ارتفاع محموم في نشاط إسرائيل الاستيطاني مع حكم ترامب
2019-01-02
كشف تقرير إخباري أميركي، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل زادت نشاطها الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة بشكل كبير، منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه قبل عامين.
وأشارت وكالة "أسوشييتد برس"، في هذا التقرير، إلى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيليبنيامين نتنياهو أقرت أيضاً مشاريع استيطانية ضخمة للفترة المقبلة، مستغلة العلاقات القوية مع ترامب ودعمه الشديد لإسرائيل.
وأوضح التقرير أن تزايد النشاط الاستيطاني أدى إلى تعميق الهوة بين السلطة الفلسطينية وواشنطن، وأثار مزيداً من الشكوك في أوساط الفلسطينيين بشأن مبادرة ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
وقال التقرير: "يرى المراقبون أن كل مستوطنة تبنيها إسرائيل تؤدي إلى تبديد أي فرصة لقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية".ونقلت الوكالة عن هجيت أوفران، من دائرة برنامج مراقبة المستوطنات في حركة "السلام الآن" الإسرائيلية قوله: "الشعور في الحكومة الإسرائيلية الحالية الآن هو أن كل شيء مسموح وأن الوقت مناسب لعمل أي شيء؛ لأن الإدارة الأميركية الحالية تعتبر أكبر داعم لإنشاء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية".
وبحسب الوكالة، أظهرت بيانات لحركة "السلام الآن" انخفاضاً في حركة البناء الاستيطاني من حوالي 3066 وحدة سكنية العام 2016 إلى 1643 وحدة العام 2017 نتيجة تراجع مشاريع الاستيطان في العامين الأخيرين من فترة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في حين قفز هذا العدد بنحو 2.5 ضعف إلى 6712 وحدة في الأشهر التسعة الأولى من العام 2018 مقارنة مع العام 2016.وبين التقرير وجود "زيادة ضخمة في النشاط الاستيطاني العام الماضي، واستحوذت مناقصات البناء على أكبر زيادة في هذا النشاط".
وأشار التقرير إلى أن "إسرائيل أصدرت 3154 مناقصة العام 2017 مقابل 42 مناقصة فقط في العام الأخير من فترة أوباما في حين زاد عدد المناقصات إلى 3800 العام 2018، وهو أعلى مستوى له منذ أن بدأت حركة السلام الآن بجمع بيانات عن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية العام 2002".
وقال أوديد رفيفي عمدة مستوطنة إيفرات قرب القدس المحتلة: "هناك بالطبع تغيير كبير في الأجواء السياسية، وهناك تغيير في اتجاه الريح أيضاً. الحقيقة أن أوباما أجبر إسرائيل على تقليص النشاط الاستيطاني بشكل كبير، ونحن نحاول التعويض الآن".
وأدانت سلسلة من رؤساء الولايات المتحدة من الجمهوريين والديموقراطيين على مدى عقود بناء المستوطنات. ولكن تغيرت الأمور بسرعة عندما وصل ترامب للبيت الأبيض.
ورفض ترامب إدانة بناء المستوطنات وأحاط نفسه بمستشارين - مثل صهره جاريد كوشنر وسفير واشنطن لدى إسرائيل ديفيد فريدمان - من اليهود الأرثوذكس الذين يؤيدون المستوطنات بقوة.
وطلب ترامب من إسرائيل ضبط النفس في بعض الأحيان، لكن إدارته ظلت صامتة إلى حد كبير مع استمرار إسرائيل في تشييد المستوطنات بشكل محموم خلال العامين المنصرمين.
وكانت هذه أنباء جيدة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي هيمن متشددون وقوميون ومؤيدون للمستوطنات على ائتلافه الحاكم السابق.
وقال نتنياهو، المرشح الأوفر حظاً في انتخابات إبريل/نيسان المقبل، إنه يتوقع أن تكون حكومته المقبلة شبيهة للغاية بسابقتها.
ولم تضم إسرائيل الضفة الغربية، ما يعني أن الجيش الإسرائيلي لا يزال هو الحاكم هناك.
ويتطلب البناء في الضفة الغربية الحصول على موافقة هيئة تنسيق النشاطات الحكومية في الأراضي الفلسطينية (كوغات)، التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، والتي تشرف على الشؤون المدنية في الضفة.وتقدم خطط الحكومة إلى كوغات، الذي يقرر ما إذا كانت مستوفية للمعايير القانونية.
ويقول منتقدون إن الهيئة الإسرائيلية تروج بشكل روتيني للتوسع في بناء المستوطنات على حساب المجتمعات الفلسطينية في 60 بالمائة من الضفة الغربية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
وأدى تصاعد وتيرة الاستيطان إلى عدم ثقة الفلسطينيين بالبيت الأبيض.
وقطع الفلسطينيون العلاقات مع الإدارة منذ أكثر من عام بعدما اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه سيرفض أي خطة سلام يقدمها فريق ترامب.
من جانبه، أكد المتحدث باسم السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن صمت الإدارة الأميركية الحالية تجاه الاستيطان اليهودي "أعطى في الحقيقة الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية لمضاعفة النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية".