الطريق لمنع دولة واحدة
اسرائيل اليوم :
(المضمون: مع حلول 17 ايلول، ينبغي ان يعرض على المرشحين الساعين بقيادة اسرائيل سؤالان بسيطان: ما هي السياسة التي ستتخذوها كي تمنعوا اسرائيل في أن تصبح دولة واحدة للشعبين، وكيف برأيكم ستطبقونها؟ - المصدر).
حل دولتين متفق عليه لن يكون ممكنا في المستقبل القريب. هذه حقيقة. حتى اقامة حكومة وسط – يسار لن تؤدي الى اتفاق يؤدي الى تحقيق حل الدولتين. في هذا الوضع، فان خيار الدولة الواحدة فقط سيكون واردا وفي غضون وقت قصير سينتقل الفلسطينيون الى ترديد شعار جديد "شخص واحد – صوت واحد". وستلتقط الرسالة جيدا في امريكا، وضررها سيشبه ضرر قطار مندفع بكل السرعة ويصطدم باسرائيل.
اذا واصلت اسرائيل اقامة مستوطنات شرقي الجدار الامني، فان من شأنها أن تفقد منذ وقت قريب قادم القدرة على الانفصال عن الفلسطينيين. منذ اليوم يسكن 104 الاف مستوطن خلف الجدار و 334 الف اسرائيلي يسكنون في الكتل الاستيطانية الكبرى في المناطق. البناء في داخل الكتل يترك امكانية للفصل بين الفئتين السكانيتين، ولكن البناء خارج الكتل سرعان ما سيخلق نقطة لاعودة، تضيع بعدها امكانية الفصل بين الفئتين السكانيتين. الدولة الواحدة ستصبح الحل الوحيد، والفلسطينيون سيطالبون بمساواة الحقوق.
سيكون هناك من سيدعون بانه يمكن منح الفلسطينيين اُتونوميا وحكم ذاتيا محليا، ولا حاجة لمنحهم حق التصويت او مساواة الحقوق. هذا يحتمل فقط اذا وافق الفلسطينيون وباقي العالم على حل كهذا، غير أنه لا امل في ذلك. بالمقابل، فان ابقاء الانفصال كخيار محتمل لا يتطلب موافقة الفلسطينيين، ولا يتعلق بهم. فهو لا يتطلب اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي. بل يتطلب فقط الامتناع عن زيادة عدد السكان الاسرائيليين شرقي جدار الفصل، اي البناء داخل الكتل الاستيطانية – وليس خارجها.
هذا قرار سياسي يصعب اتخاذه. فالمستوطنون في اسرائيل يتمتعون بتأثير سياسي كبير. والوقوف في وجههم يحتاج شجاعة سياسية؛ مطلوب له زعماء يعترفون بالنتائج التي ستنبع من استمرار السير في المسار الحالي، وبالتوازي يفهمون بان القرار بعدم القرار سيشكل بحد ذاته قرارا استراتيجيا يؤدي بالضرورة الى ان تصبح اسرائيل دولة واحدة للشعبين.
منذ وقت غير بعيد أنهيت، مع ديفيد مكوبسكي، كتابة كتاب موضوعه هو اربعة رؤساء وزراء في اسرائيل – بن غوريون، بيغن، رابين وشارون. لقد القيت مسؤولية القرار على اكتافهم، وهم لم يفكروا بانه من الافضل لهم ان ينقلوها الى خلفائهم. اربعتهم رأوا وعرفوا اثمان العمل، ولكنهم فهموا ايضا اثمان ونتائج الامتناع عن العمل. يمكن، بالطبع، الاتفاق مع بعض من قراراتهم او الاختلاف معه، ولكن المهم هو انهم حسموا وعملوا بموجب حسمهم.
اليوم، حين تواصل ايران تثبيت تواجدها في سوريا، ويسعى حزب الله لان يركب أجهزة توجيه دقيقة على عشرات الاف الصواريخ في لبنان، وتهدد حماس بجولة جديدة من القصف في غزة وتشجيع الارهاب في الضفة، من الطبيعي ان يركز المقترعون في الانتخابات القريبة في اسرائيل على هذه التهديدات، التي لغرض التصدي لها مطلوب قيادة مسؤولة. ولكن بقدر لا يقل عن ذلك مطلوب قيادة مسؤولة لغرض ضمان هوية اسرائيل في المستقبل؛ وهو الحكم بالنسبة للحفاظ على الانفصال كخيار، كي لا يتبنى الفلسطينيون شعار "شخص واحد – صوت واحد"، والذي سيلحق باسرائيل اضرارا اكثر من كل ما يمكن لحركة الـ بي دي اس ان تلحقه.
في ضوء ذلك، ومع حلول 17 ايلول، ينبغي ان يعرض على المرشحين الساعين بقيادة اسرائيل سؤالان بسيطان: ما هي السياسة التي ستتخذوها كي تمنعوا اسرائيل في أن تصبح دولة واحدة للشعبين، وكيف برأيكم ستطبقونها؟