في مخيم اليرموك فلسطينيون يغنون للحياة بين الدمار بأصوات متعبة، أنهكها الجوع ورصاص الغزاة
2014-02-08
بأصوات متعبة، أنهكها الجوع ورصاص الغزاة، وبآلة "بيانو" قديمة اخرجت من بين الركام، ينشد 10 لاجئين فلسطينيين، وسط الدمار الذي حل ببيوت مخيم اليرموك في سوريا، ضد الحرب والقتل والدمار، يغنون للسلام والإنسانية، يغنون بصوت غاضب .. "لن تهزموا الشعب لا لن تهزموه"
وفي حديث خاص لـ القدس دوت كوم عبر تقنية "سكايب" مع مايسترو الفرقة أيهم أحمد الذي تعود أصوله لمدينة صفد بالداخل المحتل، قال: "هدفنا ايصال صوتنا للعالم بطريقة غير تقليدية، بطريقة راقية، نخبرهم بأننا لن نستسلم للدمار والحرب ورصاص الغزاة، وسنعيش، وسنبقى صامدين".
وأضاف: "شكلنا فرقة اسميناها شباب مخيم اليرموك، ولم يكن سهلا نقل البيانو للمكان الذي اردنا الغناء فيه، وقد اثرنا انتباه الناس والمسلحين الذين حاولوا افشال الموضوع وتثبيط عزائمنا، لكننا صممنا على الغناء للإنسانية، اردنا تقديم شيء لمخيمنا الذي تم تدميره".
وأكمل حديثه: "حناجرنا التي تعبت من قلة الغذاء ستبقى تنشد للمخيم وللشعب الفلسطيني اينما كان، هكذا فضلنا أن نعبر عن مخيمنا".
وأكد ايهم ان الفرقة تمثل مخيم اليرموك فقط، وهي غير تابعة لاي طرف من الاطراف المتنازعة، مشددا على انهم يهدفون ايضا لتحييد المخيم عن الصراع الدائر".
وحول الاغاني التي ينشدونها، قال ايهم "ان جميعها من انتاج الفرقة والحانها، نغني لفلسطين وللمخيم، عشرة اصوات كفيلة بتعويض اصوات الآلات غير المتوفرة، البيانو هي الالة الوحيدة المتوفرة لدينا".
وأضاف: "أعضاء الفرقة جميعهم هواة، وأنا الوحيد الذي له خبرة سابقة بالغناء، جميعهم يغنون للمخيم، لا يغنون من أجل الشهرة أو للغناء بحد ذاته".
وأوضح أن لا شيء يجمع بين أي طرفين بالوقت الحالي سوى الموسيقى، لافتا إلى أنهم حتى الان سجلوا 7 أغان.
وأشار أيهم إلى أنه يعمل بالفن منذ أكثر من 13 عاماً وشارك بمسلسلات سورية معروفة، قبل أن يتحول بعد حصار المخيم إلى بائع فلافل.
بدوره يقول أحد أعضاء الفرقة عبد بقيعة الذي تعود اصوله لبلدة الطيرة بحيفا حول فكرة الفرقة: "رغبنا بتقديم شيء مميز للمخيم غير موجود، فاخترنا الموسيقى والفن، والحمد الله استطعنا أن نوصل صوتنا للعالم بأننا محاصرون وجائعون، ليس لنا يد بالصراع، أتمنى أن يكون شعبنا الفلسطيني واهلنا فخورين وسعيدين بنا وبعملنا".
أما ابن مدينة حيفا اللاجئ مصطفى الباش، الذي وجد بالموسيقى متنفسا بعدما توقفت دراسته الجامعية بسبب الحرب، فقال "أن الموسيقى هي لغة الأرواح، هي وسيلة كي يشعر العالم بمعاناتنا".
أحد أعضاء الفرقة محمود تميم الذي عرف عن نفسه بأنه "جاعوني"، كونه من قضاء مدينة صفد، يقول: "لم نحمل السلاح لتوصيل رسالتنا لأهلنا بالخارج، رغم أننا لا نملك الآلات والاحتياجات اللازمة للموسيقى.
وتمنى اويس عيسى، اللاجئ من طبريا، في حديثه لـ القدس دوت كوم، أن يجتمع شمل الفلسطينيين في كل العالم، "لأن قضيتنا واحدة، والمنا واحد، وأشكر كل من ساعد المخيم ووقف معه في أزمته الراهنة، ان شاء الله بكرة أحلى".