:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/17175

سفير اليمين المتطرف في الولايات المتحدة-هآرتس

2018-11-01

وكأنه ليس معروفا للجميع الانتماء السياسي الواضح للقاتل من بتسبورغ، كان هاما جدا لسفير اسرائيل في الولايات المتحدة رون ديرمر، تشويش صلة القاتل بتربة نموه الايديولوجية. فقد قال في مقابلة مع MSNBC ان “احدى القوى الأشد للجامعات هي الاسامية، وهؤلاء اللاساميون ليسوا بشكل عام نازيين جدد بل من اليسار الراديكالي. علينا أن نقف في وجه اللاسامية سواء كانت تأتي من اليمين ام من اليسار”.
ان حقيقة ان من دخل يوم السبت الى كنيس “شجرة الحياة” وقطع حياة 11 شخصا هو يميني متطرف معلن، قومي عنصري ابيض يكره الأجانب، لا تترك انطباعا خاصا على ديرمر. فهو يصر بالذات على توجيه اصبع الاتهام نحو “اللاساميين من اليسار الراديكالي”. وبدلا من أن يتحدث عن التأثير السيء لخطاب الكراهية والرياح اليمينية المتطرفة التي تهب في أمريكا ترامب، يوجه ديرمر الأضواء بعيدا عنه، الى ما وراء المحيط، الى زعيم حزب العمال في بريطانيا، “جيرمي كوربين اللاسامي”، والى اللاسامية في أوروبا. كما لم يفوت ديرمر الفرصة لاتهام المسلمين واصر على ان يذكر بان “لويس فرحان (زعيم امة الإسلام) ندد بكل اليهود الأسبوع الماضي فقط”.
وعندما سئل عن اقوال ترامب الذي وصف المتظاهرين النازيين الجدد في شرلوتسفيل ممن هتفوا “اليهود لن يحلوا محلنا” كـ “أناس طيبين” أجاب بانه لم يعتقد ان هذا الرد من ترامب كان جيدا. ولكن “رده امس كان الرد الأقوى الذي سمعته من أي زعيم”.
تعبر اقوال ديرمر عن الهوة الشاسعة بين يهود أمريكا وحكومة إسرائيل. فالكثير من اليهود الأمريكيين يعتقدون بان المذبحة في بتسبورغ هي تعبير عن صعود اليمين المتطرف في الولايات المتحدة برعاية ترامب، الذي يشجع على حد اقوالهم العنصريين واللاساميين ويحمي حقهم في حمل السلاح. ولكن بينما ينتقدون رسائل ترامب العنيفة واستخدامه لاصطلاح “العولميين” مثلا والذي هو ذو طابع لاسامي واضح، يفضل مندوبو حكومة إسرائيل تحصين اليمين المتطرف وتحصين ترامب من النقد.
من الصعب الا نستنتج من ذلك ان الحكومة ترى في اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وفي العالم شريكا في الصراع ضد الإسلام المتطرف وضد “المتسللين”، وبتعززه تسويغا لاستمرار الاحتلال وابعاد طالبي اللجوء. فعندما يختار ديرمر، بصفته سفيرا لإسرائيل، صرف النار عن المذنبين الحقيقيين نحو منظمات ال بي.دي.اس في الجامعات واليسار الأوروبي فانه يثبت بان استمرار الاحتلال يوجد في رأس اهتمام حكومة نتنياهو وهي مستعدة حتى لان تغض النظر عن تحولات سياسية في الولايات المتحدة وفي أوروبا، تعرض للخطر اليهود في الشتات وفي المدى البعيد إسرائيل أيضا.