ماذا وراء تحذيرات غوتيرس بنشوب حرب على غزة في هذا الوقت
2018-06-21
وصف محللون سياسيون، تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بنشوب حرب بين غزة و"إسرائيل" حال استمر الوضع المأساوي على حاله في قطاع غزة، بالمهمة والخطيرة وتعكس قراءة الأمم المتحدة لخطورة الواقع المعاشي والانساني في غزة.
ويرى المحللون أن تحذيرات غوتيرس جاءت بسبب نتائج مسيرات العودة وكسر الحصار إضافة إلى الواقع المأساوي في قطاع غزة، وهي تهدف لدفع العالم إلى إنقاذ الوضع الإنساني في غزة فقط، مستدركون بالقول: "إن نتائج تصريحاته تتقاطع مع نتائج "صفقة القرن" والتي تسعى واشنطن في هذا الوقت لتنفيذ الخطوة الثانية من الصفقة بالحصول على تمويل عربي من أجل تنفيذ مشاريع حيوية في قطاع غزة وإنهاء القضية الفلسطينية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، حذّر من نشوب حرب في حال استمرار الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة المحاصر "إسرائيليا" منذ 12 عامًا.
الكتاب والمحلل السياسي حسام الدجني وصف تصريحات غوتيرس بالمهمة والخطيرة جداً لأنها "تعكس قراءة الأمم المتحدة ومكتبها في فلسطين لخطورة الواقع المعاش في قطاع غزة لاسيما البعد الإنساني بعد اربع تقارير أممية صدرت من قطاع غزة تنذر بان غزة على شفى كارثة وأن إسرائيل ما زالت متعنتة رغم الحديث حول تخفيف الحصار إلا انه تضليلي أكثر من أنه عملي" وفقاً لرأيه.
وقال الدجني : "تحذيرات غوتيرس هو ناتج عن ادراك الأمم المتحدة بان الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل باستمرار الواقع المعاش في غزة وأن السلمية التي ينتهجها في مسيرات العودة ليست إلى ما لا نهاية، ولن تستمر طويلا في ظل الصمت العالمي لجرائم الاحتلال".
وعن رسائل تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة للفلسطينيين قال الدجني: "يريد غوتيرس أن يقول لنا استمعوا إلى نكولاي ملادينوف بحوزته مجموعة من المشاريع المدعومة دولياً وعلى الجميع أن يتحمل المسؤولية وأن تبدأ المشاريع في انقاذ ما يمكن إنقاذه من الواقع المزري في قطاع غزة وإلا الخيار الاخر هو عدم الاستقرار وأحد صورها هي الحرب".
وأكد، أن مساعي المبعوثين الأمريكيين للشرق الأوسط جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات في ظل تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة بأنها مرتبطة بحد كبير مع بعضهما البعض، ويدلل ذلك أننا أمام ضغط من كل الجهات لتمرير صفقة القرن أو على أقل تقدير انهاء الواقع الإنساني في قطاع غزة.
سويرجو: تصريحات غوتيرس تتماشى مع نتائج الخطة الأمريكية والإسرائيلية القادمة
أما الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، فيرى أن الأمين العام للأمم المتحدة اعتمد في تحذيراته على تصريحات وزير الحرب افغدور ليبرمان بأن كافة المتظاهرين في مسيرات العودة أهداف مشروعة لجيش الاحتلال إضافة إلى المؤشرات المأساوية في قطاع غزة التي تأخذ أشكالاً مختلفة سواء عن ازمة التيار الكهربائي او الصحي أو البيئي فكافة هذه المؤشرات وضعها الأمين العام كقنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.
وأشار سويرجو إلى أن غوتيرس يريد أن يقول للفلسطينيين، أن "الأمم المتحدة لا زالت تقف إلى جانبكم حتى بهذا الشكل الخجول وأنها لن تقبل بهذا الوضع المأساوي في قطاع غزة وستعمل جاهدة لرفع الحصار عن القطاع تماشيا مع الحالة الإنسانية وليس الحالة السياسية لحل القضية الفلسطينية.
ويعتقد سويرجو أن تصريحات غوتيرس مقدمة لكثير من المشاريع الإنسانية القادمة إلى قطاع غزة والتي تهدف إلى انهاء الوضع الإنساني في القطاع فقط والتي جاءت كردة فعل لنتائج مسيرات العودة وكسر الحصار عن غزة، مستدركاً بالقول: "إن تصريحات غوتيرس تتماشى مع نتائج الخطة الأمريكية والإسرائيلية القادمة لحل الوضع السياسي وانهاء القضية الفلسطينية دون انهاء الاحتلال.
وعن المطلوب كفلسطينيين لمواجهة هذا المعضلة الكبرى يرى الكاتب والمحلل السياسي، أن المطلوب فلسطينياً الآن العودة إلى الطاولة المستديرة لنتفق على الخطوط العريضة لمواجهة التغول الإسرائيلي الأمريكي والاستهتار العالمي لحقوق الشعب الفلسطيني وعدم إعطاء الفرصة من تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية تم دفع ثمنها دماء وسنوات كثيرة من إلى قضية إنسانية يتم حلها عن طريق بعض الملاين من المليارات.
عبدو: تصريحات غوتيرس لوضع العالم أمام مسؤولياته
أما المحلل السياسي حسن عبدو فيرى أن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس تهدف بالدرجة الأولى إلى وضع العالم أمام مسؤولياته في ظل الحصار الظالم والجائر والمنافي لكافة حقوق الانسان.
وأشار إلى أن نشوب الحرب بين "إسرائيل" وقطاع غزة وارد حال استمر حرمان القطاع من المواد والخدمات الأساسية التي هي حق طبيعي.
وفيما يتعلق بتصريحات غريتس بالتزامن مع سعي المبعوثين الأمريكيين للحصول على تمويل عربي لتنفيذ مشاريع في قطاع غزة قال: "لا يوجد رابط بينهما خاصة وأن المبعوثين الأمريكيين يسعيان إلى تنفيذ الخطوة الثانية من صفقة القرن التي تهدف لإنهاء القضية الفلسطينية، بينما الأمين العام للأمم المتحدة يسعى لإنقاذ الوضع المأساوي في قطاع غزة.
يُشار إلى أن مسؤولون فلسطينيون قالوا: "إن كوشنير وغرينبلات يسعيان إلى جمع تمويل عربي لمشاريع حيوية في قطاع غزة، بهدف تحويل القطاع إلى مركز الحل السياسي وفق «صفقة القرن» الأميركية على حد زعم صحيفة الحياة.
وأوضح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى: «بعد رفض رئيس السلطة محمود عباس أي حوار سياسي مع الإدارة الأميركية عقب اعترافها بالقدس عاصمة "لإسرائيل"، سعت الإدارة الامريكية إلى إيجاد بديل في غزة من خلال الحديث عن مشاريع إنسانية جوهرها سياسي بامتياز».