:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/17452

في ظل التصعيد: ممثل السلطة الفلسطينية يجتمع مع رئيس الشاباك

2018-12-18

وصل ممثل رئيس السلطة الفلسطينية ووزير الشؤون المدنية، حسين الشيخ، إلى إسرائيل، حيث عقد اجتماعا مع رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، ناداف أرغمان، ومع مسؤولين آخرين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ونقلت "كان حداشوت" عن مصادر فلسطينية قولها إن الاجتماع تناول "طرق خفض التوتر" في الضفة الغربية.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أوعز لأجهزة الأمن الفلسطينية التابعة للسلطة بالحفاظ على التنسيق الأمني، ولكن يجب على إسرائيل أن توقف هدم بيوت منفذي العمليات في الضفة الغربية، باعتبار أن الهدم يسهم في إشعال الأوضاع.
كما أشارت إلى أن الأردن يجري اتصالات بهدف إزالة التوتر. وكان رئيس المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج، قد اجتمع مع نظيره الأردني، يوم أمس، لمناقشة هذه المسألة.
كما نقل عن مصدر فلسطيني قوله إن "الأردنيين قالوا إنهم بعثوا برسالة إلى إسرائيل مفادها أنه إذا واصلت إجراءاتها في الضفة فإن ذلك سوف يعقد الوضع، ويؤدي إلى المزيد من العنف والتوتر".
في المقابل، أكد حسين الشيخ لتلفزيون فلسطين عقد اجتماع فلسطيني – إسرائيلي لمناقشة التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية (المحتلة عام 67) بعد تدخل الأردن ومصر.
وأضاف الشيخ أن الجانب الفلسطيني طالب الجانب الإسرائيلي بوقف التصعيد، و"وقف استباحة واعتداءات المستوطنين ضد أبناء شعبنا".
كما نقل عن الشيخ وصفه للاجتماع بأنه "مهم"، وأن الأردن ومصر مارسوا ضغطا لوقف العنف الإسرائيلي في الضفة واستهداف السلطة الفلسطينية.
وأضاف أن "حملة التحريض الأخيرة من بعض المسؤولين الإسرائيليين على السلطة، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وإرهاب المستوطنين الذين يستبيحون المدن والقرى والمخيمات وعمليات الهدم والاجتياحات كانت كلها على جدول الاجتماع الطارئ بيننا وبين الاسرائيليين".
وبحسبه، فقد نقل رسالة واضحة لإسرائيل مفادها أن "هذا الوضع لم يعد يحتمل، وأن الاتفاقيات الموقعة بين السلطة وإسرائيل على المحك، ولم تعد قائمة بحكم هذا التصعيد"، على حد تعبيره.
وقال حسين الشيخ إن القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعا طارئا لتدارس خطورة ما وصلت إليه الأمور وان مستقبل هذه الاتفاقيات بات مطروحا عى كل الطاولات والمنابر.
إلى ذلك، من المتوقع أن يجتمع محمود عباس مع الملك الأردني، عبد الله الثاني، يوم غد الثلاثاء في عمان. كما تجدر الإشارة إلى أن كبار المسؤولين في المخابرات المصرية قد اجتمعوا، في الأيام الأخيرة، مع قادة الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية، وذلك في إطار الجهود المصرية لـ"تهدئة الوضع".

و تتوالى في الأيام الأخيرة تصريحات المسؤولين الفلسطينيين لوسائل الإعلام الإسرائيلية والتي تشي بوضع حركة حماس وعناصرها في خندق مواجهة مشترك للسلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

وبعد يومين من نشر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" لتصريحات مسؤولين فلسطينيين يدعون الكشف عمن يقف وراء العمليات الأخيرة في مستوطنتي "عوفرا" و"غفعات أساف"، نقلت، اليوم الثلاثاء، "كان حداشوت" الإسرائيلية عن مصدر أمني فلسطيني تذمره من عدم إتاحة الاحتلال الإسرائيلي المجال للسلطة الفلسطينية بمنع حركة حماس من "نشر الفوضى" في الضفة الغربية.

كما نقلت عنه ادعاءه أن سياسة إسرائيل تقود إلى تقوية حركة حماس وإضعاف السلطة الفلسطينية، وأنه بفضل الأموال القطرية تستطيع حماس تمويل إقامة خلايا لها في الضفة الغربية.

وأشار المصدر الأمني إلى أن السلطة الفلسطينية تواصل ملاحقة عناصر حركة حماس، حيث أشار إلى أن أجهزة أمن السلطة اعتقلت خلال الأيام العشرة الأخيرة 10 ناشطين في حركة حماس، وصفتهم بأنهم "مشتبهين بالإرهاب"، وأنه ليس لهم علاقة بالعمليات الأخيرة.

كما أشار إلى أن أجهزة أمن السلطة اعتقلت قبل أكثر من شهر ناشطا في حركة حماس من مدينة جنين، بادعاء أنه أجرى اتصالات عن طريق الشبكة مع ناشطين في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وبدأ بإعداد مواد متفجرة.

وادعى المصدر الأمني أن حركة حماس توجه الآن ميزانيات أكبر لتشكيل خلايا في الضفة الغربية، وذلك "بعد أن حررتهم الأموال القطرية من عبء دفع رواتب الموظفين في قطاع غزة"، على حد تعبيره.

وتابع "نحن لا نريد الفوضى في الضفة الغربية، ونهتم، مثلكم، بمنع حركة حماس من نشر الفوضى، ولكن إسرائيل لا توفر لنا هذه الإمكانية".

وقال موجها حديثه للحكومة الإسرائيلية "أنتم تخشون انهيار السلطة في قطاع غزة أكثر مما تخشون من انهيار السلطة في الضفة... تحولون الأموال إلى من يطلق عليكم الصواريخ، بينما تحشرون في الزاوية من ينسق معكم في الشؤون الأمنية".

وفي هذا السياق، حذر المصدر الأمني من خصم مخصصات الأسرى وعائلات الشهداء من أموال الضرائب التي تقوم إسرائيل بتحويلها للسلطة الفلسطينية في كل شهر. وبحسبه، فإن ذلك "سيعرض السلطة لخطر الانهيار، وتكون حركة فتح أول من يثور ضدها، قبل حركة حماس".

أضاف أنه قد تغلغل في وسط الأجيال الشابة في حركة فتح، من جيل 16 إلى 24 عاما، الرسالة التي تمثلها حركة حماس، والتي مفادها أن إسرائيل "تعطي في ظل ميزان رعب، وهذا خطأ إستراتيجي من قبلكم".

كما نقلت "كان حداشوت" عن مسؤولين في السلطة الفلسطينية قولهم إن حركة حماس هي التي تقف وراء الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية، وإنها تحاول زعزعة الضفة، ودق إسفين بين الشارع الفلسطيني والسلطة الفلسطينية.

وأضافوا "نحن نريد الهدوء، ولا نريد مشاكل.. لن ننجر إلى مربع العنف، وسنواصل العمل على لجم الأوضاع. يجب وقف هذا المسلسل. وإذا حصل تصعيد فسوف يكون ضدنا وضدكم سوية".

ونقل عن أحد المسؤولين تعقيبه على تصريح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بشأن إعادة بناء البيوت التي يهدمها الاحتلال، قوله إن "السلطة تتيح وتشجع جمع الأموال لإعادة بناء البيوت التي هدمتها إسرائيل في إطار جهود السلطة لاحتواء الوضع، وقطع دائرة الانتقام. فإعادة بناء البيت من جديد تقلل الرغبة بالانتقام من جانب أبناء العائلة الآخرين"، على حد تعبيره.