:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/16545

نتائج هلسنكي- حمادة فراعنة

2018-07-22

ثبتت روسيا رؤيتها ومصلحتها في مؤتمر هلسنكي بين بوتين وترامب، انعكاساً للإنجازات العسكرية والسياسية التي حققتها على الأرض وفي الميدان بفعل سير عمليات الجيش السوري ودعمه ضد داعش والقاعدة والإخوان المسلمين، وانتصر عليهم أو كاد، بعد أن فشلوا خلال السبع سنوات الماضية في تحقيق تطلعات واشنطن وتل أبيب لإسقاط نظام بشار الأسد وتغييره، ومثلما سعى بوش الأب عبر عقد مؤتمر مدريد نهاية عام 1991 إستثماراً لنجاح الولايات المتحدة في تحقيق إنتصارين : الأول نتائج الحرب الباردة 1990 في هزيمة الاتحاد السوفيتي، والثاني تدمير العراق واحتلاله وحصاره بداية عام 1991، سعى بوتين لتحقيق ما أراد اعتماداً على الإنجاز المحلي الوطني في سوريا عبر صمودها أولاً وانتصارها ثانياً، ومقابل ذلك لم يتمكن بوتين فرض القضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات الروسية الأميركية، لأنه لا يملك أوراقاً فلسطينية فاعلة وعربية ضاغطة، للإقرار بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة عام 1967، وهذا مهم إستخلاصه وإدراكه لكل من يحاول الفهم، والتعلم من أفعال السياسة انعكاساً للأفعال العسكرية والإقتصادية والبشرية على الأرض، وتأثيرها على طاولة المفاوضات.
والنتيجة الأكثر أهمية التي يجب تذكرها والتوقف عندها وإدراكها أن ترامب وقبله وزير خارجيته مع الوزير الروسي ومن قبلهما الطواقم الفنية التي تضع جدول الأعمال فشلوا في فرض الرؤية الإسرائيلية الأميركية على طاولة بوتين، رغم الضعف الفلسطيني وهشاشة الثقل العربي ونتائج قمم الرياض الثلاثة في أيار 2017 : 1 – القمة الأميركية السعودية، 2- القمة الأميركية الخليجية، 3- القمة الأميركية الإسلامية، فقد أخفق المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي المتفوق ومعه جبروت الولايات المتحدة في فرض منطق الثنائي نتنياهو ترامب حول صفقة القرن من خلال قمة الظهران 15/4/2018، التي أطلق عليها الملك سلمان قمة القدس، وفشل أولئك الذين وعدوا ترامب بجلب القيادة الفلسطينية إلى مربع صفقة القرن والتعامل مع فريقها الأميركي اليهودي الصهيوني كوشنير وجرينبلات.
لم تحقق قمة هلسنكي شيئاً إيجابياً للعرب باستثناء الإقرار بوحدة سوريا وسلامة نظامها لأن الشعب السوري وجيشه دفعوا ثمن مواجهة عشرات الاف المتطوعين من بلدان العالم الذين جاءوا للجهاد وإقامة نظام الخلافة في دمشق، فالعرب غارقون في حروبهم البينية، والمشروع الاستعماري الإسرائيلي يستغل الانقسام الفلسطيني، والحروب العربية، وتدمير قدرات الخليجيين المالية، للتوسع والتهويد والأسرلة لفلسطين، وجلب الأجانب، وزرع المستوطنات، وتدمير حياة الفلسطينيين الذين مازالوا صامدين على أرض وطنهم.
الصمود الفلسطيني، وبسالة المقاومين في الأقصى وكنيسة القيامة ومسيرات العودة من غزة وعدم تعاطي القيادة الفلسطينية مع مخرجات صفقة ترامب نتنياهو ورفضها، عوامل تراكيمة أحبطت مشروع ترامب ولا تزال تُعطله إضافة إلى تمسك موسكو بالموقف الفلسطيني وعدم التخلي عنه، مما فرض الرفض الروسي لكل ما يمس مصالح الشعب الفلسطيني التي بقيت موضع احترام موسكو المتمسكة بقرارات الأمم المتحدة، وبإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وحل الدولتين.