المجد للذكرى السادسة والأربعين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
2015-02-09
• 22 شباط/ فبراير1969 فجر جديد في حياة ومسيرة الشعب الفلسطيني وثورته.. متجدد الإشراق... ودرب مليء بالتضحيات.. ومعلم بارز بتجديد الفكر السياسي الفلسطيني المعاصر.. وبناء الثقافة الوطنية الحقّة..
• في ذكرى الانطلاقة تتجدّد الثقة العالية بشعبنا الفلسطيني، على الخروج من الأزمة الفلسطينية المتمثلة بالانقسام والتقاسم والاحتكار... بقدرتنا على بناء وحدتنا الوطنية الفلسطينية.. بناء المؤسسات الوطنية الديمقراطية الجامعة.. وقدرتنا على تنفيذ برامجنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمهنية القطاعية بدلاً من الانقسام والاحتكار بين قوى متنفذة..
• 46عاماً من النضال.. تتقدم الصفوف مواكب الشهداء من خيرة بنات وأبناء شعبنا.. من أجل التحرير والعودة والعدالة الاجتماعية بتحقيق هدفنا الوطني.. والانعتاق من نير الاحتلال.. وحلم الكادحين بالانعتاق من الفساد والاستعباد... وكل ما تنشده وتهتف به حناجر الجموع... العاشقة للتحرير والتحرر والحرية والديمقراطية والسلام.
تحتفل الجبهة والشعب في الوطن، وفي عموم أماكن تواجده في الشتات، بذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (22 شباط/ فبراير 1969)، تحتفل وأياكم بعيدٍ بات عرساً وطنياً فلسطينياً للاجئين في مخيماتهم لجماهير شعبنا في الوطن والشباب والطلاب.. لكل أطياف الشعب، ولكل من يقف للدفاع عن الحق الفلسطيني بالتحرير والعودة، مسيرة وطنية مباركة تجدد عهدها كل عام، تشدُّ عزيمتها ومواصلتها.. واستخلاص دروسها في الميادين والساحات، ومعكم قلوب المحتفين بكم، وتهاني الفخار، وعبق المجد بست وأربعين عاماً من التضحيات والشهادة والدماء، مع يقينٍ بأنكم الأكثر ثباتاً على المبادئ والحقوق، في وسط الشدائد والمنعطفات والعواصف والتحديات، فأنتم أينما كنتم كالسنديان والزيتون ضارباً جذوره في أرض فلسطين الشامخة، التربة المقدسة بكل ذرة تراب.. والمغمسة بدماء الشهادة..هذه باقات الورود نجمعها من الجليل الفلسطيني وحيفا وعكا، وياسمين وأقحوان الجبال... في رام الله ونابلس والخليل.. من قدس الأقداس، من السهول إلى الأغوار والجبال الشماء، من غزة الصمود والبطولة والإباء، من تلك الربى الخضراء بوجود الرفيقات والرفاق وأبناء شعبكم..
باقات وردِ للناس... ولرسم البسمات والمسرات، على الرغم من الشدائد والأزمات، ..التهاني نخطّها تيجان من غار... وآيات التهاني من ربى القدس العاصمة ورود وأزهار، ننشدها في عيدكم الشعبي بامتياز، مسيرة ظافرة من أجل التحرير والعودة، تغنيها معكم في جالياتكم جموع الأًصدقاء، الناس العاشقة للتحرير والحرية والسلام والديمقراطية، يباركون مسيرتكم، ويشدّون العزّم معكم، يتقدم مواكبكم جموع كواكب شهدائكم.. الخالدون في الضمير الوطني والأممي، مُشرقون بهم على طريق المجد، نتلقى عبركم وبكم ومعكم التحايا والتهاني.. على درب صناعة الأفراح والمسّرات والانتصارات... زهاء نصف قرن... باقتراب يوبيلها الذهبي.. تحايا المجد وعميق التهاني.ـ
.. نشير وبخطوط عامة إلى أبرز التوقعات والمهمات للمقبل علينا في العام الجديد، بما يعزز تحليلنا ورؤيتنا لتحقيقها نحو" تدويل القضية الفلسطينية بالعودة إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي"، أي سحبها من هيمنة الولايات المتحدة عليها، لأن الواقع الفعلي يدل على عدم جدّية الإدارات الأميركية، في الانتقال من موقع الانحياز المطلق لــ"إسرائيل"، إلى موقع آخر يلبي الحقوق الدنيا غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، ولا ينمُّ عن أدنى استعداد لدى واشنطن أن تقوم بالضغط عليها، لحملها على التخلي عن سياساتها العدوانية والقبول بتسوية متوازنة، بل توفر لها المزيد من الدعم العسكري والاقتصادي الذي يوفر لها "فائض قوة" لمزيدٍ من الاستيطان، ومزيدٍ من المغامرات العسكرية، وبقائها فوق القانون الدولي، أليس هذا ما جعل أي كلام أميركي عن "حل الدولتين" هو مجرد كلام للاستهلاك لا معنى له(!)...لأن الدعم الأميركي المطلق هو ما يثبت مفاهيمها الأيديولوجية والعنصرية والعدوانية كأمر واقع ومنذ نشوئها حتى الآن...
• كما شهدنا أن معركة فلسطين في مجلس الأمن، بأنها معركة أميركية بامتياز.. وليس فقط معركة "إسرائيل"، وشاهدنا ذات المعركة مع مطلب فلسطين الالتحاق بمؤسسات الأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص الالتحاق الفلسطيني بـ"الجنائية الدولية"(!) أميركا تخوض معركة "إسرائيل" بكامل ثقلها...• رغم ما سبق، فإن قلق "إسرائيل" السياسي والدبلوماسي، يفوق ما تدعيه من "قلق أمني"،أي قلقها من تدهور مكانتها الدولية، رأينا هذا لدى إعلان المدعية العامة لدى "المحكمة الجنائية الدولية" فاتو بنسودة عن بدء التحقيق الأولي في "احتمال ارتكاب (إسرائيل)" جرائم حرب لم يمرّ عليها الزمن في فلسطين بعد انضمامها لمعاهدة روما، وكيف أصيب بنيامين نتنياهو بصدمة، فسارع إلى طلب النجدة من باراك أوباما الذي لم يتأخر وبسرعة قياسية بإعلانه "أن السلطة الفلسطينية ليست دولة ذات سيادة، وبالتالي هي غير مؤهلة للانضمام إلى المحكمة الدولية"... ومن ثم الرد عليهما الذي قدمته المحكمة الدولية.
من المهم الإشارة إلى تدهور مكانة "إسرائيل" الدولية، وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت (13/1/2015)، (وثيقة سرية ـ توقعات بأن تتعرض مكانة "إسرائيل" إلى المزيد من التدهور عالمياً، في حال استمرار الجمود السياسي إزاء الفلسطينيين وحقوقهم)، كما أشارت الوثيقة إلى احتمال تشديد المقاطعة الأوروبية لمنتجات الاستيطان في الضفة الفلسطينية والجولان السوري المحتل، واحتمال تقلص صادرات الأسلحة "الإسرائيلية"، وتراجع الاستثمارات الأجنبية، واتساع رقعة المقاطعات الأكاديمية لها) هذه الوثيقة نتاج استشعار وزارة الخارجية الإسرائيلية. إن هذا بالذات ما دفع استاذ القانون الدولي في جامعة تل أبيب إيال غروس إلى نشر مقالة في صحيف (هآرتس) 18/1/ 2015 يدعو فيها "إسرائيل" "إلى استيعاب حقيقة واضحة، هي أن قواعد اللعبة قد تغيرت، حين يقول" ـ «يجب أن يعرف قادة إسرائيل أن صلاحيات المحكمة (معاهدة روما) أو قبول أحكامها، أو التوجه إليها من جانب مجلس الأمن الدولي (...)، فلسطين انضمت إلى معاهدة روما وتستطيع طلب البحث فيما يجري على أرضها (...)، إذا كان وزير الخارجية الإسرائيلي متفاجئاً من ذلك، فلأنه لم يستوعب بعد الموقف القضائي الإسرائيلي بشأن عدة مسائل، ابتداءً من سياسة الجيش الإسرائيلي في غزة وصولاً إلى الاستيطان، بعيدة بأبعاد كثيرة، بعد الشرق عن الغرب بصدد الموقف المقبول عالمياً..".
المطلوب فلسطينياً التوافق على استراتيجية متكاملة تكون المقاومة الشعبية المدنية، والمقاومة الميدانية جزءاً من نضال متصل، قوة وازنة تفرض نفسها على المجتمع الدولي والرأي العالم العالمي، تتوجه للقوى الحيّة فيه، لمزيد من المقاطعات الدولية، وصولاً إلى عزل "إسرائيل" بوصفها دولة مارقة تصطدم وينصدم العالم بممارساتها ودوافعها الإيديولوجية العنصرية..• الفلسطينيون في الـ 48 يتحدون "إسرائيل" بالواحدة والقائمة الموحدة
منذ نشوء الكيان الصهيوني عام 1948 تكثفت البرامج والتوجهات العنصرية، نحو اخماد الهوية الوطنية الفلسطينية في نفوس من تبق منهم على أرض وطنه، بدءاً من سن "التشريعات" وتكثيف الجهود لتقسيمهم (دروز، بدو، مسيحيين، إسلام..)، مترافقاً مع حملات طردهم من أراضي أجدادهم، والتضييق ما أمكن على توسعهم العددي وتعليمهم، بسن "القوانين التشريعية"، والتأثير على تنوعهم الثقافي وصولاً للنيل من هويتهم وتمزيقها...وتسعر الأمر مع اليمين العنصري المتطرف بسن القوانين المقيّدة للفلسطينيين في مناطق 48، مشعلاً حمى سعار التطرف والإرهاب حول وجودهم على أرضهم من إرهاب إلى القمع والاعتقالات، حتى ظهرت العنصرية الإسرائيلية بأشد أشكالها فظاظة لجهة قمع أي تضامن لهم عبر مظاهرة للعدوان الدموي على إخوانهم بغزة بإطلاق الرصاص الحي، أو عبر منظمات إرهابية مثل "يوجد ثمن" أو "جباية ثمن"، والحديث يطول.... رغم هذا كله، توصلت القوى السياسية والأحزاب والقوى الاجتماعية في مناطق الـ 48، على خوض انتخابات البرلمان (الكنيست)، لأول مرة، بعد أن رفعت "إسرائيل" نسبة الحسم إلى 3.25% بهدف إخراجهم من البرلمان إلى اتفاق على خوض الانتخابات بكتلة واحدة لأول مرة منذ نشوء "إسرائيل" ورداً على تحدي النزعة العنصرية، يندفع الوسط الفلسطيني في رده: أنهم أصحاب الأرض الحقيقيون عبر الوحدة، بعد أن تداعت القوى السياسية والفكرية الفلسطينية نحو أول عمل وحدوي هام ومصيري، وجرى إعلانه أول قائمة تضم التيارات الفكرية القومية والوطنية والإسلامية لخوض الانتخابات، ونجدر الإشارة إلى أنهم يشكلون نحو 20% من السكان ونحو 15% من الناخبين بما يرشحهم للحصول على 18 مقعداً، ليكونوا القوة الثالثة بحسب الحسابات والتوقعات.
يشاهد عالم اليوم "إسرائيل" الغطرسة في حالة هستيريا عنصرية، وهي المتخمة بالسلاح المتطور إلى أعلى شدقيّها، تُواجهُ في العقد الأخير خللاً بنيوياً كما لم تواجه من قبل، خللاً مستعصياً أنجبه فائض الغطرسة والعنصرية الايديولوجية العنصرية، وفائض دماء الأبرياء ومذابح الأطفال.. فائض الغطرسة ومحاولات تكريسها "دولة يهودية" والاعتراف بها بهذا الوصف، "دولة للشعب اليهودي".. وفقدانها رغم "فائض قوتها" القدرة على تحقيق نصر سريع وحاسم مثلما حققته في عام 1967، سريع وحاسم لا لبس فيه، بالاعتماد على جيشها عماد قوتها، وحامي الاستيطان والعدوان الاستعماري، وفي عموم حروبها منذ عام 2000 وتحرير لبنان، وحرب السور الواقي عام 2002 وحرب 2006 على لبنان والحروب الثلاثة على قطاع غزة، هي بالنتيجة حروب فاشلة لم تحقق أهدافها، بعد أن تغيرت أيضاً قواعد اللعبة في الميدان العسكري.. كما تواجه كما لم تواجه من قبل عداءً شعبياً عالمياً متنامياً، بعد أن استيقظت الشعوب، وخاصةً الغربية على جرائم حرب موصوفة ومتصلة، على هول بشاعتها وعنصريتها وفاشيتها، وقد صنفت باستفتاءات واستطلاعات لدى هذه الشعوب الغربية سابقاً، بأنها "أخطر دولة على أمن العالم واستقراره" بحسب الاستطلاعات.إن ثمة انقلاب بالوعي، نحو وعي الواقع والحقيقة، وهو يتحول إلى ممارسات ضاغطة على البرلمانات الغربية للمقاطعة، أي يتحول إلى ممارسات عملية سياسية تعكسها حملات المقاطعة السياسية والاقتصادية والأكاديمية للاحتلال ومستوطناته.. لتكون احتفالات الانطلاقة أعياداً للفرح الشعبي الغامر، يشترك بها كل قوى اليسار الديمقراطي والليبرالي الإنساني.. كل الأحرار الذين ينتصرون لفلسطين وقضية فلسطين.. ومعهم كل القوى الشعبية حيث الانتصار والانعتاق ونيل حربة فلسطين
تحية وتهاني وآمال بكم ومعكم وإلى الإمام
ادارة الموقع