وانطلقت آخر جولات مفاوضات تشكيل حكومة الطوارئ الوطنية بين غانتس ونتنياهو، في وقت متأخر من ليل الأربعاء، غير أنها باءت بالفشل.

وانتهت عند منتصف الليل، المهلة الثانية التي منحها الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لغانتس لتشكيل الحكومة، وأكد غانتس عدم رغبته بإجراء انتخابات جديدة.

ونجح الجانبان بسد بعض الفجوات بينهما على عدد من المواضيع، ويبدو انهم توصلوا الى حل بشأن قضية لجنة تعيين القضاة، بعد موافقة "ازرق ابيض" التنازل عن العادة المتبعة بتعيين ممثل من المعارضة باللجنة، كما اتفق الجانبان أيضا انه في حال منعت المحكمة العليا نتنياهو من تشكيل حكومة بعد تنصيب كليهما، لن يتم تعيين غانتس وسيتم حل الكنيست.

والخلاف الحالي هو ما سيحدث بالفترة الثانية من التناوب بعد انتهاء مدة نتنياهو، الليكود يطالب انه بحال منعت المحكمة بعد مرور عام ونصف نتنياهو من شغل منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة بسبب لائحة الاتهام ضده، غانتس لن يشغل منصب رئاسة الحكومة وإسرائيل ستذهب الى انتخابات رابعة. وطرح احتمال آخر بتمرير القانون الذي يتجاوز المحكمة العليا ويمنعها بتوقيف تنصيب وزير بالحكومة.

وقال مسؤولون من "ازرق ابيض" انهم وصلوا الى الاجتماع مع شعور متشائم ان نتنياهو غير معني بالتوصل الى اتفاق ويضع امامهم صعوبات، ويريد المضي نحو انتخابات رابعة. وقال الليكود في ردهم: "ان الادعاء ان نتنياهو يريد انتخابات رابعة مثير للسخرية ولا يوجد له أي أساس من الصحة، وهو يعمل من اجل إقامة حكومة طوارئ قومية مع الحرص على مصالح المعسكر القومي ومع الحرص ان الاتفاق سيتم احترامه من قبل الطرفين".

ولفتت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" إلى أن الطرفين لم يحرزا أي تقدم خلال المفاوضات الأخيرة ولم ينجحا حتى اللحظة بتجاوز الخلافات، فيما أكدت مصادر في "أزرق أبيض"، أن الحزب لا يعتزم التقدم بطلب تمديد إضافي لغانتس.

وبعد نهاية التمديد للجنرال بيني غانتس، رئيس حزب "أزرق أبيض"، مساء يوم الأربعاء، تتجه ناحية انتخابات برلمانية رابعة خلال عام واحد.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي "غالي تساهال"، مساء الأربعاء، بأن نهاية التمديد لغانتس، بيومين كاملين، لتشكيل حكومة إسرائيلية، انتهى مساء الأربعاء، وبأن التفويض قد انتقل إلى الكنيست نفسه لمدة 21 يوما كاملة.

وأكدت الإذاعة أنها المرة الثانية في تاريخ دولة إسرائيل، ينقل فيها التفويض للكنيست، حيث سبق أن دخلت هذا التفويض من قبل في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، حينما فشل كل من غانتس، وبنيامين نتنياهو، رئيس حكومة تسيير الأعمال، في تشكيل حكومة جديدة في البلاد.

ولم تسهم الأزمة الصحية والاقتصادية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا حتى الآن، في إنهاء جمود سياسي لم يسبق له مثيل، جعل إسرائيل تجري ثلاث انتخابات غير حاسمة خلال عام، وربما تكون الآن في طريقها لانتخابات رابعة.

ويشار إلى أن لم يتم تشكيل حكومة إسرائيلية في الأسابيع الثلاثة المقبلة، ستجرى انتخابات برلمانية رابعة على التوالي، خلال عام واحد فقط.

وعلى الرغم من انتهاء التمديد لغانتس، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن الطرفين، حزب "الليكود" الحاكم بقيادة نتنياهو، و"أزرق أبيض

بزعامة غانتس مستمران في المحادثات لتشكيل حكومة طوارئ في البلاد.

يشار إلى أن الرئيس الإسرائيلي، رؤبين ريفلين، قد قرر مساء الاثنين الماضي، تمديد التكليف لغانتس ليومين إضافيين، بعد انتهاء المدة القانونية لتشكيل حكومة في إسرائيل، والمقررة بـ 28 يوما، بدأت في 16 مارس/آذار الماضي.

وسبق أن قال ريفلين أنه لن يعيد التفويض لنتنياهو، باعتباره الحاصل على أعلى الأصوات في انتخابات الكنيست التي شهدتها إسرائيل الشهر الماضي.

والإخفاق في التوصل إلى اتفاق يعقد خططا ترمي إلى إنعاش الاقتصاد بعد السيطرة على وباء فيروس كورونا وتخفيف إجراءات العزل العام المشددة في البلاد.

وسجلت إسرائيل أكثر من 12500 إصابة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا وما لا يقل عن 130 وفاة.