الفصائل الفلسطينية تفشل في موسكو فيما ينجح نتانياهو في وارسو-د. نزيه خطاطبه
2019-02-18
ْ اجتماع الفصائل الفلسطينية في موسكو باشراف وزارة الخارجية الروسية والذي شاركت به على مدى 3 ايام 12 فصيلا فلسطينيا فشل في التوصل حتى الى اصدار بيان ختامي لانهاء الانقسام والاتفاق على برنامج موحد في مواجهة صفقة القرن ومواجهة مخططات تصفية القصية الفلسطينية .
الابتسامات والضحكات العريضة لممثلي حركتي حماس والجهاد الاسلامي وفتح الى جانب الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني وفصائل فلسطينية أُخرى, لم تخفي الخلافات العميقة بين الجانبين والتي تركزت بشكل خاص حول الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد و بمسألة القدس، حيث طالب البعض باستخدام عبارة «دولة فلسطينية عاصمتها القدس» دون تحديد حدود عام 1967، فيما كان البعض ضد الحديث عن الشرعية الدولية، وعارض آخرون الحديث عن «حق العودة» ما يعيد الساحة الفلسطينية الى اجواء ماقبل العام 1974 عندما اتفقت الفصائل الفلسطينية على البرنامج المرحلي للتعاطي مع الحلول السياسية بناء على نصائح الاصدقاء. وزير الخارجية الروسي كان واضحا في موقفه عندما قدم اعضاء الوفد اعتذارهم له لعدم تقديرهم لوقته ودور روسيا ورغبتها في اتفاق الفلسطينيين لتعزيز دورهم عندما قال اذهبوا اتفقوا اولا ومن ثم تعالوا لنا. لم يكن لدى المنظمين الروس للاجتماع أي أوهام بأن يتغلب الفلسطينيون في موسكو على خلافاتهم ويتفقوا فجأة على تشكيل حكومة وحدة وطنية. إلا أن مجرد انعقاد الحوار الفلسطيني- الفلسطيني يعد بنظرهم نجاحا بعد انقطاع دام سنة. أما اعتماد بيان مشترك فكان من شأنه أن يشكّل انفراجة. لكن ذلك لم يحدث، رغم أن الفلسطينيين أكدوا أنهم ملتزمون بإعادة الوحدة الفلسطينية.
في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المحادثات، حاول ممثلوا الفصائل تخفيف خلافاتهم، مؤكدين أنهم متفقون على الأهم، أي الرغبة في مقاومة نوايا الولايات المتحدة تنفيذ خطتها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ! ولكن كيف وهي اي الولايات المتحدة تعمل بشتى الطرق على تصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن التي نفذ الجزء الاهم منها والخاص بالقدس واللاجئين والمستوطنات وبقي الاعلان عن ما تبقى من بنودها الى ابريل بعد الانتخابات الاسرائيلية.
اداء الفصائل في موسكو كان مخجلا ومعيبا ومثل قمة المراهقة والرعونة السياسية، وفقدوا احترام وثقة روسيا التي من المفترض الرهان عليها اذا ما كانت هناك نية جادة وحقيقة لمواجهة صفقة القرن التي تحضر ادارة ترامب لاطلاقها، وهي تحشد العرب في مؤتمر وارسو لاطلاق رصاصة الرحمة لتصفية القضية الفلسطيني واعلان الحلف العربي الاسرائيلي في مواجهة ايران.
في مقابل الفشل الفلسطيني في موسكو كان النجاح حليف رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي الذي كان محط الاهتمام الاول في مؤتمر «الأمن والسلام في الشرق الأوسط» الذي افتتح في الـ 13 من فبراير الجاري في العاصمة البولندية وارسو اي في اليوم التالي لفشل لقاء موسكو, وشارك به ممثلون عن حوالي 60 دولة بما فيها وزراء خارجية عدد كبير من الدول العربية الذين تهافتوا على الاعراب عن ولائهم وصداقتهم لنتانياهو عبر اللقاء معهم وتناول العشاء وتقديم الميكروفون له (بعد تعطل الميكروفون الموجود امامه) والتمازح معه والاعراب عن امتنانهم لتعاونه معهم في محاربة ايران العدو المشترك والتي اضحت بقدرة ترامب على ان تكون العدو الاول الذي يهدد السلام والاستقرار في الشرق الاوسط وبالتالي يجب تجنيد كل امكانيات وثروات العرب ووضعها في خدمة ترامب ونتانياهو لمحاربتها.
الشراكة السياسة هي العنوان العريض الذي يفتش عنه الفلسطينيون، ويسعون لتحقيقه سواء في الوطن او بلدان الشتات واللجؤ، يجب أن نكون شركاء في الوطن وفي كافة المؤسسات والجمعيات الفلسطينية المنتشرة في بلدان اللجؤ، وعلى نفس المستوى من المسؤولية والواجبات لا يحق لأي كان أن يجعل من نفسه وصياً على مصالح الشعب وقضيته الوطنية ، وهذا هو الطريق المختصر لتحقيق المصالحة.
اعلامي مقيم في كندا
اعلامي مقيم في كندا