هل يدفع الفلسطينيون ثمن اتفاق جنيف بين أميركا وإيران؟
2013-12-07
قالت مصادر ديبلوماسية غربية إن إسرائيل نجحت في اقناع الجانب الاميركي بأولوية الملف الامني على السياسي في المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية الجارية، خصوصاً بعد اتفاق جنيف مع ايران. وقالت لـ «الحياة» ان اسرائيل تشددت في مطالبها الامنية من الجانب الاميركي بعد اتفاق جنيف، وأصرت على ضرورة تدخل اميركا لوضع ترتيبات امنية لحمايتها أولاً قبل التوصل الى أي اتفاق سياسي مع الفلسطينيين.
وأكدت ان الجانب الأميركي الذي يبدي اهتماماً كبيراً بإرضاء اسرائيل الغاضبة من الاتفاق مع ايران، وافق على هذا المطلب رغم ادراكه صعوبة تسويق الاتفاق الامني مع الجانب الفلسطيني قبل الاتفاق على الملف السياسي. وأشارت الى ان الجانب الاميركي يحاول تحقيق نوع من التوازن بين الملفين الامني والسياسي من اجل اقناع الجانب الفلسطيني بقبول العرض.
8 مطالب امنية اسرائيلية
وكشفت المصادر ان عدد المطالب الامنية الاسرائيلية من الجانب الفلسطيني بلغت ثمانية مطالب، في مقدمها بقاء السيطرة الاسرائيلية على الاغوار عبر نظام استئجار خاص، وبقاء محطات الانذار المبكر على رؤوس الجبال في الضفة الغربية، ووجود قوات دولية في مواقع حدودية مع الاردن الى جانب القوات الاسرائيلية، والسماح لاسرائيل باستخدام المجال الجوي للضفة الغربية وغيرها. وأضافت ان كيري حمل المطالب الاسرائيلية الى الجانب الفلسطيني الذي طلب في المقابل ربط الملف الامني بالملف السياسي، وقبل بوجود قوات دولية في اي اتفاق سياسي مقبل، لكنه رفض اي وجود اسرائيلي في اراضي الدولة الفلسطينية. وكانت اسرائيل أعدت الملف الامني بالتعاون مع فريق امني اميركي مختص يرأسة الجنرال جون ألن المقيم مع فريقه في اسرائيل منذ مطلع العام.
وقال مسؤول فلسطيني ان الجانب الفلسطيني قلق جداً من نيات اسرائيل ومن قدرتها على التأثير على الجانب الاميركي. وأضاف ان وجود الفريق الامني الاميركي في اسرائيل منذ مطلع العام كان مثار قلق للجانب الفلسطيني لانه قام بدرس حاجات الجانب الاسرائيلي وحده من دون اي اعتبار للمصالح الامنية والسياسية الفلسطينية.
وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه في محاضره له في رام الله اول من امس ان الجانب الاسرائيلي يسعى الى تحديد الحدود الامنية اولاً كمقدمه للعمل على تحويلها الى حدود سياسية. واشار الى ان الجانب الاميركي يحاول التوصل الى اتفاق اطار او اتفاق انتقالي جديد، الامر الذي يرفضه الجانب الفلسطيني.
وأكد مسؤول فلسطيني آخر ان الجانب الفلسطيني بدأ يشعر باليأس من الدور الاميركي في المفاوضات، وان الفلسطينيين يفضلون عدم قيام الجانب الاميركي بتقديم اي اقتراحات او خطط لجسر الهوة بين الجانبين، مضيفاً: «واضح ان الراعي منحاز الى الجانب الاسرائيلي، وانه لن يقدم اي عرض امني او سياسي من دون عرضه على الجانب الاسرائيلي واخذ موافقته عليه مسبقاً».
مؤتمر دولي: «جنيف - فلسطين»
ويبحث الفلسطينيون خياراتهم للمرحلة المقبلة في حال فشل المفاوضات، كما هو متوقع. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الدكتور محمد اشتية: «في ضوء اتفاق جنيف - ايران، ومشروع مؤتمر جنيف - سورية، يجب ان يكون هناك ايضاً جنيف - فلسطين». وأضاف: «يجب ان يكون هناك بديل للمفاوضات الثنائية، وهو مؤتمر دولي يشارك فيه حلفاؤنا الروس والاوروبيون والامم المتحدة، وان لا تقتصر رعاية المفاوضات على الجانب الاميركي لأن رعايته غير متوازنة».
وأوضح ان اسرائيل «تسعى الى ضم الضفة، وابقاء سلطة فلسطينية على السكان، وإخراج قطاع غزة من المعادلة كلياً». وقال ان هناك اربع قضايا جوهرية تحول دون التوصل الى اتفاق مع اسرائيل، وهي اصرارها على الوجود العسكري في الضفة، وعلى ضم القدس الشرقية، ورفض أي عودة اللاجئين، ومطالبتها الفلسطينيين بالاعتراف بالدولة اليهودية».