أسباب رفض حماس و«الفصائل» رئاسة فتح لوفد التهدئة وشروط قبولها!
2018-08-16
كشف الإعلامي الحمساوي أسامة عامر حول ما حدث في الحوارات واللقاءات التي تجريها الفصائل الفلسطينية في القاهرة، بأنه سيتم في أعقاب هذه اللقاءات تشكيل "وفد فلسطيني موحد" يتولى التفاوض غير المباشر مع الجانب الإسرائيلي على التهدئة، برعاية مصرية المخابرات المصرية .
واشار عامر، الى أن "حركة فتح تتمسك بترأسها للوفد الفلسطيني الموحد المشترك على غرار ما حدث في يوليو وأغسطس 2014 خلال الحرب على قطاع غزة، وحماس والفصائل الفلسطينية، ترفض هذا، لأن تجربة ترؤس فتح للوفد الفلسطيني الموحد عام 2014، والتي قبلتها في حينه حماس والفصائل الفلسطينية، جاءت بنتائج عكسية، وكانت ضد مصلحة الشعب الفلسطيني ومقاومته".
وعن سبب رفض الفصائل الفلسطينية لترؤس فتح للوفد الموحد، أوضح عامر بأن هذا يعود كذلك لاستمرار العقوبات التي يفرضها الرئيس محمود عباس وحكومته في رام الله ضد قطاع غرة، واستمرار سياسة قطع الرواتب وتقليص جزء آخر عن موظفي السلطة الفلسطينية في القطاع، وأغلب هؤلاء من حركة فتح التي يترؤسها حركة الرئيس عباس بنفسه.
كذلك من أسباب رفض الفصائل لترؤس فتح الوفد الموحد، هو استمرار عباس وفصيله المهيمن داخل حركة فتح ومنظمة التحرير على سياسة الإقصاء والتفرد في كل الحياة السياسية الفلسطينية ، فعباس وبخلاف علاقته السياسية المستعصية مع حركة حماس، يقوم باقصاء تيار واسع وكبير من حركة فتح، وهو ما يطلق عليه التيار الإصلاحي، ويقوده الخصم اللدود للرئيس عباس النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، القيادي الفتحاوي محمد دحلان، وهذا التيار له حضور كبير في كافة أماكن التواجد الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.
كذلك ما شهدناه من مؤخراً من محاولات من قبل الرئيس عباس وفريقه لإقصاء تيار الأسير والقيادي الفتحاوي الكبير مروان البرغوثي داخل حركة فتح، وذلك من خلال محاربة نادي الأسير الفلسطيني، وهي مؤسسة تعنى بشئون أسرى فتح بالسجون والمعتقلات الصهيونية، ويترؤسها القيادي الفتحاوي قدورة فارس، وكذلك ما جرى من إقالة مفاجئة لوزير الأسرى السيد عيسى قراقع، وقراقع وفارس قيادات فتحاوية يعتبرهما الرئيس عباس وتياره المهيمن على حركة فتح، محسوبين على الأسير والقائد الفتحاوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير مروان البرغوثي.
كذلك ما استجد وتصاعد خلال اليومين الماضيين من خلاف مستحكم بين الرئيس عباس وفتح من ناحية، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وهي الفصيل الثالث في منظمة التحرير الفلسطينية، بعد فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والديمقراطية الفصيل المؤسس والأساسي في منظمة التحرير، لطالما انحازت فيما سبق لمواقف الرئيس عباس وفتح خاصة فيما يتعلق بالإنقسام الداخلي الفلسطيني، والخصومة مع حركة حماس، اليوم تجد الديمقراطية نفسها في خلاف مستحكم ومستعصي مع الرئيس عباس وحركة فتح، دفعها ولأول مرة في تاريخها لمقاطعة جلسات المجلس المركزي لمنظمة التحرير المنعقد هذا اليوم في مدينة رام الله.
ومعروف أن الفصيل الثاني بعد حركة فتح في منظمة التحرير الفلسطينية، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانت قد قاطعت منذ حوالي ثلاثة أشهر جميع جلسات المجلس الوطني الفلسطيني كما وجمدت عضويتها في اللجنة التنفيذية للمنظمة لخلافات سياسية حادة مع عباس ونهجه المتفرد في الساحة الفلسطينية.
ويضيف عامر، إذا استمر إصرار حركة فتح والرئيس عباس على ترؤس الوفد الفلسطيني الموحد، واستمر رفض الفصائل ا، سيتدخل الراعي المصري، ويعمل على إيجاد صيغة توافقية، في تقديري لن تكون بدون ثمن سياسي من حركة فتح، أقلها رفع العقوبات عن قطاع غزة وعودة الرواتب المقطوعة لأصحابها، وإذا أصر الرئيس عباس وتياره في فتح على استمرار هذه العقوبات وهذه السياسات الجائرة والعقابية بحق قطاع غزه، ستذهب الفصائل وبرعاية مصرية لإنجاز التهدئة بتوافق وطني، يستثني الرئيس عباس وتياره المهيمن في فتح.
وبالنسبة لموقف حركة حماس من الإصرار الفتحاوي على ترؤس الوفد الموحد أكد عامر :
- أن حماس لا ترفض ترؤس فتح لوفد المباحثات الموحد دون مبرر، فحماس قد تقبل بترؤس فتح للوفد شريطة رفع العقوبات الجائرة التي تقودها فتح ،تيار عباس، عن قطاع غزة، وأن يكون هذا الرفع هو المقدمة للبدء في المصالحة الحقيقية.
كذلك حماس تصر وتؤكد على أن المصالحة الفلسطينية يجب أن تتم بمشاركة الكل الفلسطيني "الفصائل الفلسطينية". وفي تقديري أن حماس متمسكة بالمصالحة الفلسطينية وتتعاطى بإيجابية مع جميع الجهود المبذولة وخاصة من مصر. وحماس تركز بالأونة الأخيرة على ضرورة البدء بتشكيل حكومة وحدة وطنية حسب اتفاقات القاهرة 2011 وتفاهمات بيروت 2017.