بعد 85 عاما على انطلاقة مسيرات العودة: جهود حثيثة لتطويرها وتوسيعها في العام 2020
مع قرب اختتام مسيرات العودة وكسر الحصار عامها الثاني على التوالي حققت هذه المسيرات نقطة مضيئة ومرحلة هامة في تاريخ القضية الفلسطينية، بتثبيت الحق الفلسطيني في وجه كل مخططات التصفية التي كانت تهدد الحقوق الوطنية ، بالتأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة وتوحيد الفصائل الفلسطينية تحت راية الهيئة الوطنية العليا للمسيرات، وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المتظاهرين وتعريته أمام العالم، والضغط عليه لإجباره على رفع الحصار عن قطاع غزة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي لحقت بالفلسطينيين خلال سنوات الحصار العجاف.
حيث حافظت المسيرات منذ انطلاقتها في الـ 30 آذار (مارس) 2018 على طابعها الشعبي بمقارعة الاحتلال، وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة معه، وتثبيت وغرس حب فلسطين وحق العودة في عقول الشباب والأجيال الفلسطينية الواعدة.
وتوافد آلاف الفلسطينيين (20/12) للمشاركة في فعاليات الجمعة الـ 85 لمسيرات العودة تحت شعار «الخليل عصية على التهويد» على امتداد الحدود الشرقية الفاصلة بين قطاع غزة وأراضي 48، للتعبير عن رفضهم للمشاريع الاستيطانية الإسرائيلية الأخيرة والتي باتت تستهدف المدينة تمثلت بالسيطرة على أراضيها، والتضييق على أهلها وتجاهل احتياجاتهم بهدف تهجيرهم وطردهم وإحلال المستوطنين مكانهم.
وأطلقت قوات الاحتلال المتمركزة خلف السياج الحدودي الفاصل شرقي القطاع الرصاص الحي والمطاطي صوب المشاركين الفلسطينيين، موقعة أكثر من 40 إصابة.
وألقيت في مخيم العودة شرقي مدينة غزة عدة كلمات منها كلمة باسم المرأة الفلسطينية، تحدثت فيها مسؤولة اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني الإطار النسائي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أريج الأشقر قائلة، إن «المرأة الفلسطينية كانت ولا تزال شريكة في نضال شعبنا الفلسطيني وثورته ضد المحتل؛ فمنها الشهيدة والأسيرة والجريحة، وستبقى على ذلك حتى النصر والحرية».
وأضافت الأشقر: «المرأة الفلسطينية هي رمز للعطاء والتضحية وتوجد في كل محطات النضال، وتتقدم الصفوف، وتستبسل في كل الميادين جنباً إلى جنب مع الرجل».
ولم تقتصر الكلمات على مخيم العودة شرقي مدينة غزة بل ألقيت العديد من الكلمات في كافة مخيمات العودة انطلاقاً من محافظة شمال قطاع غزة مروراً بمحافظات غزة والوسطى وخانيونس ورفح، حيث ألقى عضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية ومسؤولها في محافظة رفح إبراهيم أبو حميد كلمة الهيئة، أكد فيها رفضه لسياسات التهجير القسري واعتداءات المستوطنين الممنهجة ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة الفلسطينية بما فيها القدس المحتلة، وتدمير ممتلكات المواطنين وأراضيهم الزراعية لصالح إقامة البؤر الاستيطانية بذريعة حماية المستوطنين.
وشدد أبو حميد على أهمية بقاء المقاومة متمسكة بخياراتها وأدواتها النضالية للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ومواجهة الاحتلال وعربدته ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، مُستنكراً حملة الاقتحامات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، والتضييق علي المصلين ومنعهم من الصلاة واستخدام باحاته لإقامة صلواتهم التلمودية.
من جهتها، أدانت اللجنة القانونية والتواصل الدولي للهيئة الوطنية للمسيرات، مواصلة قوات الاحتلال استهدافها للفلسطينيين، ورحبت بإعلان مدعي عام محكمة الجنايات الدولية الانتقال لخطوة فتح تحقيق جدي في جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبما يشمل جرائم استهداف وقتل المتظاهرين سلمياً في مسيرات العودة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
بدورها، قالت الهيئة الوطنية للمسيرات إن:«المسيرات الشعبية مستمرة مع مرور أكثر من 85 أسبوعاً على انطلاقتها»، مؤكدة أنها ستعلن تفاصيل برنامج فعاليات عام 2020 ، وجهود تطويرها وتوسيعها في المرحلة المقبلة.
وطالبت الهيئة في بيانها في ختام مسيرات الجمعة «85» المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية بمقاطعة دولة الاحتلال وإجباره على رفع الحصار عن قطاع غزة، ووقف الانتهاكات بحق الأسرى في سجون الاحتلال، وجرائم الاستيطان الاستعماري وضم الكتل الاستيطانية في الضفة، وسياسيات التمييز العنصري بحق الفلسطينيين في أراضي 48، وتهويد المدنية المقدسة.
وشددت الهيئة على أهمية التصدي للهجمة الإسرائيلية المستمرة بحق المقدسات في القدس والخليل وعموم أراضي الضفة الفلسطينية، داعيةً إلى تصعيد كافة أشكال النضال والانتفاضة الشعبية المفتوحة مع الاحتلال.
ودعت الهيئة الفلسطينيين للمشاركة الواسعة في الجمعة القادمة، بعنوان «دماء الشهداء ترسم طريق الحرية»، تزامناً مع ذكرى العدوان الإسرائيلي على القطاع عامي 2008-2009. ■