:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/17417

المصادقة على قانون التجنيد فورا - هآرتس

2018-12-13

المحكمة العليا صادقت على تمديد لشهر (حتى منتصف كانون الثاني) بغرض استكمال اقرار تعديل قانون التجنيد. الحديث يدور عن ايجاد تسوية جديدة بخصوص تجنيد المتدينين. هذه القضية ترافق دولة اسرائيل منذ عقود، ولكن في هذه المرة الحديث يدور عن تسوية تمت صياغتها من قبل الجيش الاسرائيلي وتبناها وزير الدفاع المستقيل افيغدور ليبرمان.
حسب رأيي، بالذات الآن يجب بلورة اغلبية ثابتة في الكنيست من الائتلاف والمعارضة، للمصادقة على التسوية. لا يوجد مبرر لتأجيل اضافي، ولا يوجد سبب لاطالة الخلاف حتى الكنيست القادمة. يجب على الحكومة طرح التسوية للتصويت، ويجب على المعسكر الصهيوني وحزب يوجد مستقبل المساعدة على اجازته. حتى لو فازا بتشكيل الحكومة القادمة، ستكون لهما نقطة انطلاق جيدة في أي مفاوضات ائتلافية في المستقبل.
إن بلوغ الدولة ومشرعيها يمتحن، ضمن امور اخرى، بالقدرة على التمييز متى يجدر استخدام ادوات التشريع ومتى لا يجدر. في الكنيست الحالية تحول التشريع الى اداة سياسية تقريبا مهملة. الامور التي يجب علاجها بطرق اخرى يتم رميها بالقوة الى داخل بنود قانون زائدة واحيانا وهمية. مشاكل مؤقتة وشخصية تتحول الى قانون من خلال ازدراء وسطحية.
وبالذات في هذا الموضوع الحيوي يجري التشريع ببطء يثير الغضب. يمكن أن يتولد الانطباع بأن الحكومة والكنيست يتوسلان تقريبا للمحكمة العليا كي تحل الخلاف. بعد أن يتم هذا الامر بالتأكيد سيهاجمون المحكمة العليا على تدخلها الزائد. اعضاء الكنيست الاعزاء من اليسار واليمين، متدينين وحريديين وعلمانيين: لقد تم استنفاد هذا الموضوع حتى النهاية، هناك تسوية معقولة برعاية الجيش الاسرائيلي، من فضلكم اثبتوا وجود ما تبقى من المسؤولية العامة وقوموا بانهاء هذا الموضوع.
الشجاعة المطلوبة من وزراء الحكومة هي أن يقروا هذا الموضوع حتى لو لم يكن جميع اعضاء الكنيست الحريديين سيوافقون على ذلك بسهولة. الشجاعة المطلوبة من المعسكر الصهيوني ومن يئير لبيد هي دعم تسوية معقولة حتى لو أن حكومة نتنياهو هي التي بادرت اليها.
نحن نواجه خلافات كثيرة، عدد منها حقيقي وعدد مشحون جدا. يبدو أن هناك احتمال معقول لازالة أحد هذه الخلافات عن جدول الاعمال وربما حتى فتح طريق جديدة للعلاقة بين الدولة والجمهور. من المفهوم أن الحل ليس كاملا، لكن من المفهوم ايضا أنه من غير المنطقي والعملي أن نجند جميع الاصوليين بالقوة.
صحيح أن الخدمة في الجيش هي حق هام، ولكن يجب ايضا احترام القيمة الحيوية لتعلم التوراة، التسوية المقترحة “تسير بين النقط” وستمكن في المستقبل من توسيع عدد المتجندين والعاملين في اوساط الجمهور المتدين. سيكون مفرحا حقا لو أن المعسكر الصهيوني سينحرف عن ردوده الثابتة والمتوقعة ويسمح بقاعدة لاعادة الحوار المتجدد بينه وبين الاصوليين.
سيكون مشجعا اذا أخذ الليكود مخاطرة سياسية معينة ودعم القانون، الذي هو بالفعل مدعوم من قبل حريديين كثيرين.
تخيلوا الى أي درجة سيكون الامر لطيفا اذا لم تكن في المفاوضات الائتلافية القادمة، بغض النظر عن المشاركين فيها، قضية تجنيد المتدينين ضمن القائمة الثابتة للمطالب.