة العامة في معسكر شارونا؟.