حضرًشامل على تفاصيل العمليّة بالقطاع والسؤال لماذا الآن؟
2018-11-12
ما زالت الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة تفرِض حضرًا شاملاً وكامِلاً على تفاصيل العمليّة التي نفذّتها قوّة مُختارة ونُخبويّة من جيش الاحتلال الإسرائيليّ في الساعات المُتأخرّة من ليلة أمس الأحد في عمق الأراضي الفلسطينيّة في قطاع غزّة، والتي أسفرت عن استشهاد سبعة فلسطينيين، ومقتل ضابط إسرائيليّ برتبة عميد. وحتى اللحظة لم تسمح الرقابة العسكريّة بنشر تفاصيل الضابط القتيل والآخر الذي أُصيب بجراحٍ مُتوسطةٍ خلال تبادل إطلاق النار مع المُقاومة الفلسطينيّة، وتمّ نقله إلى مستشفى “سوروكا” في مدينة بئر السبع بجنوب الدولة العبريّة. وصباح اليوم الاثنين أعلن الناطق الرسميّ بلسان الجيش الإسرائيليّ، الجنرال رونين مانيليس، أنّ العملية لم يكُن هدفها تنفيذ اغتيال قائدٍ في حركة حماس، على حدّ زعمه.
وفي هذا السياق، قال مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، إنّ السؤال الفوريّ الذي يتبادر إلى الذهن على خلفية العملية في قطاع غزّة، والتي قُتل فيها الضابط برتبة عميد، وستة من عناصر حماس: لماذا الآن؟ وأضاف: العملية في عمق أراضي العدوّ، تمّت في الوقت الذي وصلت فيه مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحماس إلى تقدّمٍ كبيرٍ، لافتًا إلى أنّ الحديث يدور عن تهدئةٍ طويلة الأمد. وتابع أنّ العملية خرجت إلى حيّز التنفيذ في الوقت الذي كان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، يُشارِك في مؤتمرً دوليٍّ مُهّمٍ في العاصمة الفرنسيّة، باريس، مُشيرًا إلى أنّ أقوال نتنياهو في المؤتمر الصحافيّ كانت مُقنعةً جدًا بأنّ إسرائيل لا يُمكنِها البحث عن اتفاقات سلامٍ مع حماس، التي تُعلِن أنّها تُريد القضاء على إسرائيل، وأيضًا مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، على حدّ تعبيره. كما أنّ نتنياهو، بحسب المُحلّل هارئيل، أوضح لماذا على إسرائيل بذل كلّ الجهود من أجل منع تردّي الأوضاع في المنطقة الجنوبيّة وخوض إسرائيل جولةً عسكريّةٍ جديدةً ضدّ التنظيمات الفلسطينيّة.
ولاحَظ المُحلّل أنّ إسرائيل الرسميّة لم تُعطِ الإجابات على الأسئلة المطروحة، وبالتالي، أضاف أنّ الجنرال احتياط طال روسو، الذي انتقل من أستوديو إلى آخر لتفسير الموقف الإسرائيليّ، قام بهذه المُهمّة، على ما يبدو، بإيعازٍ من مسؤولين رسميين، علمًا أنّه قائد المنطقة الجنوبيّة في جيش الاحتلال، وخدم خلال مسيرته العسكريّة في الوحدات النُخبوية بالجيش الإسرائيليّ.
وزعم المُحلّل أنّه خلال المعركة قُتِل قائد كتيبة في حركة حماس، الشهيد نور بركة، لافتًا إلى أنّ الفلسطينيين يُشسدّدون في روايتهم على أنّ الحديث كان عن عملية اغتيال. وكنّ الجنرال روسو نفى هذه الأقوال، لافتًا إلى أنّ الضابط في حماس الذي قُتِل في العملية لم يكُن مُستهدفًا، بل قُتِل خلال تبادل إطلاق النيران بين الوحدة الإسرائيليّة، التي اكتشفها الفلسطينيون،
عُلاوةً على ذلك زعم الجنرال احتياط روسو أنّ عملياتٍ من هذا القبيل تجري كلّ ليلةٍ وأنّ المُواطنين لا يعرِفون عنها شيئًا، وأنّها تشمل جميع الجبهات في قطاع غزّة، مُوضحًا في الوقت عينه أنّ العملية اكتُشِفت من قبل الفلسطينيين. كما شدّدّ الجنرال روسو على أنّ هدف العملية لم يكُن اغتيال أحد المسؤولين في حماس، مُضيفًا أنّ إسرائيل تملك وسائل أخرى لتنفيذ عمليات اغتيال ضدّ القادة العسكريين الفلسطينيين، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ما ذُكر آنفًا، شدّدّ المُحلّل هارئيل على أنّه من الصعب التصديق أنّه في الظروف الراهنة يُصادِق المُستوى السياسيّ في تل أبيب على تنفيذ عملية اغتيالٍ بحقّ مسؤول من الدرجة المُتوسّطة في حركة حماس، في الوقت الذي لا يُمكِن فيه معرفة الربح من هذه العملية، وبالإضافة إلى ذلك، لا يُمكِن للمُستوى السياسيّ السماح للجيش بالعملية في الوقت الذي يقوم رئيس الوزراء نتنياهو ببذل جهوده للتهدئة طويلة الأمد.
وتابع قائلاً إنّ توضيح وتفسير الجنرال روسو كان صادِقًا وأمينًا، إذْ أنّه من المُمكِن أنّ الحديث يجري عن عملية جمع معلوماتٍ في أرض العدوّ حول البنية التحتيّة لحركة حماس، أيْ الأنفاق، أوْ تطوير الأسلحة القتاليّة، ومن غير المُستبعد بتاتًا، شدّدّ المُحلّل، أنْ تكون القوّة الإسرائيليّة الخاصّة قد دخلت قطاع غزّة من أجل جمع معلوماتٍ عن جثث الجنديين الإسرائيليين، اللتين تحتجزهما حركة حماس منذ العدوان الأخير على قطاع غزّة في صيف العام 2014، على حدّ قوله.
في السياق عينه، أشار الموقع العبريّ-الإخباريّ (WALLA) إلى أنّ العمليّة تمّت المُصادقة عليها من قبل رئيس هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، الجنرال غادي آيزنكوط، وبعد ذلك من وزير الأمن الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، ومن ثمّ صادق عليها أيضًا رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، زاعمًا أنّ مردّ ذلك حساسيّة المنطقة، والانتشار أمام حركة حماس.
وخلُص مُحلّل الشؤون العسكريّة في الموقع، أمير بوحبوط، خلُص إلى القول إنّه لا يُمكِن بأيّ حالٍ من الأحوال تجاهل الثمن الباهظ الذي جبته العملية من إسرائيل، والتي تؤشّر إلى التوتّر الشديد بين الطرفين، بالإضافة إلى أنّ العملية تؤكّد أنّه في المعركة القادِمة سيكون الثمن الذي ستدفعه إسرائيل كبيرًا وخطيرًا جدًا، على حدّ قوله.