فلسطين في مجلس الأمن: مرحلة جديدة.. أم رد فعل؟!-هاني حبيب
2015-01-04
لو لم تتقدم فلسطين بمشروعها إلى مجلس الأمن، لما أمكن وقف التساؤلات والإدانات والاتهامات، بالتراجع وعدم الوفاء بالوعود، وبالتواطؤ مع الأميركان والإسرائيليين، ولو حدث خلاف ما حدث، وتمكنت فلسطين مع المجموعة العربية من جمع تسع دول لتأييد المشروع، لاضطر الجانب الأميركي لاستخدام حق النقض لإفشال المشروع، لكن الفشل الفلسطيني ـ العربي في جمع هذا العدد من الدول، أنقذ أميركا في حين لم ينقذ فلسطين التي كان يجب عليها أن تدرس مسألة التقدم بالمشروع بدقة وروية وليس احتساباً لتساؤلات واتهامات إذا لم تف بتعهدات قادتها حول التقدم بالمشروع إلى مجلس الأمن، نصائح عديدة تم تقديمها للقيادة الفلسطينية، بسحب المشروع لأسباب عديدة في طليعتها أنه لا يحظى بتوافق وطني، بل إنه زاد من الانقسام الداخلي، ثم ان ما أجري على المشروع من تعديلات أفقدته كونه مشروعاً فلسطينياً، لولا اللحظات الأخيرة، التي قيل إنها أعادت التعديلات مجدداً للحفاظ على جوهر المشروع الأصلي، والأهم أن الفيتو الأميركي بالمرصاد، فلماذا لا تنتظر القيادة الفلسطينية، يوماً آخر، مجرد يوم إضافي، أو أكثر، حتى يتم التجديد لخمس دول إضافية في مجلس الأمن من الدول غير الدائمة، ومنها أربع دول تؤيد الحقوق الفلسطينية، إضافة إلى أن كلا من نيجيريا وأستراليا، سيغادران مجلس الأمن، كل ذلك أدى إلى سؤال كبير: هل كان الفلسطينيون معنيين بالفشل، وهل كانوا أيضاً معنيين بعدم إحراج أميركا، بإفشال المشروع من خلال عدم حصوله على «النصاب» بدلاً من استخدام واشنطن حق النقض لإنقاذ الحليف الإسرائيلي؟!
وبعيداً عن مثل هذه التساؤلات المشروعة، يبدو أن تجربة خوض معركة سياسية دبلوماسية عبر المنظمة الدولية، تدل على أن هناك متغيرات حيناً، وتأكيدات أحياناً أخرى بنتيجة هذه التجربة، التوجه الفلسطيني إلى المنظمة الدولية، بات أمراً مؤكداً وخياراً، رغم تأخره، أصبح جزءاً من الحراك السياسي الفلسطيني، نقل القضية الفلسطينية من تحت معطف الرعاية الأميركية، إلى الرعاية الدولية، أمر بالغ الأهمية، رغم ما يُقال من أن هذا الحراك كان يهدف إلى العودة إلى المفاوضات عبر قرار دولي، أو برعاية أميركية متجددة، رغم ذلك، فإن هذه الخطوة، رغم كل ما ارتكب حيالها من أخطاء وخطايا، كان يجب أن تخاض وبشروط أخرى.
من الواضح، أن لا الحراك السياسي الفلسطيني، ولا الحراك السياسي العربي، بكل ثقله المعنوي والمادي، قادر في لحظة من اللحظات على تخطي سقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمنظمة الدولية، خاصة في مجلس الأمن، النظام العربي حليف أميركا في مواجهة الإرهاب، لم يتمكن من أن ينال مناصرة، ولو محدودة من قبل الولايات المتحدة في الشأن الفلسطيني، كما رأينا في مجلس الأمن مؤخراً، أميركا ضاعفت من ضغوطها على كل الأطراف وأكثر من الحليف الإسرائيلي لإفشال المشروع الفلسطيني، في مواجهة مع العرب، من دون أن يتحرك العرب في مواجهة مع الولايات المتحدة، إذن نحن في إطار مواجهة من جانب واحد!!
متغير يجب أن يؤخذ بالاعتبار، نيجيريا، هذه الدولة التي صوتت تاريخياً لصالح فلسطين والقضايا العربية، وكان من المفترض أن توفر الدولة التاسعة لتمرير القرار من خلال عدد الدول، وإجبار واشنطن على استخدام «الفيتو» في لحظة مصيرية بشأن القرار، امتنعت عن التصويت، وحدث ما حدث، لكن الأهم، أن انتقال نيجيريا من مؤيد للفلسطينيين إلى معارض، أو محايد، أمر بالغ الخطورة، لأن ذلك قد يؤثر على باقي الدول الأفريقية التي لا تزال تساند القضية الفلسطينية. وإذا صح ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية من أن مكالمة هاتفية من نتنياهو إلى الرئيس النيجيري جوناثان غودلاك، كانت السبب وراء التصويت بالامتناع من قبل نيجيريا، فإن الأمر يصبح أكثر خطورة، ذلك أن ما يعنيه الأمر، هو أن نتنياهو قادر على إقناع أصدقاء فلسطين بمكالمة واحدة، في الوقوف ضدهم، وأن أميراً أو ملكاً أو رئيساً عربياً، لم يهاتف أي رئيس آخر، لإقناع بلاده بالتصويت لصالح المشروع، أو إذا كان ذلك قد حدث، فإنه لم يكن قادراً على إقناع الطرف الآخر بموقفه.
غير أن التأكيد الأهم في هذا السياق، أن الخلافات مهما بلغت حدتها بين المسؤولين والقادة في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، لا تعبر بالضرورة عن انفصام هذه العلاقة الاستراتيجية، الأهم من ذلك، الشعور الإسرائيلي المتعاظم، بأن الولايات المتحدة هي الحافظ الأمين على المصالح الإسرائيلية، ويجب الوثوق دائماً بهذا الأمر، ما يجب أن يشجع قادة إسرائيل، على التوقف عن إذلال أميركا وقادتها في كل مناسبة، ليس حفاظاً على التحالف، فهذا أمر مصان، ولكن لإظهار بعض من وفاء لهذا الحليف القوي.
متغير يجب أن يؤخذ بالاعتبار، نيجيريا، هذه الدولة التي صوتت تاريخياً لصالح فلسطين والقضايا العربية، وكان من المفترض أن توفر الدولة التاسعة لتمرير القرار من خلال عدد الدول، وإجبار واشنطن على استخدام «الفيتو» في لحظة مصيرية بشأن القرار، امتنعت عن التصويت، وحدث ما حدث، لكن الأهم، أن انتقال نيجيريا من مؤيد للفلسطينيين إلى معارض، أو محايد، أمر بالغ الخطورة، لأن ذلك قد يؤثر على باقي الدول الأفريقية التي لا تزال تساند القضية الفلسطينية. وإذا صح ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية من أن مكالمة هاتفية من نتنياهو إلى الرئيس النيجيري جوناثان غودلاك، كانت السبب وراء التصويت بالامتناع من قبل نيجيريا، فإن الأمر يصبح أكثر خطورة، ذلك أن ما يعنيه الأمر، هو أن نتنياهو قادر على إقناع أصدقاء فلسطين بمكالمة واحدة، في الوقوف ضدهم، وأن أميراً أو ملكاً أو رئيساً عربياً، لم يهاتف أي رئيس آخر، لإقناع بلاده بالتصويت لصالح المشروع، أو إذا كان ذلك قد حدث، فإنه لم يكن قادراً على إقناع الطرف الآخر بموقفه.
غير أن التأكيد الأهم في هذا السياق، أن الخلافات مهما بلغت حدتها بين المسؤولين والقادة في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، لا تعبر بالضرورة عن انفصام هذه العلاقة الاستراتيجية، الأهم من ذلك، الشعور الإسرائيلي المتعاظم، بأن الولايات المتحدة هي الحافظ الأمين على المصالح الإسرائيلية، ويجب الوثوق دائماً بهذا الأمر، ما يجب أن يشجع قادة إسرائيل، على التوقف عن إذلال أميركا وقادتها في كل مناسبة، ليس حفاظاً على التحالف، فهذا أمر مصان، ولكن لإظهار بعض من وفاء لهذا الحليف القوي.
يقال إن القيادة الفلسطينية تدرس التقدم بمشروعها مجدداً إلى مجلس الأمن، هذا جيد إذا ما تم هناك توافق وطني فلسطيني حول صياغة المشروع، مع حراك سياسي حقيقي لا يهدف إلى إنقاذ أميركا، بل ربما توريطها في استخدام حق النقض، عسى ذلك أن يشكل درساً ولو متأخراً للمنظومة العربية التي عليها أن تخجل من عجزها رغم كل إمكاناتها ورغم تحالفها المخجل مع الولايات المتحدة!!