:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/15663

اسرار العلاقة الحميمية بين امريكا واسرائيل . دراسة تاملية في كتاب (ضد حكمنا الافضل ). Against Our Better Judgement

2018-05-22

بقلم : وسن فياض ابو بكر.
, للكاتبة الامريكية : اليسون وير . Against Our Better Judgement
ادت الولايات المتحدة الامريكية دورا محوريا في اقامة دولة يهودية على ارض عربية فلسطينية و على حساب اهلها الذين سكنوها لقرون.
اليسون تبدا حديثها بالقول انها في عام 2000 بدات القصة و في تلك الاثناء كانت الانتفاضة الثانية قد بدات و كانت نقطة التحول في حياتها , كنت صحفية بسيطة في قرية صغيرة في امريكا , و كنت اجهل الكثير في امور الشرق الاوسط , و لاحظت ان المحطات الاخبارية الرئيسية في امريكا تنقل الخبر لمصلحة جهة واحدة و هي اسرائيل , و تهمش في نفس الوقت الجانب الاخر في الصراع و هو الفلسطينيون.
بحثت في جوجل و كان من السهل علي ان اجد الكثير من المصادر للمعلومات عن الصراع و كلها محطات فلسطينية و مواقع لمنظمات انسانية وحقوقية تقدم المساعدات الانسانية للفلسطينيين و هم ضحايا الصراع هناك.
و في عام 2001 قررت زيارة فلسطين بنفسي و قررت ان اكتشف الحقيقة و سافرت لوحدي لارض اجهلها ويتحدث اهلها اللغة العربية وانا اجهل الكثير عن تلك المنطقة .
لقد قمت بزيارة الضفة الغربية و غزة و قد اكتشفت ان الفلسطينيين شعب طيب و كريم و يحب ابناءه و قد رحبوا بي كثيرا , قد قرات في عيونهم المعاناة و قد قرات في وجوههم انهم يخفون عني قصص الظلم التي يتعرضون لها.
و بدات في تسجيل القصص والاحداث و التقاط الصور , وقد زرت الكثير من بيوت الاسر الفلسطينية التي فقدت اطفالها و استشهدوا و حضرت الكثير من الجنازات اليومية لهم.
ويوميا هناك الكثير من الاطفال قد جرحوا و منهم من اصيب باعاقة دائمة و لايمكن مساعدتهم .و من اجل اكتشاف المزيد من الحقائق كنت اقوم بزيارة المستشفيات الفلسطينية و روية الاطفال الفلسطينيين باعداد كبيرة بين جريح , او قتيل او انهكهه التعذيب .
و قد وجدت ان جنود الاحتلال يوجهون كل اهدافهم عندما يطلقون الرصاص الى منطقتي العين والركبة .
و يتبعون سياسة مخطط لها وهي قتل القليل من الفلسطينيين على فترات متباعدة حتى لايكتشف العالم جرائمهم .
واكتشفت ان الجيش الاسرائيلي هو من اضخم جيوش العالم الحربية و يواجهون الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح .
و كل التقاريرفي عام 2000 التي تتكلم عن غزة تسجل ان الصواريخ المحلية التي صنعها اهل غزة قتلت فقط 29 اسرائيليا , بينما تهمش التقارير الصحفية و حتى لاتتكلم عن الضحايا الفلسطينيين و منهم الكثير من الاطفال الدين قتلوا باعداد كبيرة و بلغ العدد 4000 قتيل فلسطيني .
و قد التقطت صور عديدة لاراضي زراعية جميلة و قد دمرت كليا و هذه الاراضي يعتمد عليها الفلسطيني لاطعام اسرته و تلعب دورا مهما في الاقتصاد الفلسطيني كمورد اساسي .
وذهبت الى بيت لحم و رايت ان هذه المدينة في سجن و يحيطها الجدار الذي انشاته اسرائيل و تتحكم في حركة الفلسطينيين اليومية و رايت هدم البيوت اليومي ومصادرة الاف المساحات من اراضي الفلسطينيين ,
و سجلت ايضا حجم الاعتقالات الكبيرة اليومية والليلية بحق الفلسطينيين من شباب واطفال ونساء .
و ووقفت مرات عديدة على حواجز اسرائيلية وهي في اراضي فلسطينية و قد رايت ان الجنود يصوبون بنادقهم نحوي و هم بداخل معسكراتهم و يتحكمون بحركة الفلسطينيين اليومية .
عدت من رحلتي الى امريكا و قررت ان انشا موقعا و فكرت باسمه و قد قررت ان يكون موجها للشعب الامريكي If Americans Knew
وبعدها بدات في قراءة الكثير من الكتب لكتاب و باحثين معروفين من اجل التعلم عن علاقة امريكا في هذا الصراع و قد وجدت الكثير .
لقد تعلمت الكثير: انا ولدت في فترة تاريخية و لم تكن هناك دولة اسرائيل في العالم, ودولة فلسطين هي دولة موجودة و يعيشها فلسطينيين عرب مسلمين بنسبة عالية و عرب مسيحيين و نسبة ضئيلة من اليهود.
من تاريخ امريكا وتحديدا في 1800 ظهرت الحركة الصهيونية و هي حركة سياسية و هدفها انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .
و الامريكان في تلك الفترة وحتى الان يجهلون هذه الحركة وما هي اهدافها.
في اوائل 1900 بدات الحركة الصهيونية بانشاء منظمات كبيرة في امريكا في المدن التالية : نييويورك , شيكاجو , بوسطن , فيلادلفيا , كليفلند , و كانوا كلهم يشجعون هذه الايدولوجية , و في عام 1910 زاد عدد الصهاينة في امريكا الى عشرين الف صهيوني , و صاروا يلاحقون المحامين ورجال الاعمال و الاكاديميين واعضاء الكونجرس من اجل تجنيدهم لخدمة الصهيونية .
و في عام 1948 اصبح عدد الصهاينة في امريكا 200 الف صهيوني .
وقد وجد رجال السياسة من كلا الحزبيين الديمقراطي و المحافظين ان الصهاينة هم اشخاص يقدمون التبرعات لهم بسخاء و يصوتوا لهم في الانتخابات .و قد رات امريكا في تلك الاثناء انهم يوافقون امريكا في السياسة والنوايا تجاه العالم وخاصة في الشرق الاوسط .و بذلك حظيت الحركة الصهيونية بدعم امريكي كبير من اجل انشاء وطن قومي لهم في فلسطين, و كانت الصهيونية تلاحق المسيحية في امريكا و اي طائفة دينية من اجل تجنيدهم لدعم اللوبي الصهيوني .
و قد وجدت ان الصهيونية لعبت دورا كبيرا في تحريض امريكا من اجل المشاركة في الحرب العالمية الاولى , رغم تحفظ امريكا .
و تم اصدار وعد بلفور 1917 ولم تكن بريطانيا او فرنسا فقط لهما الدور الرئيسي في كتابته و انما امريكا ايضا و رجال السياسة لعبوا دورا مهما ايضا .
و الان سوف اتحدث بالتفصيل عن الاسماء و الشخصيات الامريكية التي لعبت دورا مهما في مساعدة الحركة الصهيونية في امريكا و قد الفوا الكتب العديدة من اجل نشر الفكر الصهيوني في امريكا و العالم .
و ايضا سوف اتكلم عن اسماء امريكية لشخصيات اعلامية وسياسية و اكاديمية و مثقفة كانوا قد اكتشفوا نوايا الحركة الصهيونية وزاروا فلسطين و كتبوا العديد من الكتب التي تتحدث عن ان فلسطين هي ارض لشعب فلسطين وان الصهيونية قدمت من اوروبا و جاءت الى فلسطين تحت حماية بريطانية و اغتصبت الارض و شردت اهلها و قتلت العديد .
و هولاء الاسماء والشخصيات الامريكية قد تعرضوا للقمع و الظلم في امريكا و قد طردوا من اعمالهم واغلقت مكاتبهم و مسحوا من التاريخ بعد ان كانوا اعلاما و مشهورين في امريكا و منهم من تعرض لتهديدات لاحقت اسرهم و قضت على حياتهم المهنية .
وكتبهم التي الفوها وضعت في قائمة الكتب المحظورة بحجة انها معادية للسامية .
و من تلك الشخصيات الاعلامية المشهورة في امريكا في العشرينات 1920 و هي دوروثي تومسون , و لعبت دورا مهما في تغطية اخبار النازية في العرب العالمية و قد سافرت الى المانيا من اجل كتابة التحقيقات الصحفية عن الجرائم النازية ضد اليهود و قد طردت من قبل الالمان النازيين و عادت الى امريكا , و عادت الى المانيا في 1931و قابلت هتلر و الفت كتابا عنه اسمه انا رايت هتلر
I saw Hitler.
وقد تكلمت عن خطر هتلر و شخصيته و اعتبر كتابها من قبل الالمان انه هجومي و خطر و في عام 1934 طردت من المانيا و هي اول صحفية تطرد من المانيا .
و بلغت شهرتها في امريكا الى ثاني شخصية في امريكا بعد شخصية الينور روزيفلت و قد ظهرت صورتها على غلاف مجلة التايمز الامريكية في عام 1939 .
وفي عام 1941 كانت ابرز متحدثة في موتمر ضد النازية و من اكبر داعمي الحركة الصهيونية في العالم , و بدات حياتها تتغير بعد زيارتها التاريخية الى فلسطين في عام 1945 .
و قد رات الحقيقة ان فلسطين هي ارض للفلسطينيين و ان اسرائيل تحاول ان تغتصب ارضها من اهلها بكل وسائل التشريد و القتل و مصادرة الاراضي الفلسطينية وانشاء المستوطنات من اجل توطين اليهود في فلسطين .
و عادت الى امريكا وبدات حركة معادية للصهيونية في وسائل الاعلام الامريكي كصحفية مشهورة و كانت النتيجة انها خسرت مهنتها و شهرتها و لوحقت هي واسرتها و نسيها التاريخ و حتى توفيت في عام 1961 . و قصتها مشابهة لكل امريكي مثقف حاول ان يتكلم الحقيقة ويعادي الحركة الصهيونية في امريكا ولوحق و فصل من عمله و انتهت حياته المهنية .
وفي النهاية اود القول , ان العلاقة الحميمية بين امريكا واسرائيل تاريخية ما زالت المصالح المشتركة موجودة و الاطماع الاستعمارية و بسط النفوذ على الشرق الاوسط هدف مشترك , و ما حصل موخرا من قرارات الرئيس الامريكي ترمب بنقل السفارة الامريكية الى القدس , والاعلان ان القدس هي عاصمة دولة اسرائيل و كل هذه القرارات الاخيرة تجاه القضية الفلسطينية و اضافة الى ذلك قرارات حظرت دخول المسلمين من ست دول مسلمة الى امريكا , كل ذلك انما هو تجديد على تلك الصداقة , و تجديد لاظهار الود السياسي بين الدولتين العظميين .