فيصل في الملتقى العربي الافتراضي لمناهضة التطبيع : ندعو لجبهة موحدة على مساحة المنطقة العربية
2020-05-06
ليس سرا القول ان صفقة ترامب - نتنياهو تسير وفق اتجاهين متوازيين: الاول هو العمل على تصفية القضية الفلسطينية بجميع عناوينها، والثاني استهداف الشعوب العربية بأرضها وسيادتها وخيراتها وبحقها في اختيار مستقبلها السياسي والاقتصادي. لذلك قلنا ان نضال الشعب الفلسطيني يجب ان يتكامل مع نضال الشعوب العربية وسعوب المنطقة، لأن التطبيع يستهدف بناء نظام إقليمي جديد بزعامة لاسرائيل اليد الطولى فيه باعتبارها "دولة صديقة" وفي الوقت ذاته تعمل على انشاء احلاف سياسية وعسكرية هي من تقوده في مواجهة ما يسمى الخطر الايراني.. وهذا ما يشكل مسا فعليا بالأمن والاستقرار في المنطقة وجب على دول المنطقة التعاون بهدف اسقاط جميع حلقات المشروع الامريكي الاسرائيلي واهمها التطبيع بجميع اشكاله.
إن تطبيع علاقات بعض الدول العربية مع الاحتلال، أو إستقبال إسرائيليين في دول عربية، تحت أية ذرائعةومسميات، انما يلحق الضرر الشديد بالقضية الوطنية الفلسطينية، ويشجع دولة الاحتلال على المضي في تصعيدها الدموي ضد شعبنا في فلسطين، وتشجيع لقطعان المستوطنين على إجتياح المقدسات الإسلامية والمسيحية لتهويدها والقضاء على شخصيتها الوطنية، كما يشجع الاحتلال على مواصلة توسيع أعمال الاستعمار الاستيطاني، على طريق ضم أوسع المناطق في الضفة الفلسطينية، وتكريس القدس المحتلة عاصمة أبدية لدولة الاحتلال.
أن العدو الاسرائيلي في نزعته العدوانية لا يشكل خطراً على القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية وحدها، بل على كل الحالة العربية، ولعل عمليات العدوان على سوريا ولبنان والسودان وتونس والعراق وغيرها تشكل دليلاً قاطعاً على طبيعة الكيان الإسرائيلي، وعلى ضرورة إتباع سياسة حازمة، تنزع الشرعية عنه وعن احتلاله للأرض الفلسطينية والعربية المحتلة وتعزله، لا ان نعمل على فك عزلته والتمهيد لتطبيع العلاقات معه.
واذا كان اتفاق اوسلو قد شكل الغطاء والذريعة للمطبعين، فاننا ندعو الى سحب البساط من تحت اقدام هؤلاء والعمل على الغاء اتفاق اوسلو وجميع التزاماته السياسية والامنية والاقتصادية، والعمل على تشكيل جبهة موحدة ضد التطبيع وبناء استراتيجية شعبية عربية تضغط على النظام الرسمي، ونعتقد ان هذه مهمة ومسؤولية الأحزاب العربية وباقي مكونات الحالة السياسية والجماهيرية، في الدول العربية الشقيقة، تجاه مقاومة المشروع الصهيو أميركي الذي يستهدف منطقتنا العربية دون تمييز.
ونعتبر في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ان الحركة الشعبية العربية بجميع تشكيلاتها معنية بالتصدي لمهمتين رئيسيتين: الاولى مواجهة سياسات التطبيع المتزايدة بمختلف اشكاله، ومحاكمة اصحابها وعزلهم شعبيا كون التطبيع لا يمكن ان نضعه في خانة الحريات الشخصية بل هو جريمة بحق امتنا وبحق الشعب الفلسطيني الذي لا زالت ارضه محتلة. والثانية هي تفعيل حملات المقاطعة للشركات والمؤسسات الامريكية التي تتعامل مع اسرائيل وايضا مع المؤسسات والشركات الاسرائيلية. اذ ليس من المعقول ان تكون حملات المقاطعة في بعض الدول الاوروبية اكثر تقدما واكثر تأثيرا على الكيان الاسرائيلي مما هي عليه في بعض الدول العربية. واي نجاح يتحقق في اي من هاتين المهمتين انما هو مسمار يدق في نعش المشروع الاسرائيلي الامريكي وانجاز يسجل لفلسطين والعرب ولجميع قوى الحرية والعدالة في منطقتنا..
مداخلة علي فيصل عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعضو الامانة العامة لمؤتمر الاحزاب العربية