حصاد الدوري الانكليزي… صراع حتى النفس الأخير يتوج مانشستر سيتي باللقب
2019-05-19
لهثت أنفاس لاعبي مانشستر سيتي حتى عبرت خط النهاية ليتوج بطلا للدوري الانكليزي للمرة الثانية على التوالي بعد صراع مرير ومحتدم مع ليفربول الذي حل ثانياً خلفه بفارق نقطة واحدة، لذلك سيظل موسم 2018/2019، خالدا إلى الأبد في أذهان محبي الساحرة المستديرة ليس في إنكلترا فحسب بل في أوروبا، بعدما شهد صراعا ساخنا على كل الاستحقاقات.
وظلت المطاردة قائمة بين مانشستر سيتي وليفربول للفوز بالبطولة حتى المرحلة الأخيرة من الموسم المنصرم، قبل أن يحسم فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا الأمور لمصلحته في النهاية، ليتوج باللقب للموسم الثاني على التوالي. وقال غوارديولا عقب حصد فريقه اللقب: “يتعين علينا تهنئة فريق ليفربول، ونتقدم لهم بجزيل الشكر بعدما دفعونا للارتقاء بمستوياتنا عن الموسم السابق”. وأضاف: “أعتقد أننا حققنا مستوى أعلى الموسم المنقضي. وساعدنا ليفربول في البقاء على هذا النسق طوال الوقت”. وبدا ليفربول في طريقه للحصول على اللقب الغائب عنه منذ 29 عاما عندما زار السيتي في الثالث من كانون الثاني/يناير الماضي، حيث كانت الفرصة سانحة أمامه للتحليق في الصدارة بفارق عشر نقاط. لكن السيتي (المدافع عن اللقب)، تمكن من الفوز 2/1، ليلقي بلكمته الأولى في وجه منافسه خلال المعركة المحتدمة التي دارت بينهما طوال الموسم. وكانت تلك الخسارة الوحيدة التي تلقاها ليفربول خلال الموسم، لكنها أعطت قبلة الحياة للسيتي للصعود للصدارة والتشبث بها. وقال الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول، الذي احتل المركز الثاني برصيد 97 نقطة: “ينبغي علي توجيه التهنئة لمانشستر سيتي. لعبوا موسما مذهلا”. وأضاف: “الحصول على 97 نقطة خلال موسم واحد أمر لا يصدق، لكنها لم تكن كافية للفوز بالبطولة أمام السيتي”. وأوضح: “كان من السهل التتويج باللقب بحصد 97 نقطة في أي بلد آخر. لكن يتعين علينا تقبل الأمر هنا”.
وحقق السيتي ثاني أعلى رصيد في تاريخ المسابقة، حيث تأخر بفارق نقطتين فقط عن الرقم القياسي المسجل باسمه الموسم الماضي، عندما نال اللقب بعد حصده 100 نقطة. وبلغت إجمالي النقاط التي حصل عليها السيتي وليفربول 195 نقطة، وهذا معدل قياسي لفريقين في موسم واحد في تاريخ البطولة، حيث تفوق بفارق 14 نقطة على إجمالي النقاط التي نالها السيتي ومانشستر يونايتد (بطل ووصيف النسخة الماضية). كما وصل مجموع الانتصارات التي حققها الفريقان الموسم المنقضي 62 انتصارا، بواقع 32 فوزا للسيتي و30 فوزا لليفربول، ليحققا رقما قياسيا جديدا أيضا. وسار الفريقان على نهج أبطال الألقاب الكبرى، بعدما اختتما الموسم بشكل ممتاز، حيث فاز السيتي بجميع مبارياته الـ14 الأخيرة، فيما حافظ ليفربول على سجله خاليا من الهزائم في آخر 17 لقاء. وقال البلجيكي فينسنت كومباني قائد السيتي: “كان الفوز بالدوري الأصعب والأكثر إرضاء على الإطلاق”. وتابع: “ليفربول كان استثنائيا هذا العام. لم يستحق أن يكون في المركز الثاني”.
وأنهى تشلسي المسابقة في المركز الثالث، ورغم تأخره بفارق 25 نقطة خلف ليفربول، لكنه حجز مقعده في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل برفقة توتنهام الرابع. وأخفق أرسنال، في موسمه الأول مع المدرب الإسباني أوناي إيمري، وكذلك مانشستر يونايتد في التواجد بالمربع الذهبي، بحصولهما على المركزين الخامس والسادس، ليشاركا في الدوري الأوروبي الموسم المقبل. وظهر ولفرهامبتون بشكل مفاجئ ليحصل على المركز السابع في موسمه الأول، وربما يصعد للدوري الأوروبي أيضا، حال فوز السيتي في نهائي كأس الاتحاد على واتفورد، الذي يتعين عليه الفوز باللقب للمشاركة في البطولة القارية. ولم يكن الحظ حليفا لكارديف وفولهام، اللذين صعدا للدوري الممتاز برفقة ولفرهامبتون الموسم المنقضي، حيث عادا من جديد للدرجة الأولى برفقة هدرسفيلد (متذيل الترتيب). وأصيب كارديف بمأساة في كانون الثاني/يناير الماضي، بعدما لقي مهاجمه الأرجنتيني إيميليانو سالا مصرعه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر أثناء توجهه للانضمام للفريق بعدما أنهى مسيرته مع نانت الفرنسي. وجاء ذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من مصرع مالك نادي ليستر فيتشاي سريفادهانابرابا عندما تحطمت مروحيته خارج ملعب النادي بعد مباراة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. ويعتبر ليستر أحد خمسة فرق في البطولة قامت بتغيير مدربيها الموسم المنصرم، حيث كان آخرهم كريس هيوتن مدرب برايتون يوم الاثنين الماضي. وجاء البرتغالي جوزيه مورينيو كأبرز المدربين الذين غادروا الدوري الإنكليزي، بعدما أقيل من مانشستر يونايتد في كانون الأول/ديسمبر بسبب سوء النتائج. وتولى النرويجي أولي غونار سولشاير تدريب يونايتد خلفا لمورينيو بصورة مؤقتة، قبل أن يتم تثبيته في منصبه بشكل دائم عقب تحقيقه 14 انتصارا في 19 مباراة. وتسبب تراجع نتائج يونايتد خلال المراحل الأخيرة في ابتعاده عن سباق المنافسة على التأهل لدوري الأبطال، حيث فشل في تحقيق أي فوز خلال مبارياته الخمس الأخيرة، ليبتعد بفارق 32 نقطة عن جاره السيتي. وأكد سولشاير: “أمامنا مهمة كبيرة للغاية، نريد جميعا العودة إلى موقعنا على القمة. في تلك اللحظة يوجد فريقان متفوقين علينا”. وعلى الصعيد الإحصائي، تقاسم النجم الدولي المصري محمد صلاح لاعب ليفربول جائزة (الحذاء الذهبي) كأفضل هداف مع الجناح السنغالي ساديو ماني، زميله في الفريق الأحمر، والمهاجم الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ لاعب أرسنال، برصيد 22 هدفا لكل منهم. وحصل البرازيلي أليسون بيكر، حارس ليفربول، على جائزة “القفاز الذهبي”، بعدما حافظ على نظافة شباكه في 21 مباراة بالمسابقة.