:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/25219

العراق.. تشكيل الحكومة في طريق مسدود!

2020-03-19

كشف رئيس كتلة سائرون في البرلمان العراقي (54 مقعداً من أصل 329)، النائب نبيل الطرفي (16/3)، عن أن اللجنة السباعية (الشيعية) المكلفة بتسمية مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة لم تتوصل إلى تسمية مرشح للمنصب، ما يعني أنّ أمر اختيار مرشح جديد للمنصب سيؤول إلى الرئيس برهم صالح، حيث ينصّ الدستور العراقي بأنه من صلاحيات الرئيس اختيار مرشح يراه هو مناسبا لرئاسة الوزراء، في حال وصول الكتل إلى طريق مسدود في التوصل إلى مرشح.

يذكر أن القوى الشيعية الرئيسية شكلت أخيراً «لجنة سباعية» للتباحث بشأن اختيار مرشح لرئاسة الحكومة، باعتبار أنها تشغل هذا المنصب بموجب عرف (غير دستوري) سياسي متبع منذ إسقاط النظام السابق عام 2003. وضمّت اللجنة ممثلين عن تحالف «سائرون»، وتحالف «الفتح»، و«تيار الحكمة»، وائتلاف «النصر»، وائتلاف «دولة القانون»، و حزبي «عطاء» و«الفضيلة».

ويجيء هذا التطور في ظل تحديات ومخاطر عدة يواجهها العراق، أبرزها الحراك الشعبي المستمر منذ خمسة شهور، وتحول البلد إلى مسرح للتصعيد المتواصل بين إيران والولايات المتحدة، وخصوصاً منذ اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، في غارة أميركية ببغداد. يضاف إلى ذلك تفشي وباء كورونا وما يمثله من خطر على نظام صحي عراقي بائس، وأزمة اقتصادية خانقة بسبب انهيار أسعار النفط، وما تعنيه من مخاطر لبلد يعتمد اقتصاده على الريع النفطي أساساً.

وكانت الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة في العراق أجبرت حكومة عادل عبدالمهدي، على تقديم استقالتها في مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2019، ومنذ ذلك الوقت لم يحسم تشكيل حكومة جديدة جراء خلافات عميقة بين الكتل السياسية، فضلاً عن رفض الحراك الشعبي لأغلب الأسماء المطروحة. ويُصر المحتجون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.

وإلى ذلك، فقد استهدفت في الأيام الأخيرة «قاعدة التاجي» العسكرية شمال بغداد، (التي تعتبر حالياً مركزاً رئيسياً لإيواء القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي)، بهجمات صاروخية لأكثر من مرة، أسفرت عن مقتل جنود تابعين للقوات الأميركية والبريطانية والعراقية، وهو ما دفع الطيران الأميركي بدوره إلى قصف مواقع ذُكر أنها تابعة لجماعات مسلحة قد تكون مسؤولة عن قصف القاعدة.

وفي اتصال بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ورئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي المستقيل (16/3)، شدد بومبيو على ما أسماه «محاسبة الجماعات المسؤولة عن الهجمات»، مشيراً إلى أن واشنطن «لن تتسامح مع أي هجمات أو تهديدات لأرواح الأميركيين»، وتوعد باتخاذ إجراءات إضافية حسب الضرورة.

وتأتي هذه الهجمات المتبادلة لتعمّق، في نظر المراقبين، من فشل الدولة العراقية في عهد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، الذي توصف حكومته بأنها «شرطي مرور ينظم عمليات مرور الصواريخ الإيرانية والأميركية نحو أهدافها في العراق، من دون القدرة على اعتراضها»!.