تقريرٌ أمريكيٌّ رسميٌ يُشيد بالأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة بمنع “الإرهاب” ضدّ إسرائيل
2018-09-20
كشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة، في عددها الصادر اليوم الخميس، كشفت النقاب عن أنّ وزارة الخارجيّة الأمريكيّة أعدّت وأصدرت تقريرًا حول العلاقات بين الإدارة الأمريكيّة بقيادة الرئيس دونالد ترامب والسلطة الفلسطينيّة في رام الله، أكّدت فيه على أنّ التنسيق الأمنيّ بين السلطة والاحتلال الإسرائيليّ ما زال مُستمرًا وبوتيرةٍ عاليةٍ، وأنّ الأجهزة الأمنيّة، التابعة للسلطة الفلسطينيّة، تقوم بواجباتها على أحسن وجه في مُحاربة ما أسماه التقرير بـ”الإرهاب” في الضفّة الغربيّة، وتحديدًا في حربها ضدّ حركتي حماس والجهاد الإسلاميّ، كما أكّد التقرير، الذي أشارت المصادر في واشنطن إلى أنّه أوّل تقرير يصدر في عهد إدارة الرئيس ترامب، ويتطرّق إلى مجريات الأمور في السنة الفائتة 2017.
وشدّدّت الصحيفة الإسرائيليّة في تقريرٍ لمُراسلها في واشنطن، أمير تيفون، شدّدّت على أنّ التقرير صدر عن وزارة الدفاع الأمريكيّة، على الرغم من التوتّر السائد في العلاقات بين واشنطن والسلطة الفلسطينيّة، والذي وصل إلى أعلى درجاته بعد أنْ قام الرئيس ترامب في كانون الأوّل (ديسمبر) من العام الفائت 2017 بالإعلان عن القدس عاصمةً أبديّةً لإسرائيل، ومن ثمّ قام بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، الأمر الذي دفع قيادة السلطة إلى الإعلان عن أمريكا وسيطًا ليس نزيها في “عملية السلام” وقطع رئيس السلطة، محمود عبّاس، جميع علاقاته بواشنطن، ردًا على التصرّفات الأمريكيّة المُنحازة بالكامل للسياسة الإسرائيليّة.
مُضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، أشارت الصحيفة العبريّة، التي قال مُراسلها إنّه أطلّع على التقرير الجديد، أشارت إلى أنّه، أيْ التقرير الجديد، لا يشمل نقاطًا بارزةً فيما يتعلّق في القضية بين إسرائيل والفلسطينيين، ولا يختلف بالمرّة عن تقارير سابقةٍ كانت قد نُشرت من قبل وزارة الدفاع الأمريكيّة عندما كان باراك أوباما رئيسًا للولايات المُتحدّة الأمريكيّة.
وتابعت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّه في القسم الذي يتناول السلطة الفلسطينيّة في التقرير الجديد جاء أنّ الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة في رام الله تعمل بكلّ قوّتها من أجل منع العمليات الإرهابيّة، كما أنّها تنشط بشكلٍ ممتازٍ من أجل كبح نشاط حركتي الجهاد الإسلاميّ وحماس في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وتحديدًا في المناطق الواقعة تحت سيطرة السلطة بموجب اتفاق أوسلو المُوقّع بين الطرفين الإسرائيليّ والفلسطينيّ في العام 1994.
علاوةً على ذلك، شدّدّ التقرير، على أنّ إدارة الرئيس ترامب تدعم بشكلٍ فعّالٍ الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة، ويتمثّل هذا الدعم في تدريب هذه القوّات، بالإضافة إلى تقديم الدعم الماليّ لها، وذلك على الرغم من أنّ إدارة ترامب قامت في الفترة الأخيرة باقتطاع مئات ملايين الدولارات من الدعم الأمريكيّ للفلسطينيين، وشدّدّ التقرير، كما أفادت الصحيفة الإسرائيليّة، على أنّ البند الوحيد في الدعم الأمريكيّ للفلسطينيين، والذي لم يتّم المسّ به، يتعلّق بالدعم الأمريكيّ لقوّات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة، مُوضحًا في الوقت ذاته أنّه خلال الصيف الحاليّ تمّ تحويل مبلغ 60 مليون دولار من واشنطن إلى رام الله لدعم الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة، بهدف المُحافظة على وظيفة هذه الأجهزة في منع وإحباط وإجهاض “الإرهاب” الفلسطينيّ، كما جاء في التقرير الأمريكيّ.
وأشارت الصحيفة العبريّة، إلى أنّه وفقًا لما جاء في التقرير الأمريكيّ، فإنّه في العام 2017 تمّ تسجيل انخفاضًا في العمليات الفدائيّة الفلسطينيّة ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ، مُقارنةً بعدد العمليات التي وقعت في العامين 2015 وـ2016، وفي هذا السياق يذكر التقرير قتل الشرطيين الإسرائيليين في المسجد الأقصى المُبارك في العملية التي نفذّها ثلاثة شبّان من مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطينيّ.
ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ التقرير الأمريكيّ يتناول في جملةٍ واحدةٍ فقط عمليات العنف التي يقوم بها المُستوطنون الإسرائيليون في الضفّة الغربيّة المُحتلّة ضدّ المدنيين الفلسطينيين، مُشدّدّةً على أنّ اقتصار الحديث عن عنف المُستوطنين يختلف بتاتًا عن التقارير التي كانت تصدر في عهد الرئيس الأمريكيّ السابق، باراك أوباما، والتي شملت إحصائياتٍ رسميّةٍ ونماذج من العنف الاستيطانيّ الإسرائيليّ ضدّ الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة أيضًا إنّ التقرير الأمريكيّ الجديد يشمل انتقاداتٍ لاذعةٍ للسلطة الفلسطينيّة بسبب مُواصلتها دفع الرواتب لعائلات الأسرى الفلسطينيين، الذين قاموا بتنفيذ عملياتٍ “إرهابيّةٍ” ضدّ إسرائيل، أوْ دفع الرواتب للأسرى نفسهم. وشدّدّ التقرير الأمريكيّ، كما قالت الصحيفة العبريّة، على أنّ السلطة تُواصِل التحريض ضدّ إسرائيل في وسائل الإعلام التابعة لها، وذلك على الرغم من أنّها تعهدّت في السابق بوقف كلّ أشكال التحريض في الإعلام الفلسطينيّ في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّ التحريض الفلسطينيّ في وسائل الإعلام ما زال مُستمرًا.
ولفت مُراسِل الصحيفة العبريّة إلى أنّه في نهاية الأسبوع المُنصرِم هاجم جيسون غرينبلاط، المبعوث الأمريكيّ للسلام في منطقة الشرق الأوسط، في تغريدةٍ نشرها على “تويتر” هاجم سياسة دفع المعونات من السلطة الفلسطينيّة للأسرى وعائلاتهم ونعت هذا التصرّف بأنّه “فضيحة”، على حدّ تعبيره.