:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/19366

الجبهة الديمقراطية: ندوة فكرية في بيروت حول صفقة القرن .. المخاطر والمهام الوطنية المطلوبة

2019-07-24

فهد سليمان: الموقف الفلسطيني يجب ان يتقدم خطوات سياسية وميدانية في مواجهة الصفقة*

*سامي كليب: صفقة القرن ليست مشروعا امريكيا بل مشروع اسرائيلي تبنته الادارة الامريكية*

بدعوة من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نظمت ندوة فكرية وحوارية في "قاعة الشهيد القائد ابو عدنان قيس" في بيروت بعنوان: "صفقة القرن.. المخاطر والمهام الوطنية المطلوبة"، شارك فيها كل من: نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية فهد سليمان والاعلامي سامي كليب وبحضور حشد من قادة وممثلي الاحزاب اللبنانية والفلسطينية وشخصيات سياسية وفكرية ولجان شعبية ومؤسسات اجتماعية وعدد من الفعاليات الوطنية في مخيمات بيروت..
بعد كلمة ترحيبية من عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الرفيق فتحي كليب تحدث الاعلامي سامي كليب معتبرا بداية "ان الشعوب العربية ما زالت فلسطين بوصلتها وهي القضية المركزية بالنسبة اليها رغم كل ادوات الاعلام والتشهير وغسل الادمغة التي تمارس من اجل تغيير حقيقة راسخة لدى شعوبنا العربية بنخبها العديدة..".
وتابع قائلا: "ان صفقة القرن ليست جديدة، بل ان الحديث عنها هو الجديد، وقد بدأت تطبيقاتها العملية على الارض سواء ما يتعلق بالقدس او بقضية اللاجئين وعنوانها التضييق على وكالة الغوث او ما يتعلق بالاستيطان في فلسطين.. كما ان الجديد ايضا انه في السابق كان التطبيع يتم بالسر بينما اليوم اصبح بشكل علني، بل ان بعضهم بات يعلنه ويدعو آخرين الى اتباعه..
وقال: "صفقة القرن ليست مشروعا امريكيا بل مشروعا اسرائيليا تبنته الادارة الامريكية الحالية، ويمكن ان نجد عناوين صفقة القرن في كتاب نتانياهو عام 1996 بعنوان "مكان بين الامم" الذي يتحدث عن جميع التفاصيل وعن رؤية اسرائيل لنفسها وللمنطقة والعالم، وبالتالي فان عدم معرفة البعض بهذه التفاصيل هي احدى المشكلات التي نشكو منها جميعا".
وختم كليب قائلا: "من ينظر الى القسم الفارغ من الكوب سيصاب باحباط وبهزيمة داخلية تجعله عاجزا عن مواجهة المشروع الامريكي الاسرائيلي، بينما في القسم الممتلئ من هذا الكوب نجد الآفاق رحبة امام انجازات يمكن ان تتحقق بشكل فعلي. ومن هذا المنطلق يمكن ان نبلور مجموعة من الاقتراحات على سبيل المثال لا الحصر، من ضمنها تعزيز ثقافة المقاومة واقامة جيش الكتروني عربي يكون ذا تاثير ومنظمة اعلامية جديدة تواجه المشاريع القائمة من خلال استراتيجية جديدة وتامين صندوق شعبي عربي وتاسيس منظمة اعلامية من اجل فلسطين وتعزيز المقاطعة الشعبية وتنظيم مسابقات للكتاب والمثقفين والشباب حول القضية الفلسطينية وغير ذلك من افكار يمكن بلورتها".
كما تحدث الرفيق فهد سليمان مستعرضا للواقع الفلسطيني والاقليمي والدولي والخلفيات التي تطرح فيها عناوين وتطبيقات صفقة ترامب– نتنياهو. وقال: إن من يملك القرار بصياغة السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية والمنطقة عموماً، ليس مجموعة متحيَّزة لإسرائيل فحسب، بل هي "مجموعة المستوطنين" في الإدارة الأميركية لا ترى في المرحلة القادمة أية فائدة لإدارة مفاوضات، حتى لو كانت مختلة التوازن، وهي ترى الأمر من زاوية فرض إملاءات، تؤدي إلى تثبيت الأمر الواقع.
ان ما جرى في ورشة المنامة هو ليس في حقيقته إلا ظلاً لما كان قد جرى قبل ربع قرن، غير ان المسار الإقتصادي، لم يحقق أية نتيجة بما تم الإعلان عن التوصل إليه، والسبب في ذلك أن المسار السياسي على جبهة المفاوضات الثنائية لم يحسم مصير الأرض وقضايا السيادة عليها. لذلك فهي تكرار باهت لتجارب سابقة، وستفشل كما فشلت سابقاتها، لقصور وسائلها عن الأهداف التي ترسمها لنفسها. وما دامت الخطة تتجاهل موضوع تعريف المستقبل السيادي للكيان السياسي الفلسطيني، وطبيعة هذا الكيان، والذي ستنهض عليه أعمدة النمو الإقتصادي، فإن عوامل الفشل ستبقى غالبة على مخرجات ورشة المنامة، فيما يتصل بالتسوية السياسية على المسار الفلسطيني بأقله.
غير ان خطورة الورشة هي انها شكلت خطوة إضافية على طريق تطبيع العلاقات العربية – الإسرائيلية. وهذا كان واحداً من الأهداف الرئيسية المتوخاة من الورشة، التي قوبلت، كما قوبلت بموقف فلسطيني وطني قدم الحالة الفلسطينية، في لحظة تاريخية نادرة، في موقف موحد صلب ومتماسك، لعب دوراً في إستنهاض الحالة الشعبية العربية، والمواقف الصديقة الرافضة للمشروع الأميركي. هذا الموقف، وإن حقق هدفه في نزع الغطاء السياسي الفلسطيني عن الورشة، وأفشل جانباً مهماً منها، سيبقى موقفاً ناقصاً إذا لم ينتقل إلى الأمام بخطوات سياسية وعملية وميدانية، لمواجهة المشروع الأميركي - الإسرائيلي ومخرجات الورشة.
وتابع قائلا: يقوم المشروع الأميركي - الإسرائيلي على أربعة مرتكزات: المرتكز الأول: إنكار أي دور لقرارات الشرعية الدولية وأن التسوية هي نتاج ومحصلة للأمر الواقع الذي نشأ على إمتداد السنوات الخمسين للإحتلال. المرتكز الثاني: لا تفترض «الصفقة» عقد مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، للوصول إلى تسوية، بل تفترض أن وظيفة المفاوضات أن تجترح الآليات لتطبيق ما يسمى بالأمر الواقع. المرتكز الثالث: يقوم على أولوية الترتيبات على مستوى الإقليم، وبعدها يمكن الإنتقال إلى المسار الفلسطيني، والمرتكز الرابع: أولوية المسار الإقتصادي على المسار السياسي.
علينا الإستفادة من الفرصة التاريخية المتمثلة بانتقال خطة صفقة القرن إلى نقاط متقدمة، بالتطبيق، واستغلال هذا الظرف بما أنتجه من وحدة موقف في الحالة الفلسطينية واستثماره بتعزيز الحوار الداخلي في مختلف دوائره، من أجل تجاوز الإنقسام، وبالتالي الإقدام على خطوات عملية ملموسة، تؤدي إلى إستعادة الوحدة الداخلية المفقودة. وهذا ما يحتاج إلى إرادة سياسية فلسطينية على مستوى طرفي الإنقسام، كما تحتاج إلى تفعيل الطاقات الفلسطينية على المستوى الشعبي والمؤسسي، من أجل بناء معادلة تساعد من يريد أو من يملك الإرادة السياسية لاستعادة الوحدة المفقودة..
كما ندعو الى الخروج من إتفاقية أوسلو، لصالح إستعادة البرنامج الوطني التي رسَّمت آلياته دورة المجلس الوطني باعتماد الإستراتيجية الوطنية الفلسطينية الجديدة، وهي: إعلان إنتهاء العمل بالمرحلة الإنتقالية، وإنهاء الإلتزامات التي ترتبت عليها؛ تعليق الإعتراف بإسرائيل؛ وقف التنسيق الأمني؛ فك الإرتباط ببروتوكول باريس؛ مساندة حملة المقاطعة (BDS) على مستوى عالمي ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة.
وفي الختام اجاب المحاضرين على اسئلة واستفسارات الحضور: المناضل صلاح صلاح، النقابي علي محي الدين، الباحث والكاتب وليد محمد، النقابي محمد قاسم، الناشط احمد الصالح، الاعلامي احمد الصباهي، الناشطة لينا الصوري والمناضل فيصل ايوب..