:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/4753

هل يصمد المصنع اليتيم للكوفية في فلسطين في وجه الصين؟

2015-02-01

منذ 63 سنة يواصل المصنع الوحيد لحياكة الكوفية في فلسطين العمل، على رغم التحديات الجديدة ومنافسة تلك التي تصنع في الصين. وعلى رغم قِدم الماكينات وتراجع فعاليتها مع الزمن، ظلّ المصنع اليتيم محافظاً على جودته وصامداً في وجه البضائع التي غزت السوق المحلية. ويعود الفضل إلى إنشاء هذا المصنع واستمراره إلى ياسر الحرباوي الذي اشترى عام 1961 ماكينتي نسيج، ليدشن المصنع الأول في فلسطين لصناعة الكوفية التي تحولت إلى رمز عالمي حين أصبحت العلامة الفارقة للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ومن بعدها تحولت إلى شكل من أشكال التضامن مع القضية الفلسطينية. وأخذت «الكوفية» بعداً عالمياً، إذ بدأت تتسلل إلى عالم الأزياء ودنيا المشاهير، ومنها إلى مصانع الغرب وآسيا.
المصنع الصغير في مدينة الخليل، صار عنواناً لإنتاج «الكوفية» الفلسطينية في السوق المحلي والعالمي. الابن جودة الحرباوي يرجع أصالة الكوفية إلى مدينة الكوفة العراقية، قبل أن تتحول إلى رمز وأداة إخفاء الثوار الفلسطينيين وجوههم بها لمواجهة سلطات الانتداب البريطاني. ويقول إن الكوفية كانت من مكونات الزي الفلسطيني التراثي القديم، مضيفاً: «عام 1961 فكر والدنا في نسج خيوط الكوفية في فلسطين، وتمكن من جلب ماكينتي نسيج ونجح في تصنيعها بعد أشهر من البحث والتجربة والتدريب، ومن ثم توسع المصنع».
وبرفقة اثنين من إخوته استطاع جودة الحرباوي أن يدير المصنع وأن يواجه التحديات التي تواجه حرفته. ويشدّد على أنه «لا يمكن لهذه الحرفة أن تنتهي، سنحافظ على وجودها لأنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالنضال الوطني الفلسطيني، وبوالدنا الذي انفرد بهذه الصنعة». ويقول إن «المصنع يضم اليوم 15 آلة نسيج، ويمكنه إنتاج نحو 300 حطة يوميًا، ويعمل فيه نحو 15 عاملاً».
المصنع الوحيد عاش ظروفاً صعبة بسبب غزو «الكوفية» المصنعة في الصين، إلا أن الإخوة عرفوا كيف يعيدون البريق إلى مصنعهم. «المصنع استعاد عافيته بعد خمسة أعوام من التوقف، في ظل غزو البضائع ذات المنشأ الصيني السوق الفلسطينية بأسعار بخسة. لكننا وضعنا خطة قامت على رفع مستوى الجودة وعلى التميّز»، يوضح الحرباوي الابن.
ويشير إلى أن غياب «الحطة» عن الزي الفلسطيني «أضعف استهلاك السوق المحلية لهذا المنتج، ما دفعنا لتصديره إلى الجاليات الفلسطينية والعربية المقيمة في الدول الأوروبية والخارج».
وأضاف أنه يعمل وإخوته الثلاثة منذ نعومة أظفارهم في خياطة الكوفية الفلسطينية، يقفون أمام ماكينات الخياطة، ينظمون الخيوط التي تحيك رمزاً للهوية الفلسطينية، آملين استمرار حياكتها وتصديرها.
وعبر الحرباوي عن افتخاره وإخوته باستمرار المصنع الوحيد في فلسطين الذي ينتج سلعة أصبحت أيقونة عالمية. ويرى أن لصناعة الكوفية التقليدية على أراضيها المحتلة، قيمة معنوية أكثر مما هي تجارية «لأنها رمز قضيتنا، ونحن سنحميها من الضياع».
محمد السمهوري