:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/26292

دعمتها بخمسة ملايين دولار.. فهل عادت المياه لمجاريها بين الإدارة الأمريكية والقيادة الفلسطينية؟

2020-04-19





بعد وقف كل أشكال المساعدات، منذ أكثر من عامين، للضغط على القيادة الفلسطينية بقبول (صفقة القرن)، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، تقديم مساعدات بقيمة خمسة ملايين دولار للمستشفيات الفلسطينية؛ لمواجهة فيروس (كورونا).

وكانت القيادة الفلسطينية، قد جمدت اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأمريكية بداية عام 2018، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب، فهل يُحرك الدعم الأمريكي، المياه الراكدة على الصعيد السياسي.. أم يبقى الأمر في نطاق المساعدات الإنسانية؟

العلاقة لن تتطور
أوضح الكاتب والمحلل السياسي، جهاد حرب، أن الدعم الأمريكي الأخير، ليس دعماً حكومياً، بل دعم قادم من مؤسسات مجتمع مدني كالكنيسة الكاثوليكية، ويتعلق بالدعم الإنساني من قبل هذه المؤسسة في ظل انتشار فيروس (كورونا).
وأضاف حرب لـ"دنيا الوطن": " ربما تكون هذه الأموال من الحكومة الأمريكية، ولكن تقدم للكنيسة الكاثوليكية، وبالتالي هي تتبرع فيها، ومحاولة التفسير الحثيث عن هذا الدعم في إسرائيل وكأن الفلسطينيين، يقبلون الدعم الأمريكي، الذي انتهى في بداية عام 2018".
واستبعد المحلل السياسي، أن تكون تلك الخطوة الأمريكية باتجاه تطوير العلاقة مع القيادة الفلسطينية، متمماً: "لا يوجد أي تطور سياسي يشير إلى عودة العلاقات، سواء المالية أو السياسية مع الإدارة الأمريكية الحالية".
ورجح ألا يحدث أي تطور مهم على الصعيد الفلسطيني الأمريكي في ظل الإدارة الأمريكية الحالية، لأمرين، أولهما: الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية في مواجهة القيادة الفلسطينية، ومحاولة طمس الهوية الفلسطينية، وانحيازها المطلق لحكومة نتنياهو.
وأكمل: والأمر الثاني: الانشغال الأمريكي الداخلي، سواء في انتشار وباء (كورونا)، أو اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي ستكون في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بالتالي سيكون هناك انشغالات داخلية، ستؤثر بالتأكيد على العلاقات الخارجية للولايات الأمريكية في ظل المسألتين معاً.

تعزيز دورها بالقضية الفلسطينية
ورأى الدكتور حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة، أن الخطوة الأمريكية، انعكاس للبيئة الإنسانية التي يعيشها المجتمع الدولي ككل، ضمن تداعيات انتشار جائحة (كورونا)، بحيث طغت الناحية الإنسانية على البعد السياسي، لتأتي هذه المساعدات، ضمن هذا الانعكاس.
وأضاف الدجني خلال حديثه مع "دنيا الوطن": والمسالة الثانية تكمن في نجاح الدبلوماسية الفلسطينية في اللعب على التناقضات في النظام الدولي، عبر تعزيز العلاقة مع الصين، وتعزيز دور الصين وروسيا ودول أخرى، فبدأت الإدارة الأمريكية، تشعر بـ (عزل) وإن كان بسيطاً في إطار نفوذها بالشرق الأوسط، فتأتي هذه المساعدة كنوع من إعادة مكانة الولايات المتحدة كفاعل مهم في القضية الفلسطينية".
وحول مصير العلاقات المستقبلي قال: الولايات المتحدة في حال تجاوزت معضلة (كورونا) فهي على أبواب انتخابات رئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وهذا بالتأكيد مهم ضمن سياسة ترامب، وضمن سياسة من سيأتي بعد هذه الانتخابات، أيضاً سيكون هناك تقييم للعلاقة، وبالمناسبة فإن العلاقة لم تنقطع من الناحية الأمنية، كمان تحدث الرئيس عباس، بل بقيت العلاقة مع المخابرات الأمريكية، وهذا يعتبر مدخلاً كي لا تغيب الإدارة الأمريكية عن منطقة الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية.
وتوقع أن تعود العلاقة الأمريكية بشكل تدريجي مع السلطة الفلسطينية، ولكن تبقى لعبة الانتخابات، والقضاء على جائحة كورونا الفيصل، في حال انتهاء الملفين، ربما تعود العلاقات، وأفضل مما كانت عليه بالسابق.

السلطة لم تتسلم أموالاً
وقال الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور رياض العيلة: السلطة الفلسطينية، وبحسب الناطق باسمها، لم تتسلم أي دعم مالي، لكن ربما تم إرسالها إلى بعض المستشفيات ومؤسسات المجتمع المحلي، وربما فكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعادة المساعدات للسلطة الفلسطينية، ولكن بشكل تدريجي، والتعامل مع السلطة من أجل الوصول إلى رؤية حول (صفقة القرن) والرجوع إلى فكر ترامب.
وأضاف العيلة لـ"دنيا الوطن": " بتصوري السلطة الفلسطينية لها موقف ثابت حيال هذه القضية، لأن حق الشعب الفلسطيني بـ (صفقة القرن) مهضوم، ليس جزئياً بل 100%، والمساعدات الأمريكية التي أعلن عنها هي مساعدات للمجتمع المدني، وليس للسلطة".
ورجح ألا يكون هذا الدعم الأمريكي للضغط على السلطة، لأن المساعدات التي كانت تدفعها الإدارة الأمريكية للسلطة الفلسطينية ما بين 300 إلى 400 مليون، وليست 5 ملايين فقط، متمماً: "هي مساعدات لها مؤشرات، ولكن تلك المؤشرات ليست بالطريقة التي تؤدي إلى فتح الخط مع السلطة الفلسطينية، وعودة المساعدات الأمريكية".