لماذا الفشل في اليرموك وحده ؟!-معتصم حمادة
2014-04-10
أجرى السوريون سلسلة من المصالحات في دمشق وحمص وغيرها من المدن والقرى والبلدات السورية، أدت فيما أدت إليه، إلى وقف النزف الدموي، وفك الأطواق العسكرية، وانفتاح المناطق على بعضها البعض، وعودة السكان إلى منازلهم بعدما عاد إليها الأمان والاستقرار، وتوقفت لغة الرصاص والقذائف لصالح لغة المصالحات الأخوية، بعدما تبين أن هذا الطريق لن يقود سوى إلى التدمير الشامل، وأن سوريا ستكون هي الخاسر الأكبر، فالضحايا هم أبناء شعبها، والمناطق المدمرة هي البنيان السوري الذي بذل شعب سوريا الغالي والنفيس لإقامته، وتعرض لحصارات غربية قاسية في السنوات الماضية لكنه بقي صامداً وحافظ على سياسة مد العمران الحضاري إلى كل أرجاء البلاد.
المصالحة شملت، كما نعرف، بلدة برزة والقابون، وبيت سحم، وببيلا، ويلدا، ومعضمية الشام، وكذلك قدسيا وجوارها، ويجري الحديث عن هدنة في الزبداني، وعن مشاورات لمصالحة في التضامن والحجر الأسود، وربما أبعد من ذلك.
في هذا الوقت تجري محاولات لإجراء «مصالحة» مشابهة في مخيم اليرموك، بناء عليها يغادر المخيم المسلحون من غير الفلسطينيين، أو من غير أبناء المخيم وسكانه، ويطوي المسلحون أسلحتهم جانباً، وتلغى المظاهر المسلحة كافة في أرجاء المخيم، وفي محيطه، ويتم الكشف عن بقايا المتفجرات حتى لا تلحق الأذى بالناس، ثم يعاد تنظيم عودة السكان ورجوعهم إلى منازلهم، خاصة أصحاب المنازل التي لم تتضرر في القتال، أو تلك التي يسهل ترميمها خلال ساعات أو أيام قليلة.
جرت محاولات عدة لإنجاز هذه المصالحة، وفي كل مرة تجتمع لجان تمثل منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية كافة، تجري حوارات مع المسلحين داخل المخيم، وتكون الجهات السورية الرسمية على إطلالة دائمة على مجريات الأمور، من موقع الدور السيادي للدولة السورية على أوجها بما في ذلك على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
تجارب المصالحة في المدن والبلدات السورية نجحت وشكلت نموذجاً مثيراً للإعجاب، وتصح أن يستفاد من تجاربها في قضية مخيم اليرموك خاصة وأن الجميع يتساءل:
لماذا تنجح المصالحات في المدن والقرى المجاورة خاصة ببيلا ويلدا، وبيت سحم، ولا تنجح في اليرموك؟
لا بد من إرادة وطنية فلسطينية، ثابتة، لا بد من مبادرات خلاقة. إذ كفى اليرموك عذاباً ■