دول الخليج تبحث عن توافق شبه مستحيل ازاء التحرك الدولي ضد داعش
2014-09-01
اجرت دول الخليج التي يمكن ان تكون شريكة لواشنطن في تحركها ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، مشاورات على مستوى رفيع في ما بينها ومع لاعبين آخرين ضمنهم ايران، الا ان خبراء يشككون في امكانية تشكيل تحالف بسرعة لاتخاذ خطوات ملموسة كالخيار العسكري.
والخلافات والمنافسة كبيرة جدا بين بعض دول الخليج لدرجة قد يكون من الصعب جدا حسب الخبراء ان تكون هذه الدول في معسكر واحد.
والرئيس الاميركي باراك اوباما الذي لا يخفي انه لا يملك حتى الآن استراتيجية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"، استبعد الخميس توجيه ضربات في المدى القصير في سوريا، مؤكدا ضرورة الاتكال على "شركاء اقليميين اقوياء".ومن المفترض ان يزور وزير الخارجية الاميركي جون كيري الشرق الاوسط قريبا.اما وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل فقد اجرى سلسلة من اللقاءات البارزة منذ الاحد الماضي.وفي اعقاب اجتماع ترأسه الامير سعود مع ممثلين عن الامارات ومصر وقطر والاردن الاحد الماضي، صدر بيان مشترك اكد وجود توافق بين الدول الخمس على ضرورة العمل "الجدي" ضد انتشار الافكار المتطرفة.وبعد ذلك بيومين، اجتمع الامير سعود الفيصل مع مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان في لقاء هو الارفع بين البلدين منذ وصول الرئيس الايراني حسن روحاني الى سدة الرئاسة قبل اكثر من سنة.وتطرق اللقاء بين مسؤولي البلدين اللذين تربطهما علاقات متوترة، الى مسألة "التطرف" وسبل مواجهته.وبعد ذلك، ترأس الامير سعود الفيصل وفدا رفيعا ضم وزير الداخلية السعودية ورئيس المخابرات في المملكة، وجال على قطر ثم البحرين فالامارات.ويدور خلاف كبير بين قطر من جهة، والسعودية والامارات والبحرين من جهة اخرى بسبب اتهام الدول الثلاث قطر بانتهاج سياسات معادية لها، لاسيما من خلال دعم جماعة الاخوان المسلمين.وسحبت الدول الثلاث سفراءها من الدوحة في اذار (مارس) الماضي.وتستمر الازمة الدبلوماسية بين الدول الثلاث وقطر، فيما تتزايد المشاورات الدولية حول الاوضاع في العراق وسوريا.وتستضيف جدة غدا السبت اجتماعا مهما لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي يخصص لبحث الخلاف مع قطر.ويرى خبراء ان فشل جهود التقارب بين دول الخليج سيؤثر سلبا على امكانية تشكيل جبهة موحدة في الخليج تنضم الى اي تحالف دولي ممكن في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يعرف بـ "داعش" والذي اعتبر مفتي السعودية ان اعماله هي "العدو الاول" للمسلمين.وحسب المحلل السياسي الاماراتي عبدالخالق عبدالله، فان قطر ضاعفت في الآونة الاخيرة الخطوات التي تهدف للحد من التوتر مع جيرانها، خصوصا السعودية.وقال "قطر تفعل ما بوسعها لارضاء الرياض، الا ان الرياض لم ترض بعد".وردا على سؤال طرحته وكالة (فرانس برس) حول امكانية تشكيل جبهة عربية مشتركة تضم دول الخليج وتشكيل تحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية، ابدى المحلل الاميركي المتخصص في شؤون المنطقة فريديريك ويري حذرا كبيرا.وقال ان دول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية والامارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان) تجد اصلا صعوبة في التعاون في ما بينها في المجالات العسكرية والاستخباراتية بسبب "الريبة" و"الخلافات".واذا ما شاركت دولة من هذه الدول في عمل عسكري "تكميلي للضربات الاميركي"، فان ذلك لن يتعدى حسب ويري "اعطاء شرعية رمزية (للعمل العسكري) من قبل دولة عربية".واعتبر ويري انه من غير المتوقع ان "تتطور عدائية كل من السعودية وايران ضد تنظيم الدولة الاسلامية الى تعاون حقيقي" بين البلدين.وقال أن هناك "الكثير من الملفات الاستراتيجية التي تفصل بين البلدين: ليس فقط الانقسام السني الشيعي والفارسي العربي، بل ايضا سوريا ولبنان والبحرين والملف النووي وخصوصا الوجود الاميركي في المنطقة".