:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/2671

كنيسة تروي حكاية غزة بعد اكتشافها بالصدفة في جباليا

2014-02-27

تحتوي الكنيسة البيزنطية في جباليا والتي تعود إلى العام 444م ، حسب أخر نص تأسيسي وجد ، أي زمن الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني ، على اكبر عدد من النصوص التأسيسية الكتابية التي احتوت عليها أرضيات الفسيفساء ، حيث احتوت كنيسة جباليا على 16 نص تأسيسي وهذا العدد من النصوص لا يوجد له مثيل في أي كنيسة حول العالم

بقايا الكنيسة ما زالت قائمة حتى يومنا هذا ، برغم ما تعرضت له من عوامل تعرية عبر كل هذه السنوات ، بالإضافة للتدمير الذي أصابها من قبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الحرب الاولى نهاية عام 2008 ، حيث تعرضت لقصف مدفعي أسفر عن هدم السور الخارجي للكنيسة ، مما دفع وزارة السياحة والآثار لعمل مشاريع لإعادة ترميمها وحمايتها وتغطية أرضها بالرمال الصفراء لحمايتها من العوامل الخارجية .

زارت " دنيا الوطن " الكنيسة لتجدها عبارة عن ساحة مساحتها 800 متر من أرضيات الفسيفساء مزينة برسوم ولوحات مقتبسة من الكتاب المقدس ، بالإضافة إلى النصوص التأسيسية ، أهم الرسومات التي وجدناها في الكنيسة عبارة عن لوحات لأصناف من اللحوم كلحم الخروف والخنزير والنقانق المصنوعة من اللحم حيث تعتبر هذه المرة الأولى التي يظهر فيها هذا النوع من زخارف الفسيفساء في العصر البيزنطي .

كما واحتوت لوحات الفسيفساء التي تزين كنيسة جباليا على أنواع عديدة من الأسماك ، كسمك القريدس " الجمبري " والأسماك المطبوخة والخضروات والفواكه ، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الأطباق والسلال المصنوعة من القش وبعض الرموز المقدسة في الدين المسيحي كالنجمة والصليب .

أما بالنسبة للشكل الداخلي للكنيسة فهي تتكون من ثلاثة أروقة ، الرواق الأوسط هو الاعرض مساحة والأطول من الرواقين الجانبيين ، تفصل بين تلك الأروقة أعمدة رخامية منحوتة على شكل أوراق الخرشوف وهناك تاج في نهاية كل عمود ، وتحتوي الكنيسة على مكان يسمى قدس الأقداس وهو مكان للتعميد ، ومن المعروف أن التعميد بالمسيحية تعني التثبيت على الدين المسيحي .

أوضحت الأستاذة هيام البيطار مسئولة الدراسات والأبحاث في وزارة السياحة والآثار " لدنيا الوطن" أن سبب تسمية الكنيسة البيزنطية بكنيسة جباليا يرجع لكونها أول كنيسة يتم اكتشافها في مدينة جباليا وقد اكتشفت الكنيسة عن طريق الصدفة ، أثناء قيام البلدية بتعبيد شارع صلاح الدين .

وأكملت البيطار لدنيا الوطن " إن هذه الكنيسة قد عاصرت 25 إمبراطور بيزنطي ، كما أنها استمرت في العصر الإسلامي حيث عاصرت 16 خليفة مسلم ، حدثت بعض التشوهات لبعض اللوحات خلال حرب الأيقونات وهي حروب داخلية بين المسيحيين في ذلك الوقت فمنهم من رفض وجود لوحات بها روح داخل الكنيسة فقام بتشويهها ، أما في العصر الإسلامي فلم يحدث لها تخريب أو تغير وهذا إن دل فيدل على سماحة الدين الإسلامي "

وبالنسبة لما يميز كنيسة جباليا فقالت الأستاذة هيام أن ميزتها في اختلافها عن الفن الروماني السابق للعصر البيزنطي الذي كان يتميز بالصخب في الحركة والشدة وأشكال الأجسام ، فقد حاول الممزك " صانع الفسيفساء " استخدام ألوان داخل الكنيسة تشير إلى الهدوء والوداعة والتي انعكست على حركة الأجسام لتنسجم مع فكرة أن الديانة المسيحية تمتاز بالسلام والهدوء

أمنية أبو الخير / دنيا الوطن