في القائمة المشتركة يؤمنون بأن وحدة اليسار ستجلب لهم مزيد من الاصوات
2020-01-15
الإعلان عن التنافس في قائمة مشتركة تضم حزب العمل – غيشر، وحزب ميرتس، أثارت الغضب في أوساط أعضاء عرب في الحزبين، الذين اعتبروا ذلك “صفعة”. عضو الكنيست السابق عيساوي فريج (ميرتس) الذي سيكون في المكان 11 في القائمة الموحدة أظهر أمس خيبة أمل. “في نيسان، أنقذ المجتمع العربي ميرتس”، قال، “ضمن أمور أخرى، بسبب تمثيله المناسب في مقعدين في المرشحين الخمسة الأوائل، لكن الآن مع هذه الخطوة فإني أعتبر نفسي ناشطاً ميدانياً أخذوا منه جرافة وأبقوه مع مجرفة”. في المقابل، لم يقوموا بإخفاء الرضى من هذه الخطوة، سواء في السياق السياسي أو من ناحية أصوات الناخبين العرب، التي تعتقد القائمة بأنها ستزداد الآن.
فريج عضو الكنيست العربي سيوضع في أعلى الأماكن في القائمة. وحسب قوله، فإن وضعه خارج العشرة الأوائل من القائمة هو “القول بصراحة لمصوتي ميرتس في المجتمع العربي… لا نريد هذه الشراكة”، قال، ثم أضاف: “ليس هناك ما هو أمر شخصي، بل مقولة صريحة لكل موضوع الشراكة.. لا يمكن التحدث عن شراكة وعلاقة متساوية للوسط العربي دون الاهتمام بتمثيل مناسب وحقيقي في القائمة”. وأشار فريج إلى أنه يتفق مع قرار ميرتس الديمقراطي بالارتباط بحزب العمل – غيشر، ولكنه يحتج على أن هوروفيتس قرر تحصين عضو الكنيست يئير غولان الذي وضع في المكان السابع في القائمة ودفع فريج إلى خارج العشرة الأوائل فيها. “إذا كانت هناك أماكن مضمونة، فما هي المشكلة في وضع مرشح عربي في مكان مضمون في العشرة الأوائل؟”، تساءل فريج، وقال بأنه سيقترح على الحزب أن يضعه في المكان الثامن في القائمة، وغولان في المكان 11، لكنه اعترف بأنه يعتقد أن احتمال تطبيق هذه الخطوة ضئيل.
عضوة الكنيست عايدة توما سليمان (القائمة المشتركة)، انتقدت وحدة اليسار، وقالت: “أهنئ ميرتس والعمل على الاتحاد الصهيوني. لأعضاء اليسار الذين يؤمنون بشراكة عربية –يهودية، وبالسلام والعدل الاجتماعي.. أهلاً وسهلاً بكم في القائمة المشتركة”.
سعادة القائمة المشتركة والحداد السائد في أوساط نشطاء عرب في ميرتس، يحظيان بتأييد واقعي. عندما وُضع مرشحون عرب في الخمسة الأوائل في ميرتس في حملة الانتخابات شهر نيسان (فريج وعلي صلالحة)، حظي الحزب بدعم كبير في المجتمع العربي – 42 ألف صوت، بما في ذلك القرى الدرزية. هذا في الوقت الذي كانت فيه نسبة التصويت لحزب العمل أقل بكثير. يمكن عزو نسبة التصويت الكبيرة لميرتس في نيسان للانقسام في القائمة المشتركة التي تنافست في الجولة الأولى في انتخابات 2019 بقائمتين منفصلتين هما راعم–بلد، وحداش–تاعل. بالمقابل، في انتخابات أيلول وبعد تشكيل المعسكر الديمقراطي وتوحيد الأحزاب العربية، تغير الاتجاه: زادت نسبة التصويت للقائمة المشتركة بشكل كبير، في حين انخفضت نسبة التصويت للمعسكر الديمقراطي.
حسب المعطيات الرسمية للجنة الانتخابات في كفر قاسم، المدينة التي يسكن فيها فريج، حصل “ميرتس” في نيسان على 38 في المئة من الأصوات، في الوقت الذي حصلت فيه القائمتان العربيتان معاً على 57 في المئة. وفي الحملة الانتخابية في أيلول، حصل المعسكر الديمقراطي على 26 في المئة من الأصوات، والقائمة المشتركة حصلت على 67 في المئة. في الطيبة حصلت راعم–بلد، وحداش–تاعل، معاً على 90 في المئة من الأصوات في شهر نيسان، وحصل “ميرتس” على 7.5 في المئة. في انتخابات أيلول ارتفعت نسبة التصويت للقائمة المشتركة إلى 94 في المئة، وحصل المعسكر الديمقراطي على نسبة 2.4 في المئة من الأصوات. في أم الفحم سجل معطى مشابه: ففي نيسان حصل الحزبان العربيان على 91 في المئة من الأصوات وحصل ميرتس على 5 في المئة. وفي أيلول حصلت القائمة المشتركة على 96 في المئة، وانخفض المعسكر الديمقراطي إلى 1.5 في المئة. أما في القرى الثلاث فحصل حزب العمل على أقل من 1 في المئة من أصوات الناخبين.
في شفا عمرو كانت نسبة التصويت للحزبين العربيين في نيسان 62 في المئة، و9 في المئة لميرتس. في شهر أيلول كانت نسبة التصويت للقائمة المشتركة 79 في المئة من أصوات الناخبين، والمعسكر الديمقراطي 4 في المئة فقط. وفي طمرة كانت نسبة التصويت للأحزاب العربية 78 في المئة من الأصوات، وكانت نسبة التصويت لميرتس 6.2 في المئة. أما في أيلول فارتفعت نسبة التصويت للقائمة المشتركة إلى 95 في المئة، في حين انخفضت نسبة التصويت للمعسكر الديمقراطي إلى 1 في المئة تقريباً.
ناشط مخضرم في ميرتس تحدث مع “هآرتس”، قال إن إبعاد المرشحين العرب عن القائمة يبعد المصوتين العرب، حيث يكون الملاذ بالنسبة لهم هو حزبان: “القائمة المشتركة” و”أزرق أبيض”. “نقدر بأن كثيرين من مصوتي العمل وميرتس في أوساط العرب الذين لا يؤيدون القائمة المشتركة سيفضلون “أزرق أبيض” كحزب يريد تولي الحكم، وليس كحزب ضعيف يتبجح بأن يكون حزب يسار”، قال.
عضو الكنيست السابق، طلب الصانع، الذي أجري محادثات مع فريج من أجل انضمام حزبه “مداع” لميرتس، قال إن المحادثات مع شخصيات في المجتمع العربي جرت بصورة ساخرة. “أعتقد أن ذلك إفلاس أخلاقي وأيديولوجي للحزبين، لا سيما لميرتس”، قال، وتابع: “كل مبدأ الشراكة بين اليهود والعرب تبخر أمام المصالح الضيقة لحماية أعضاء الكنيست في الحزبين”.