:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/24957

نتنياهو يطلق هستيريا تعليمات ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية على أبواب انتخابات الكنيست

2020-02-29

أصدر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريره الاسبوعى عن الاستيطان 22/2/2020--28/2/202 وهذا نص التقرير :
تشير تطورات الاوضاع على الارض في الضفة الغربية الى تصاعد في النشاط الشعبي المناهض للاستيطان والخطط ، التي تعدها الحكومة الاسرائيلية بالتعاون والعمل المشترك مع الادارة الاميركية لرسم خرائط الضم والتوسع الاسرائيلية . فقد أصيب عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية ، في بلدة بيتا الى الجنوب من مدينة نابلس وفي كفر قدوم شرقي قلقيلية ، والمدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة كما في الخليل وفي بلدة بيت أمّر، شمال الخليل . وكانت أعنف وأوسع المواجهات قد تمت في بلدة بيتا حيث داهمت قوة عسكرية إسرائيلية كبيرة منطقة جبل العرمة ، وأطلقت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق اعتصام جماهيري مندد بالاستيطان في جبل العرمة ، عقب دعوات أطلقتها مجموعات من المستوطنين للتظاهر في المنطقة والاستيلاء عليها لإقامة مستوطنة يهودية. ويقع المكان المستهدف من المستوطنين على مساحة تقترب من 250 دونما إلى الشرق من البلدة على ارتفاع 850 مترا عن سطح البحر ويطل على مدينة السلط الأردنية شرقا ، وشاطئ البحر الأبيض المتوسط غربا ، ويشرف على قرى جنوب وشرق محافظة نابلس ، ما يجعل منه منطقة استراتيجية تتيح لمن يستولي عليه التحكم بمجال حيوي واسع للاستيطان في المنطقة بأكملها للربط بين تكتل مستوطنات ارئيل والمستوطنات في شفا الغور وصولا الى منطقة فصايل في الأغوار الوسطى .
يأتي ذلك متزامنا مع إصدار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات لبناء 3500 وحدة استيطانية في منطقة E1" الواقعة بين مستوطنة "معاليه ادوميم" والقدس المحتلة في تحد ٍصارخ لجميع القرارات الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الامن 2334 ، ومصادقة ما يسمى المجلس الأعلى للتخطيط التابع للإدارة المدنية الإسرائيلية، على مخطط استيطاني كبير لإنشاء حي سكني بهدف توسيع مستوطنة "هار حوما" على جبل ابو غنيم من خلال بناء 2200 وحدة استيطانية، والآخر مخطط بناء 3000 وحدة أخرى في مستوطنة "جفعات همتوس"، كان قد تم تجميد البناء فيها بضغوط دولية منذ أعوام سابقة. هذا الى جانب مصادقة اللجنة العليا للتخطيط والبناء في الإدارة المدنية التابعة للاحتلال على بناء مئات الوحدات الاستيطانية في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة ، حيث يدور الحديث عن المصادقة على بناء 741 وحدة استيطانية في مستوطنات "هار براخا " جنوب نابلس و"عيلي" جنوبي نابلس، بالإضافة لمستوطنة "بسغات زئيف" شمال القدس المحتلة ، ومصادقة الإدارة المدنية بشكل مبدئي على إقامة منطقة صناعية استيطانية هي الأضخم في الضفة جنوب قلقيلية.وستكون المنطقة مخصصة للصناعات التكنولوجية، حيث ستقام قرب مستوطنة "شمرون" شمال الضفة. ومن المتوقع ان تبنى المنطقة الصناعية على مساحة حوالي 3000 دونم وستربط بين الشمال بالجنوب، وستكون في منطقة مناسبة بسبب قربها من تل أبيب وسهولة ربطها بالموانئ البحرية عبر الطريق 5 السريع، حيث من القرر إنشاء محطة قطار بجانبها. وتوسيع مستوطنة يتسهار قرب نابلس وإنشاء حديقة ومكان للسيارات و120 غرفة فندقية في قلب وادي الأردن. كما أقرت الإدارة المدنية لدولة الاحتلال بناء آلاف الوحدات الاستيطانية ، حيث جرت المصادقة على بناء 1,800 وحدة استيطانية في عدد من المستوطنات شمالي الضفة الغربية وخاصة في مستوطنات ألون موريه ، معاليه شومرون ، نوكديم ، تسوفيم، براخا ، كرني شومرون بما في ذلك 620 وحدة في مستوطنة "عيلي "و534 في مستوطنة شيفوت راحيل المجاورة لمستوطنة شيلو.
في الوقت نفسه قرر نتنياهو إمداد عشرات البؤر الاستيطانية بالكهرباء ويشمل القرار 12 بؤرة استيطانية من شمال الضفة لجنوبها وأوعز لرئيس الإدارة المدنية بالبدء بإمداد تلك البؤر بالكهرباء تمهيداً لتسوية أوضاعها. والمواقع هي "نوفي نحميا ، حفات يئير جبعاه851 ، معوز تسفي ، شحريت، بني كيدم، تقوع.د، نغهوت معراب، جبعات أبيغيل، عشهال، ايشكوديش،واحيه ".
وفي أعقاب قرار نتنياهو توجه رونن بيرتس رئيس مكتب الحكومة بالوكالة الى آفي رواه مستشار وزير الامن للشؤون الاستيطانية من اجل تنفيذ القرار بصورة مشتركة ، ووفقا لمعطيات منظمة "بيتسيلم "يوجد في الضفة الغربية اليوم 121 موقعا استيطانيا عشوائيا
وقد رحب رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة دافيد الحياني بمصادقة بنيامين نتنياهو على مخططات بناء آلاف الوحدات الاستيطانية شرقي القدس المحتلة واعتبرها خطوة تاريخية ستخدم سكان إسرائيل ومستوطنة معالي ادوميم وتأتي بمثابة ربط طبيعي للتواصل الجغرافي لإسرائيل وخطوة حاسمة تقرر إسرائيل من خلالها مصالحها وخطواتها وبأنها لا تخضع لضغوط الأسرة الدولية والفلسطينيين .
وفي السياق، أعلنت وزيرة البناء والإسكان الإسرائيلية يفعات شاشا بيطون في مؤتمر القدس الذي عقدته مجموعة "بشيبع" استعدادات وزارتها لصفقة القرن حيث وجهت تعليمات لطواقم التخطيط في الوزارة بإعداد خطط لتوسيع التجمعات السكنية اليهودية في الضفة الغربية . وذكرت أنه تمت بلورة خطط بناء عشرات الاف الوحدات الاستيطانية ، فيما أعلن وزير المواصلات الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، من تحالف أحزاب اليمين المتطرف ، بدء أعمال لتجريف وشق شارع التفافي على بلدة حوارة الواقعة جنوب مدينة نابلس يوصل بين مستوطنة "تبواح" ( مفرق زعنره ) ومستوطنة "يتسهار" لتحسين سفر سكان" السامرة "(أي المستوطنين) من حيث السلامة والأمن، وباعتباره يشكل محورا رئيسيا بالنسبة لمستوطنات ظهر الجبل" أي تلك الواقعة في قلب الضفة الغربية. وتعتير مستوطنة "يتسهار" معقل غلاة المستوطنين المتطرفين ومنظمات الارهاب اليهودي . ويتوقع الانتهاء من شق هذا الشارع الالتفافي في العام 2023 . واعتبر رئيس ما يسمى مجلس مستوطنات السامرة، يوسي داغان، أن شق هذا الشارع الالتفافي يتوقع أن يغير وجه الاستيطان، ويحول مستوطنات ظهر الجبل إلى مكان بالإمكان الوصول إليه بسهولة . وقد بدأت جرافات الاحتلال اعمالها التمهيدية بتنفيذ عمليات تجريف لأراضي المواطنين بالقرب من معسكر حوارة ؛ وذلك تمهيدا لشق الطريق الاستيطاني بعد الاستيلاء على نحو 406 دونمات من أراضي سبع قرى جنوب نابلس والذي من سيلحق خسائر فادحة في الاراضي الزارعية، ومن شأنه تعزيز سياسة "الأبرتهايد". وكانت جرافات الاحتلال باشرت كذلك قبل أيام بشق طريق استيطاني جديد يصل طوله نحو 8 كم لربط مستوطنات جنوب نابلس "شيلو" و"عيلي" بمستوطنات الأغوار
على صعيد آخر وفي خطوة تلقي المزيد من الأضواء على حجم التواطؤ بين حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل وإدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب شرعت لجنة إسرائيلية أميركية مشتركة بعقد اجتماعات لـترسيم الحدود ووضع خرائط الضم الإسرائيلية لمناطق في الضفة الغربية المحتلة بموجب خطة الإملاءات الأميركية الإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة بـ"صفقة القرن". وتجول الفريق الأميركي- الإسرائيلي، المشكل لرسم الخرائط المحددة وفقًا "لصفقة القرن"، في مستوطنة أرئيل وهو أول نشاط ميداني للفريق المشترك . وضم الفريق الأمريكي كلا من السفير لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، وكبير مستشاري السفير آرييه لايتستون، وسكوت ليث رئيس شؤون العلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، فيما ضم الفريق الإسرائيلي كلا من وزير السياحة ياريف ليفين، والسفير الإسرائيلي لدى أميركا رون ديرمر، ورونين بيرتس المدير التنفي لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وفي سياق استمالة أصوات المستوطنين في الانتخابات القادمة للكنيست وعد نتنياهو ناخبيه بأنه سينفذ "صفقة القرن" ويضم مناطق في الضفة الغربية إلى إسرائيل ، غير مكترث حتى لاحتمال حل السلطة الفلسطينية أو إلغاء الأردن لاتفاقية السلام مع إسرائيل . وقال نتنياهو إنه التقى مع الطاقم الأميركي لترسيم خرائط الضم في مستوطنة "أريئيل"، وأن العمل المشترك قد بدأ. وينبغي أن يدرك الجميع أن الحديث يدور عن منطقة كبيرة طول حدودها 800 كيلومتر. وعندما ينتهي ذلك سيتم تنفيذ الضم بشرط واحد ، وهو أن يكون رئيس الحكومة
وبخفة ووقاحة لا حدود لها قال فريدمان ، خلال زيارته برفقة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لمستوطنة "أريئيل" أنه يتطلع للذهاب من هنا والجلوس في مكان هادئ، وإخراج بعض الأوراق والبدء في العمل ، فيما أكد نتنياهو أن عملية ترسيم الحدود المشتركة للطاقمين الإسرائيلي والأميركي تنطلق من أريئيل" وأن الفريق سيعمل بشكل وطيد مع قيادات الاستيطان والجهات الأمنية من أجل اكتمال العمل سريعا وأن العمل مع الطرف الأميركي من شأنه أن يكتمل في أسرع وقت ممكن لتحويل أراضي الوطن في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) إلى جزء من دولة إسرائيل إلى الأبد على حد زعمه
وقد تفاجأ المواطنون بلافتات جديدة علقها نشطاء حركة " ريغافيم " على مداخل بعض المدن الفلسطينية في الضفة الغرببة تحذر الاسرائيليين من دخول تلك المدن والقرى باعتبارها جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية وفقا لصفقة القرن .وتقول اللافتة باللون الاحمر وباللغتين العربية والعبرية "توقف! انت تدخل منطقة الدولة الفلسطينية ..هذا المنطقة هي جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية وفقا لصفقة القرن".وتم تعليق لوحات على مداخل المدن والقرى من شمال الضفة حتى جنوبها كذلك على الشوارع الالتفافية في الضفة الغربية.
ولقي إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن خطط بناء وحدات جديدة في مستوطنتين بالقدس المحتلة ، إدانات واسعة ، حيث دعا الاتحاد الأوروبي حكومة الاحتلال إلى وقف المشاريع التوسعية الاستيطانية بالضفة الغربية والقدس وأكد أن مواصلة الاستيطان يهدد حل الدولتين ويحول دون إنهاء الصراع . وحذر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية ، جوزيب بوريل من أن هذه التوسعات الاستيطانية ستقطع التواصل الجغرافي بين القدس وبيت لحم، وستعزل الفلسطينيين الذين يعيشون في هذه المناطق ، فضلا عن أن هذه الخطط تتنافي مع القانون الدولي وشدد على أن الاتحاد الأوروبي لن يعترف بأي تغييرات تطرأ على حدود القدس قبل عام 1967، فيما حذرت الأمم المتحدة، على لسان المنسق الأممي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف من أن تنفيذ إسرائيل لخطة "E1" الاستيطانية، سيقطع الصلة بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، مما يقوض بشكل كبير فرص إقامة دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة ،.
وفي تطور لافت وإن جاء متأخرا حذّر 50 وزيرا ومسؤولا أوروبيا سابقون، من خطة الولايات المتحدة الأميركية لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ، والتي تحمل عنوان "السلام للرخاء".وقالوا في بيان وقعوا عليه، إن خطة ترامب تمثل تمهيدا لنظام فصل عنصري جديد في الأرض الفلسطينية المحتلة.وفي خطاب نشرته صحيفة " الغارديان " البريطانية ، رفض الوزراء السابقون خطة ترامب وأكدوا التزامهم بتعزيز القانون الدولي والسلام والأمن في جميع أنحاء العالم، مشيرين إلى أن الخطة تتناقض مع المعايير المتفق عليها دوليا لعملية السلام في الشرق الأوسط، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2334، ومبادئ القانون الدولي الأساسية. وأشاروا في بيانهم إلى أن الخطة تسمح بضم أجزاء كبيرة وحيوية من الأرض الفلسطينية المحتلة وتضفي الشرعية وتشجع النشاط الاستيطاني الإسرائيلي غير القانوني ، وتعترف بمطالب جانب واحد فقط بالقدس ولا تقدم حلا عادلا لقضية اللاجئين الفلسطينيين ، كما تظهر الخطة الأميركية دولة فلسطينية مستقبلية دون سيطرة وسيادة على أراضيها المجزأة، وتقترح جيوبا فلسطينية خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الدائمة، والتي تثير روابط تقشعر لها الأبدان مع البانتوستانات في جنوب افريقيا.