العربي: الإسرائيليين مزعجون وتوقيع عباس للاتفاقيات حق
2014-04-07
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن الدول العربية تشجع الولايات المتحدة الأمريكية على الاستمرار في مسيرة تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, مشيدا في هذا الإطار بالجهود الكبيرة التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وقال العربي - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية في عمان مساء أمس الأحد - إن الموضوعات التي طرحها كيري لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها لكنها بدأت تتبلور من وجهة نظري وأعتقد أن هذا هو نفس الانطباع الذي لمسناه عندما استمعنا اليوم إلى القيادة الأردنية"، معربا عن تمنياته بأن تسفر هذه الجهود عن حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي الذي دام أكثر من 60 عاما وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لها.
وحول الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المقرر بعد غد الأربعاء.. أفاد الأمين العام بأن هذا الاجتماع دعا إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس واتفق على تحديد موعده في التاسع من أبريل الجاري , مشيرا إلى أن الاجتماع سيكون برئاسة وزير خارجية المغرب وسيتم خلاله الاستماع إلى الرئيس عباس بشأن ما وصلت إليه المفاوضات التي تدور تحت إشراف الولايات المتحدة.. قائلا "إن الرئيس عباس سيطلب دعم الدول العربية ولكن في أي اتجاه لا يمكن أن نتكهن".
وتابع "إننا جميعا نعلم أن هذه المفاوضات لها وقت زمني محدد وهو 9 شهور تنتهي في 29 أبريل الجاري"..مشيرا إلى أن فكرة الوقت الزمني كانت نابعة من قرار اتخذه وزراء الخارجية العرب في نوفمبر 2013 لأن المطلوب هو إنهاء النزاع وليس الاستمرار في إدارته خاصة وأن إسرائيل تسعى إلى كسب الوقت.
وقال "إننا لا نستطيع أن نصف الموقف الحالي بأنه ميئوس منه أو أنه يمكن أن يتحسن أو ينجح مائة في المائة.. ولكن يمكن القول إن هناك جزءا من الاتفاق كان يتمثل في الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى المتفق عليها والموجودة أسماؤهم لدى إسرائيل حيث كانت توافق السلطات الإسرائيلية على إطلاق سراحهم إلا أنها وفي آخر لحظة قالت إن 14 أسيرا من بينهم هم من عرب 48 وجنسيتهم إسرائيلية وأنها لن تفرج عنهم".
وفيما يتعلق بتوقيع الرئيس عباس على 15 اتفاقية ومعاهدة دولية ردا على رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى..أكد العربي على أن هذا التوقيع هو حق فلسطين باعتبارها دولة كاملة المقومات منذ 29 نوفمبر 2012 ".. قائلا "هاتفني كيري اليوم وتحدث معي عن هذا الموضوع وحاولت أن أشرح له وجهة نظرنا وقلت له أنت تعمل على إنهاء النزاع وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية كما أنه ومن الناحية العملية صوتت 138 دولة في الأمم المتحدة لصالح فلسطين كدولة مراقب وهي لديها عدد ضخم جدا من السفارات لذلك فمن الطبيعي أن تدخل معاهدة العلاقات الدبلوماسية لأنه ينطبق عليها.. كما أنها توقع اتفاقيات مع إسرائيل وبالتالي يجب أن تدخل قانون المعاهدات.. علاوة على أن هناك نزاعا مسلحا فلها أن تدخل اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولات الإضافية"، لافتا إلى أن كيري يعتبر هذه الخطوة قد تؤثر على سير الأمور.
ووصف العربي الإسرائيليين بأنهم "مزعجون" في مفاوضاتهم جميعا سواء كانت مع مصر أو الأردن أو سوريا ويكون الأمر أكثر صعوبة مع الفلسطينيين حيث إنهم يدخلون في أمور دينية وأمور أخرى، لافتا إلى أن أي اتفاق أو معاهدة أو تفاوض مع إسرائيل تتوقف فيها الأمور لأنها ترغب في الحصول على كل ما ترغب فيه ولا تكترث للجانب الثاني.
وتقييما للدور الذي يلعبه الأردن في تحقيق السلام.. أكد الأمين العام على أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يلعب دورا مهما جدا ومحوريا في سبيل تحقيق السلام علاوة على أنه يحظى بثقة كبيرة من قبل الأمريكان والفلسطينيين والإسرائيليين، معربا عن تمنياته بأن يستمر الدور الأردني بهذه القوة وبهذا الدفع. وعن محاولات الكنيسيت الإسرائيلي بسحب الوصاية الهاشمية عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس..شدد العربي على أن هذه المحاولات ستفشل مائة في المائة، معتبرا إياها بأنها محالاوت "خسيسة" من قبل الإسرائيليين لإثارة مشاكل لا داعي.
وقال الأمين العام "إن الفلسطينيين والأردنيين اتفقوا على شيء وكل الدول العربية والإسلامية تؤيده لذلك فما هو دخل الإسرائيليين بهذا الشأن.. لافتا إلى أن إسرائيل تجري محاولات مع الفاتيكان بشأن الممتلكات التابعة للكنيسة الكاثوليكية في القدس فهي تريد أن تأخذ اعترافا عليها من الكرسي الرسولي وهو ما يعارضه العرب.. مؤكدا على أن الملك عبد الله الثاني سوف يثير هذا الموضوع خلال زيارته إلى روما.
وحول ملف الأسرى الفلسطينيين والدور الذي تقوم به الجامعة لنصرتهم عربيا ودوليا..نوه الأمين العام بالاجتماع المهم الذي عقد في بغداد منذ أكثر من عام حول هذا الموضوع، قائلا "إنني ذهبت إلى الأمم المتحدة أكثر من مرة وتحدثت في هذا الموضوع وأيضا مع المسئولين في المفوضية السامية لحقوق الإنسان علاوة على المكاتبات المستمرة في هذا الصدد".
وأفاد بأن هناك مسعى لعقد مؤتمر دولي لنصرة الأسرى..قائلا "إن العالم كله يعرف الزعيم الراحل نيسلون مانديلا وبأنه قضى 27 عاما في السجن في حين أن هناك أسرى فلسطينيين يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 30 عاما , أي أنهم قضوا جل حياتهم في المعتقلات".
وتابع الأمين العام "تألمت كثيرا أثناء مؤتمر بغداد وخاصة عندما شاهدت طفلا فلسطينيا عمره 11 عاما اعتقلته سلطات الاحتلال لمدة أسبوع وتركته بمفرده في حجرة..إن هذا الأمر ليس بالسهل على طفل في هذا العمر وأن يبقى وحيدا هذه الفترة".
وحول المصالحة الفلسطينية..شدد الأمين العام على ضرورة إنجاز اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام بين فتح وحماس خاصة في ظل هذه المرحلة الحرجة , داعيا الفلسطينيين إلى ضرورة أن يقفوا صفا واحدا وينظرون إلى المستقبل لبناء بلدهم.