مسيرات العودة الكبرى التي لا تسقط بالتقادم وتأتي امتداد للانتفاضة الاولى والثانية
2018-12-08
مسيرات العودة الكبرى التي أطلقها الفلسطينيون منذ نهاية مارس المنصرم في ذكرى يوم الأرض، شكلت علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية وفي طبيعة الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني.
مسيرات العودة بأدواتها السلمية أعادت للأذهان كيف أنّ الشعب الفلسطيني لا ينسى طبيعة مقارعته للاحتلال الصهيوني بتقادم الزمان وتطور الأسلحة بشتى أنواعها وأشكالها، فكانت المفاجأة التي أربكت حسابات الكيان الصهيوني إرباكًا غير مسبوق.
وبدا أن تاريخًا جديدًا ليوم الأرض كتب في 30/3/2018، بعد أن وصل عدد شهداء هذا اليوم لثلاثة أضعاف العدد الذي ارتقى في أول تأريخ لهذا اليوم عام 1976 والذي بلغ ستة شهداء في حينه، وهو ما جعله يوما فارقًا خاصّة وأنه يشكل بداية حراك لا يزال مستمرًّا حتى يومنا هذا.
وقد أكّدت مصادر فلسطينية في ذكرى يوم الأرض؛ الجمعة الأولى لمسيرات العودة، أنّ الحشود التي توجهت للحدود في ثلاثة محاور تماس مع قوات الاحتلال فاجأت الفصائل الفلسطينية التي قادت الفعل الجماهيري من حيث اتساعها وحجم الاستجابة الشعبية لدعوات المشاركة فيها، حيث وصل عشرات الآلاف من الفلسطينيين لنقاط التماس، ليشكلوا أعدادًا ربما فاقت ما حشدته الفصائل عبر الحافلات ولجانها المنتشرة في القطاع.
31 عامًا تمر اليوم على ذكرى اشتعال انتفاضة الحجارة ولا يزال الشعب الفلسطيني متمسكًا بأدواته كافة لمقارعة الاحتلال بدءًا من الحجارة التي أسست لما بعدها ثم تنقل الشعب بين أدوات عدة إلى أن تميز بمسيرات العودة التي أربكت حسابات الاحتلال السياسية والعسكرية والأمنية.
وكانت الهيئة العليا لمسيرات العودة قد أطلقت اسم "انتفاضة الحجارة الكبرى" على جمعة أمس بالتزامن مع ذكرى الانتفاضة الأولى للشعب الفلسطيني في العام 1987، حيث أقدم سائق شاحنة صهيوني في الثامن من ديسمبر/كانون الأول من ذاك العام، بدهس سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا-البلد متوقفة في محطة وقود، ما أودى بحياة أربعة أشخاص، وجُرح آخرون.
الفلسطينيون عدّوا في حينه أن الحادث هو عملية قتل متعمد، وفي اليوم التالي وخلال جنازة الضحايا اندلع احتجاج عفوي فألقت الحشود خلاله الحجارة على موقع لقوات الاحتلال بجباليا-البلد، وأطلق الجنود النار دون أن يؤثر ذلك على الحشود، وأمام ما تعرض له من وابل الحجارة وكوكتيل المولوتوف طلبت قوات الاحتلال الدعم، وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة، وقد كانت تلك الحادثة القشة التي قصمت ظهر البعير لتضافر عدة أسباب لاندلاع الانتفاضة.
الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو انتفاضة الحجارة، سمّيت بهذا الاسم؛ لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها المقاومون ضد قوات الاحتلال الصهيوني، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة.
وكانت الانتفاضة شكلا من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمخيمات وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين.
يُقدّر أن 1,300 فلسطيني استشهدوا في أحداث الانتفاضة الأولى على يد قوات الاحتلال الصهيونية، كما قتل 160 إسرائيليّا على يد الفلسطينيين.