بعد رفض السلطة استلام أموال من إسرائيل رعب من انتقال المُقاومة إلى الضفّة الفلسطينية
2019-04-30
قالت غيلي كوهين، المُعلقّة السياسيّة في هيئة البثّ الإسرائيليّة، شبه الرسميّة “كان”، إنّه في خطوةٍ لا سابق لها من جانب كيان الاحتلال، القلق جدًا من الوضع الاقتصاديّ السيئ في السلطة الفلسطينيّة التي ترفض استلام أموال من إسرائيل، قررت قبل شهرٍ أوْ شهرٍ ونصف، وبشكل سري، القيام بخطوةٍ أحادية الجانب، بإجراء تحويلٍ مصرفيٍّ لجميع الأموال التي يرفض الفلسطينيين استلامهم، 660 مليون شيكل، معتقدين في القدس المُحتلّة أنّه يُمكِن دفع الأموال للفلسطينيين بخلاف رغبتهم، كما قالت المصادر الرفيعة في تل أبيب.
وتابعت المُعلقّة كوهين قائلةً، نقلاً عن مصادر سياسية وامنية، إنّ الاعتقاد في إسرائيل هو أنّ نقل المال، سرا ، ربما سيدفع الفلسطينيين إلى تجرّع الأمر والموافقة على استلام هذه الأموال، لافتةً في الوقت نفسه إلى أنّه كان الاعتقاد في إسرائيل أنّه إذا جرى الأمر بالسر، يُمكِن للفلسطينيين أنْ يُوافِقوا على استلام هذه الأموال، وذلك بسبب الأزمة الاقتصاديّة التي يُعانون منها، لكنّ، المصادر في تل أبيب، أكّدت على أنّه تبينّ أنّه كان للفلسطينيين خططًا أخرى، وبعد عدّة أيامٍ من الارتباك الداخليّ قرروا إعادة كلّ الأموال، على حدّ قول المصادر السياسيّة في الكيان.
وبحسب غيلي كوهين فإنّ القلق في إسرائيل كبير جدًا حيثُ وصل إلى حدٍّ أنّ اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو ووزير المالية موشيه كحلون، مساء أمس، تمحور حول الوضع الاقتصاديّ المتأزم في السلطة الفلسطينيّة، مُشدّدّةً على أنّه كان هو الموضوع الأساسيّ في النقاش الذي تمحور حول سبل حلّ الأزمة الاقتصادية لدى السلطة الفلسطينيّة، على حدّ قول المصادر بتل أبيب.
وفي السياق ذاته رأت ورقة بحثيّة صادرة عن مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجيّة في تل أبيب، رأت أنّ الانسحاب من الإسرائيليّ من الضفّة الفلسطينية يُشكّل خطرًا وجوديًا على كيان الاحتلال. وشدّدّت الورقة التي قام بإعدادها الجنرال في الاحتياط غرشون هكوهين على أنّه بينما تتأخّر خطة السلام من قبل إدارة الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، التي باتت معروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، فإنّ انسحابًا مستقبليًا من يهودا والسامرة، وهو الاسم التلموديّ للضفّة الغربيّة، سيضع إسرائيل أمام خطرٍ وجوديٍّ.
ولفت المُراسِل للشؤون العسكريّة في صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة إلى أنّ الورقة البحثيّة التي وضعها الباحث العسكريّ هكوهين تُشكّك بفكر معظم كبار رجالات جهاز الأمن في الماضي وفي الحاضر، إذْ أنّه في لُبّ البحث، يُشدّد الجنرال هكوهين على أنّ تغيّر شكل الحرب في العقود الأخيرة من المواجهة التقليديّة بين الجيوش إلى مواجهاتٍ تُشرِك السكان المدنيين، يُلزِم باستمرار تواجد إسرائيل في المناطق التي لم تسلم بعد للفلسطينيين، على حدّ تعبيره.
الباحث العسكريّ استعرض في الورقة سلسلةً من السيناريوهات التي من شأنها أنْ تتطوّر إذا ما خرج الجيش الإسرائيليّ من مناطق (A) و (B) في الضفّة ، وفي الوقت عينه يُحذّر من أنّه مثلما حصل في جنوب لبنان وفي قطاع غزّة، في حالة انسحابٍ إسرائيليٍّ، فإنّ المنظمات التي وصفها بالإرهابيّة ستجعل منازل المواطنين العرب في “يهودا والسامرة” ميادين قتال، من خلال تلغيم الشوارع وجعلها مخازن للصواريخ مثلاً، كما أكّد.
بالإضافة إلى ذلك، جاء في الورقة البحثيّة أنّه تشوشّت حتى الاختفاء، والمقصود قدرة الفصل بين المجال العسكريّ والمجال المدنيّ، مُضيفةً أنّ ساحة الحرب تنقل إلى المجال المبنيّ وتدخل أساسًا إلى غياهب المجال المدنيّ، كما أنّها لفتت إلى مشكلةٍ مُتوقّعةٍ أخرى وهي حفر أنفاقٍ من أراضي الدولة الفلسطينيّة إلى داخل إسرائيل.
وتابع الباحث العسكريّ الإسرائيليّ هكوهين قائلاً إنّ تجريد الدولة الفلسطينيّة من السلاح ليس قابلاً للتحقق، مثلما ثبت بشكلٍ لا لبس فيه من الفشل المُدّوي في تجريد قطاع غزة من السلاح في إطار مسيرة أوسلو.
وبناءً على ذلك، جزم الباحِث العسكريّ بأنّه في هذه الظروف، في كلّ حالةٍ يُنفّذ فيها هجومًا عسكريًا من الدولة الفلسطينيّة نحو إسرائيل، سيجِد جيش الاحتلال صعوبةً في الردّ بالهجوم مثلما حصل في لبنان وغزة، كما أكّد.