السفير الفلسطيني بالاتحاد الأوروبي يكشف وضع الجالية خلال *كورونا*
2020-05-03
أكد عبد الرحيم الفرا، سفير فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا ولوكسمبورغ، أن هناك 82 مواطناً من الجالية الفلسطينية، أصيبوا بـ (كورونا) منذ بداية الجائحة، 44 منهم حالة شفاء تام، وخرجوا من المشافي، ومن الحجر الصحي، والباقي موجود في الحجر الصحي أو المنزلي، مشيراً إلى أن هناك حالة واحدة ما زالت في المشفى وهي في (لوكسمبورغ).
وأضاف في حديث مع "دنيا الوطن": "هناك 51 مركز لجوء في بلجيكا، في كل مركز منها هناك فلسطينيون، هناك مراكز بها عدد كبير جداً، تفوق الـ 100 والـ 200 فلسطيني، وهناك مراكز بها عدد أقل نوعاً ما، ومراكز بها عائلات، نتواصل معهم بشكل يومي للاطمئنان على جاليتنا الفلسطينية هناك".
وأشار إلى أن هناك عائلة فلسطينية عالقة في بلجيكا، كانت تريد العودة من (بروكسل) إلى القاهرة؛ للتوجه إلى قطاع غزة، لأن ابنتهم في الثانوية العامة، ويجب أن تعود لتدخل امتحان الثانوية لهذا العام، مؤكداً أن السفارة تبذل مجهودات كبيرة في محاوله لإدخالهم إلى مصر ثم إعادتهم للقطاع.
حدثنا عن وضع الجالية الفلسطينية في دول الاتحاد الأوروبي؟
أريد أن أُطمئن أهالي الجالية الفلسطينية هنا في بلجيكا ولوكسمبورغ على ذويهم وأبنائهم، منذ أن بدأت جائحة (كورونا) أصيب في بلجيكا 82 أخ وأخت فلسطينية، والحمد لله معظمهم حالياً بخير، لدينا 44 حالة شفاء تام، خرجوا من المشافي ومن الحجر الصحي، والباقي موجود في الحجر الصحي أو المنزلي، ولا يوجد إلا حالة واحدة في المشفى، وهي في (لوكسمبورغ).
باقي الحالات موجودة في الحجر المنزلي، وحالتهم الصحية مستقرة، نتواصل معهم يومياً، جميعهم بخير، وإن شاء الله قريباً يتعافون، ويخرجون من حالة الحجر الصحي الموجودين بها حالياَ.
هل هناك من تقدم لكم في السفارة بطلب للعودة إلى فلسطين؟
منذ بداية الأزمة، توجه لي طلبة يرغبون بالعودة إلى الضفة الغربية، فهم مرسلون لإكمال دراستهم من قبل جامعات الضفة، في تلك الأثناء كان مطار الأردن، قد أغلق بالكامل، حتى مطار (بروكسل) أصبح لا ينقل حالات للشرق الأوسط، فحاولنا كثيراً، وكان هناك محاولات لإدخالهم عبر مطار (اللد) في داخل الأراضي المحتلة، فقد كانوا قلقين في البداية، ولكن بعد ذلك عادوا وقالوا: إنهم سيكملون دراستهم هنا، حتى تنتهي الجائحة.
الوضع مستقر بالنسبة للطلاب، بالنسبة للباقي فهناك عائلة فلسطينية، كانت تريد العودة من (بروكسل) إلى القاهرة للتوجه إلى قطاع غزة، خاصة أن ابنتهم بالثانوية العامة، ويجب أن تعود لتدخل امتحان الثانوية لهذا العام، ونحاول جاهدين حالياً لنرى كيف يمكن أن تدخل هذه العائلة لجمهورية مصر، ثم تنتقل إلى معبر رفح لتدخل القطاع.
نحن على تواصل دائم سواء مع سفارة مصر هنا في بلجيكا أو مع سفارة فلسطين في القاهرة، وإن شاء الله تتكلل هذه الجهود بالنجاح، ننتظر فقط أن يبدأ مطار القاهرة باستقبال طائرات، فالطائرات الآن متوقفة تماماً بين مطار بروكسيل ومطار القاهرة ومعظم مطارات الشرق الأوسط.
كيف تعاملت السفارة مع أزمة (كورونا) واحتياجات الجالية هناك؟
منذ أن بدأت هذه الأزمة، قمت كسفير بتشكيل (لجنة طوارئ) خلية أزمة داخل السفارة، اترأسها أنا، وتتكون من زملائي في السفارة، للتواصل اليومي، وعلى مدار الساعة مع أبناء الجالية للاطمئنان عليهم.
وطبعاً الجالية الفلسطينية في بلجيكا متفردة بميزه معينة، غير موجودة في باقي الجاليات على مستوى أوروبا، بأن معظم المتواجدين هناك، هم موجودون في مراكز اللجوء، أي من طالبي اللجوء، معظمهم والأغلبية العظمى من قطاع غزة، جاؤوا إلى هنا سواء قبل الجائحة بأشهر أو بأيام، فوضعوا في مراكز اللجوء.
هناك مراكز متعددة في أكثر من 51 مركز لجوء في بلجيكا، وفي كل مركز منها هناك فلسطينيون، هناك مراكز بها عدد كبير جداً، يفوق الـ 100 والـ 200 فلسطيني، وهناك مراكز بها عدد أقل نوعاً ما، ومراكز بها عائلات، وتتواصل خلية الأزمة، وأنا شخصياً يومياً مع إدارة هذه المراكز للاطمئنان على جاليتنا الفلسطينية هناك.
نتواصل معهم ونؤمن لهم ما يحتجونه من أشياء ضرورية لبقائهم على قد الحياة، من مواد غذائية ومواد نظافة ومواد معقمة، فبعد خروجهم من المستشفى يتم وضعهم في حجر منزلي، وكنا كسفارة واجبنا أن نؤمن لهم كل ما يحتاجوه من أدوية ومواد غذائية ومعقمات وأدوات نظافة، نذهب إلى المنزل، نضع الأشياء أمام الباب، ثم نتواصل مع الشخص ليخرج ويأخذ حاجياته، هذا ما نقوم به بشكل يومي، وعلى مدار الساعة، لمن أصيبوا، ووضعوا في الحجر المنزلي.
أيضاً كنا على تواصل دائم مع أبناء الجالية، صحيح لأنهم طالبو لجوء وفي مراكز لجوء، السفارة لا يمكن أن تكون حاصلة على جميع الأرقام، فاستخدمنا أسلوباً آخر بعد أن اكتشفت أن معظم أبناء الجالية لديهم تفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة (فيسبوك)، فتواصلنا معهم عن طريق (فيسبوك) ووضعنا إعلانات نطالب من خلالها كل فلسطيني موجود في مراكز لجوء أو في أي مكان التواصل مع السفارة، أو تزويد السفارة برقم هاتفي له.
كلفت خلية لدي في السفارة للتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي خاصة عبر (فيسبوك)، وحقيقة أتت هذه الطريقة بثمارها، تواصل معنا الكثيرون، وتحصلنا على الكثير الكثير من هذه الأرقام، بدأنا نتواصل معهم أنا وزملائي، من يحتاج شيئاً نقدمه له حسب إمكانياتنا، نقدم المساعدات الصحية، وحتى المادية.
ومنذ أن بدأ شهر رمضان، قمنا كسفارة بعمل إفطار ولكن ليس جماعياً، لأنه أمر ممنوع في ظل (كورونا)، فقمنا بتوزيع وجبات إفطار مقدمه من السفارة للجالية الفلسطينية في عدة مراكز لجوء في بروكسل.
وحالياً قمنا بتحضير 250 طرداً غذائياً، سيتم توزيعها على العائلات الفلسطينية وبعض الفلسطينيين في داخل مراكز اللجوء أيضاً، نحاول أن نقدم ما نستطيع؛ ليكون الفلسطيني على الأقل يشعر أن هناك سفارة تهتم به، أن يشعر بالأمان من خلال اتصالاتنا الدائمة.
وبالنسبة للطلاب، لدينا ما يقارب الـ 75 طالباً وطالبة هنا، في هذه الأزمة تقطعت بهم السبل، نحن على تواصل معهم يومياً، ونحاول توفير ما يحتاجونه إلى أن تزول تلك الجائحة، إن شاء الله.
أخيراً.. ما هي المشاكل التي تواجهكم أثناء العمل خلال فترة جائحة (كورونا)؟
أكثر مشكلة تواجهنا هي محاولة الوصول إلى الجميع، أو شعور البعض بالخوف والقلق، نتيجة إجراءات الحجر المشددة جداً في أوروبا، وبلجيكا على رأس هذه الدول، لاحتوائها على مقر الاتحاد الأوروبي، يعني مقر المؤسسة الأوروبية كافة، لهذا كان هناك تشديد قوي من السلطات البلجيكية، من يخرج أو يخالف التعليمات يعرض نفسه المساءلة القانونية، ومخالفة بمالغ كبيرة.
في البداية، كان هناك تخوف وقلق لدي بعض أبناء الجالية، ولكن رويداً رويداً أصبحت الأمور أفضل، وبدؤوا يشعرون بالأمن والأمان، حتى المصابين منهم.
في البداية، كان هناك تخوف وقلق لدي بعض أبناء الجالية، ولكن رويداً رويداً أصبحت الأمور أفضل، وبدؤوا يشعرون بالأمن والأمان، حتى المصابين منهم.