:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/21016

ما الذي سيحدث، يا غانتس؟

2019-08-21

هآرتس :


في مقر الحملة الانتخابية لحزب ازرق ابيض بذلوا كل ما في استطاعتهم خلال فترة طويلة، وبحثوا بتصميم عن وعد انتخابي كبير يقوم بملء شرايين الحملة بالدماء. أمر على صيغة وعد اهود باراك في الحملة الانتخابية في 1999 بالخروج من لبنان. في نهاية المطاف قرر المرشح اعطاء الوعد الكبير التالي: «في الجولة القادمة سنهزم حماس، وسنقضي على رؤساء حماس وسندمر المنطقة». ظاهريا هذا وعد يمكن أن يكون وعدا ساحرا للاسرائيليين، وعد جاء من قبل رئيس اركان سابق ويمس رئيس الحكومة في النقطة الضعيفة لديه.

تشجع بني غانتس في الاسابيع الاخيرة من اجل انبات اجنحة قيادية للارتفاع عن الارض. لقد وبخ علنا يئير لبيد على فيلمه ضد الحريديين، وأعلن في جولة في غور الاردن بأن المنطقة ستكون تحت سيطرة اسرائيل الى الأبد. وأعلن في ستوديو «واي نت» بأنه اذا كان هو الاول في حكومة تناوب مع نتنياهو فسيكون هناك ما يُتحدث عنه. حتى قرار البحث عن مسربين في ازرق ابيض بدون ابلاغ شركائه، يعتبر قرارا مهما.

حتى الآن لم تثمر كل الجهود التي بذلها غانتس . اولا، بسببه. ليس مهما الى أي درجة العنوان الذي يريد نقله هو عنوان مبشر، عندما سينقل بالطريقة التي يقوم بها غانتس بنقل الرسائل، هذا ببساطة لا يتم استيعابه بهذه الصورة. موقفه السياسي الجديد هو المثال الابرز. قال غانتس شيئا ما حكيما ومنطقيا. اذا كان هو الاول في حكومة التناوب فان نتنياهو سيكون وزيرا كبيرا في النصف الاول من الولاية. واذا كان نتنياهو وزيرا كبيرا فانه اذا قدمت لائحة اتهام ضده فسيكون عليه الاستقالة من منصبه. هذا لا يعتبر خيانة لوعده للناخبين بأنه لن يجلس تحت إمرة نتنياهو.

لكن موشيه يعلون اوضح بعد دقيقة بأنهم لم يفهموا غانتس تماما، وغانتس ايضا قدم نصف توضيح، وكل الكسب النظري الذي كان يمكن تحقيقه من الموقف الجديد ذهب هباء. «الوعد الانتخابي الكبير» تسبب بالضرر أكثر من الفائدة.

الحملة الحكيمة هي الحملة التي يقوم بها المرشح بفعل كل شيء من اجل الحصول على الاصوات، بحيث يقيد نفسه بالحد الادنى من الالتزامات في فترة الولاية نفسها. احيانا لا يكون أي مناص. أقسم باراك بتوحيد القدس في 1999، وهو يعرف أنه سيضطر الى خرق هذا الوعد اذا تم انتخابه. وحقا هو خرق هذا الوعد.

لن يخضع غانتس لأي ضغط كي يقسم بابقاء السيطرة على غور الاردن. هو ايضا يعرف أنه اذا جاء في أي يوم لاجراء مفاوضات على حدود اسرائيل فان تنازله الاول سيكون عن المستوطنات هناك. وحتى نتنياهو في خطابه في 2011 اقسم بأنه سيسيطر أمنيا على الغور، وهذا رمز أكثر على الاستعداد للتنازل عن السيادة الكاملة. في جميع المفاوضات السياسية التي جرت حتى الآن تنازلت اسرائيل عن مستوطنات الغور. غانتس لم يحصل على أي شيء مقابل قسم الولاء الذي قدمه للغور وقيد نفسه بالتزام زائد.

الامر الاكثر اشكالية هو «الوعد الانتخابي الكبير». غانتس لم ينجح في الحصول حتى الآن على أي اصغاء للجمهور أو ثقة بوعده بانهاء حكم حماس. اذا حظي في يوم ما بالجلوس على دفة قيادة السلطة فسيحظى بتذكير دائم بهذا الوعد.

بعد كل اخفاقات غانتس، ايضا شركاؤه في القيادة متهمون. يعرف يئير لبيد وغابي اشكنازي وموشيه يعلون أن الطريق الى الانتصار تمر عبر ابراز زعامة غانتس، نقطة ضعفه في الحملة السابقة. ورغم أن نتنياهو هو المسؤول عن اظهار ضعف القيادة في السنوات الاخيرة، في قضية البوابات الالكترونية وجنون هيئة البث، فهو ما زال يسرع في كل حملة مع صيغ مختلفة مثل «أنا الأقوى». واذا كان يعلون ولبيد واشكنازي لم ينجحوا في كبت «الأنا» خاصتهم في الشهر والنصف القادمين وفي طرح انفسهم كمن يأتمرون بأمر غانتس القوي، فانهم في الحقيقة سيجسدون كل ما يتوقعه خصومهم في ازرق ابيض بعد الانتخابات.