نمط حياة الأجداد يجسد عراقة التراث الفلسطيني !
2013-12-16
جلس الحاج الستيني أحمد عبد الغفور في إحدى زوايا مهرجان الجذور التراثي العشرين "باقون ما بقي الزعتر والزيتون"، بأدواته اليدوية البسيطة من شاكوش وقدوم وفأرة ومبرد ومنقار حفر الخشب ومفكات, يصنع بيديه الخشنتين وينحت بعض الأدوات الخشبية.
"عصا قهوة لصحنها, مفراك يستخدم في طبيخ الخبيزة والحمصيص, طبليات", وأدوات متنوعة قديمة أخرى كان يستخدمها آباؤنا وأجدادنا في حياتهم اليومية توشك على الانقراض, كلها يعيد عرضها وصناعتها ونحتها عبد الغفور, والفخر يعتليه بحفظ التراث الفلسطيني.
ويوضح الحاج عبد الغفور أن مشاركته في المهرجان الذي اتخذ طابع السوق القديم ذي الدكاكين المتراصة, جاءت لإظهار الحرف القديمة والإبداع المنحوت على أدواتها, وإحياء للتراث الفلسطيني وتعريف الجيل الجديد على الأشياء التي كان الأجداد لا يستطيعون الاستغناء عنها.
وكانت قد افتتحت, أمس الأول, جمعية الثقافة والفكر والحر المهرجان في مقرها بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، على أنغام اليرغول ورقصات الدبكة الشعبية ورائحة القهوة المرة وخبز الطابون والزعتر وسط حضور جماهيري كبير.مهنة الأنبياءوفي زاوية أخرى من سوق المهرجان، جلس الفواخرجي مصطفى عطا الله, الذي جاء هو الآخر بأدواته البسيطة من دولاب دوار وبعض الطين المعجون بالمياه يصنع أمام الحاضرين عددا من الأواني الفخارية, إحياء للتراث الفلسطيني, متناوباً في الصناعة مع طفله الذي لم يتجاوز العشرة أعوام.
إبريق صغير, متكة, مزهرية, شمعدانة, فنجان قهوة, صحون, حصالة, وأغطية قلة, جميعها صنعها عطا الله وطفله من الفخار بأدواته البسيطة وعرضها على طاولة أمام اندهاش الجمهور من ذلك الطفل وكيف يتقن الصناعة رغم صغر سنه.
ويوضح عطا الله أن الأواني التي كان آباؤنا وأجدادنا يستخدمونها في القدم كلها كانت مصنوعة من الفخار ولم تكن الأواني البلاستيكية والمعدنية موجودة, مشيراً إلى أن صناعة الفخار هي مهنة الأنبياء حيث كانت مهنة سيدنا نوح عليه السلام.
ويتمنى من الجهات المعنية أن تولي اهتماما كبيرا بهذه الحرفة حتى لا تنساها الأجيال القادمة ولتظل حاضرة في أذهانهم, مؤكدا أنها بدأت بالانقراض ولذلك فـ"إنني على الصعيد الشخصي أعلم أطفالي تلك الصنعة وأدعوهم للتمسك بها إلى جانب دراستهم".
وتزينت زوايا المهرجان المتعددة بالأدوات والمصنوعات والمشغولات اليدوية والمطرزات التراثية, حيث انشغل حرفيون رجالاً ونساءً من مختلف الأعمار بتقديم عروض حية لعدد كبير من المهن الحرفية التراثية التي كانت سائدة في الماضي بعضها انقرض والبعض الآخر ما يزال يقاوم رياح التطور.
وكانت الأثواب الفلسطينية المطرزة، والشالات، والمخدات، ومفارش الطاولات، والأحزمة، والشنط بألوان مختلفة، والصناديق وعليها تطريزات متنوعة، والأدوات المنزلية المتعددة، من صواني وبراويز، وتعليقات حائطية، وأغطية للمصاحف، وأغطية لعلب المحارم، وغيرها العديد حاضرة بقوة في كل زوايا المؤسسات المشاركة.خيمة بدويةوفي جانب آخر، يفترش مجموعة من المخاتير وكبار السن ورجال الإصلاح أرض خيمة بدوية حاضرة بكل مكوناتها بدءًا من الفراش ومروراً بدلّات القهوة ومواقد النار والطاحونة وغيرها، جسدوا لوحة حية من مجلس القضاء العشائري والذي كان وما زال في بعض القضايا جزءا من حل النزاعات بين المواطنين.
وتخلل المهرجان عدد من الفعاليات والنشاطات الثقافية والتراثية، رسمت صورة مصغرة عن حياة الأجداد ونمط حياتهم التقليدية, وجسدت عراقة تراثنا الفلسطيني الضارب في جذور التاريخ، وأظهرت إرثه التاريخي والحضاري.
وتقول سوزان المصري إحدى المشاركات في المهرجان والتي تجلس في أحد الدكاكين التراثية ومعروض أمامها على طاولة مطرزات مختلفة: "التطريز الفلسطيني باستخدام الإبرة والخيوط الحريرية، يعد أحد جوانب الهوية الفلسطينية عبر الأزمنة، فقد قامت المرأة الفلسطينية قديما سواء كبيرة أو صغيرة السن، بالعمل لساعات لتطريز أثوابها".
وتوضح أن التطريز من المعالم البارزة في التراث الفلسطيني التقليدي، إذ إن لكل قرية وحداتها الخاصة، إلى جانب وجود وحدات تطريزية مشتركة بين مختلف المناطق الفلسطينية, واصفة أجواء المهرجان بالقول "هذه الأجواء التراثية الرائعة تعزز الهوية الوطنية، وتخلق نوعاً من التواصل بين أصالة القديم وروعة الحديث".
وقالت مدير عام الجمعية مريم زقوت في كلمه لها "من واجبنا أفرادا ومؤسسات أن نساهم في تعريف هذا الجيل بحياة أجدادهم وآبائهم التراثية، ليبقوا على تواصل مع ذاك التراث ويعتزوا به، ويحافظوا عليه دون أن تغلبهم تحديات العولمة، وتفقدهم صلتهم بجذورهم الأصيلة، فالتراث هويتهم وحضارتهم, مؤكدة أن نشر الثقافة والعادات والموروثات والأطباق التقليدية الفلسطينية والمهن التراثية قطع الطريق أمام العدو الإسرائيلي في محاولته المتكررة لسلب هذه الموروثات".
"عصا قهوة لصحنها, مفراك يستخدم في طبيخ الخبيزة والحمصيص, طبليات", وأدوات متنوعة قديمة أخرى كان يستخدمها آباؤنا وأجدادنا في حياتهم اليومية توشك على الانقراض, كلها يعيد عرضها وصناعتها ونحتها عبد الغفور, والفخر يعتليه بحفظ التراث الفلسطيني.
ويوضح الحاج عبد الغفور أن مشاركته في المهرجان الذي اتخذ طابع السوق القديم ذي الدكاكين المتراصة, جاءت لإظهار الحرف القديمة والإبداع المنحوت على أدواتها, وإحياء للتراث الفلسطيني وتعريف الجيل الجديد على الأشياء التي كان الأجداد لا يستطيعون الاستغناء عنها.
وكانت قد افتتحت, أمس الأول, جمعية الثقافة والفكر والحر المهرجان في مقرها بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، على أنغام اليرغول ورقصات الدبكة الشعبية ورائحة القهوة المرة وخبز الطابون والزعتر وسط حضور جماهيري كبير.مهنة الأنبياءوفي زاوية أخرى من سوق المهرجان، جلس الفواخرجي مصطفى عطا الله, الذي جاء هو الآخر بأدواته البسيطة من دولاب دوار وبعض الطين المعجون بالمياه يصنع أمام الحاضرين عددا من الأواني الفخارية, إحياء للتراث الفلسطيني, متناوباً في الصناعة مع طفله الذي لم يتجاوز العشرة أعوام.
إبريق صغير, متكة, مزهرية, شمعدانة, فنجان قهوة, صحون, حصالة, وأغطية قلة, جميعها صنعها عطا الله وطفله من الفخار بأدواته البسيطة وعرضها على طاولة أمام اندهاش الجمهور من ذلك الطفل وكيف يتقن الصناعة رغم صغر سنه.
ويوضح عطا الله أن الأواني التي كان آباؤنا وأجدادنا يستخدمونها في القدم كلها كانت مصنوعة من الفخار ولم تكن الأواني البلاستيكية والمعدنية موجودة, مشيراً إلى أن صناعة الفخار هي مهنة الأنبياء حيث كانت مهنة سيدنا نوح عليه السلام.
ويتمنى من الجهات المعنية أن تولي اهتماما كبيرا بهذه الحرفة حتى لا تنساها الأجيال القادمة ولتظل حاضرة في أذهانهم, مؤكدا أنها بدأت بالانقراض ولذلك فـ"إنني على الصعيد الشخصي أعلم أطفالي تلك الصنعة وأدعوهم للتمسك بها إلى جانب دراستهم".
وتزينت زوايا المهرجان المتعددة بالأدوات والمصنوعات والمشغولات اليدوية والمطرزات التراثية, حيث انشغل حرفيون رجالاً ونساءً من مختلف الأعمار بتقديم عروض حية لعدد كبير من المهن الحرفية التراثية التي كانت سائدة في الماضي بعضها انقرض والبعض الآخر ما يزال يقاوم رياح التطور.
وكانت الأثواب الفلسطينية المطرزة، والشالات، والمخدات، ومفارش الطاولات، والأحزمة، والشنط بألوان مختلفة، والصناديق وعليها تطريزات متنوعة، والأدوات المنزلية المتعددة، من صواني وبراويز، وتعليقات حائطية، وأغطية للمصاحف، وأغطية لعلب المحارم، وغيرها العديد حاضرة بقوة في كل زوايا المؤسسات المشاركة.خيمة بدويةوفي جانب آخر، يفترش مجموعة من المخاتير وكبار السن ورجال الإصلاح أرض خيمة بدوية حاضرة بكل مكوناتها بدءًا من الفراش ومروراً بدلّات القهوة ومواقد النار والطاحونة وغيرها، جسدوا لوحة حية من مجلس القضاء العشائري والذي كان وما زال في بعض القضايا جزءا من حل النزاعات بين المواطنين.
وتخلل المهرجان عدد من الفعاليات والنشاطات الثقافية والتراثية، رسمت صورة مصغرة عن حياة الأجداد ونمط حياتهم التقليدية, وجسدت عراقة تراثنا الفلسطيني الضارب في جذور التاريخ، وأظهرت إرثه التاريخي والحضاري.
وتقول سوزان المصري إحدى المشاركات في المهرجان والتي تجلس في أحد الدكاكين التراثية ومعروض أمامها على طاولة مطرزات مختلفة: "التطريز الفلسطيني باستخدام الإبرة والخيوط الحريرية، يعد أحد جوانب الهوية الفلسطينية عبر الأزمنة، فقد قامت المرأة الفلسطينية قديما سواء كبيرة أو صغيرة السن، بالعمل لساعات لتطريز أثوابها".
وتوضح أن التطريز من المعالم البارزة في التراث الفلسطيني التقليدي، إذ إن لكل قرية وحداتها الخاصة، إلى جانب وجود وحدات تطريزية مشتركة بين مختلف المناطق الفلسطينية, واصفة أجواء المهرجان بالقول "هذه الأجواء التراثية الرائعة تعزز الهوية الوطنية، وتخلق نوعاً من التواصل بين أصالة القديم وروعة الحديث".
وقالت مدير عام الجمعية مريم زقوت في كلمه لها "من واجبنا أفرادا ومؤسسات أن نساهم في تعريف هذا الجيل بحياة أجدادهم وآبائهم التراثية، ليبقوا على تواصل مع ذاك التراث ويعتزوا به، ويحافظوا عليه دون أن تغلبهم تحديات العولمة، وتفقدهم صلتهم بجذورهم الأصيلة، فالتراث هويتهم وحضارتهم, مؤكدة أن نشر الثقافة والعادات والموروثات والأطباق التقليدية الفلسطينية والمهن التراثية قطع الطريق أمام العدو الإسرائيلي في محاولته المتكررة لسلب هذه الموروثات".
فلسطين أون لاين