:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/48246

لا مكان لـ«الغلابة» على «كورنيش» غزة!

2020-06-14

غزة -
■أثار قرار بلدية غزة استبدال البسطات المنتشرة على رصيف «كورنيش» شاطئ بحر مدينة غزة، بأكشاكٍ مستأجرة، حالة من السخط والغضب في صفوف الباعة.

وانقسم الشارع الغزي بين مؤيد ومعارض لخطوة البلدية تأجير أكشاك رسمية للمواطنين بمبلغ مالي يتراوح ما بين 1500-2500 دولار أميركي بالسنة الواحدة، فيما رأى البعض أن تلك الخطوة جيدة ومرحب بها أمام الفوضى القائمة على شاطئ البحر الذي يمثل الشكل الحضاري لواجهة غزة أمام العالم.
فيما رأى المواطن أسامة زقوت أن «جمال غزة يكون بإصلاح شوارعها وتنظيفها من الأتربة وطلاء الأرصفة وهذه أولى من تجميل الواجهة البحرية على حساب قوت العباد».
وأضاف المواطن عبود صلاح «على أساس أن العمل على الكورنيش يُحصّل 5000 دولار بالسنة الواحدة، طول السنة لن نُحصّل 1000 دولا من الصبح لليل».
فيما أوضحت الصحفية دعاء عفانة على صفحتها على الفيسبوك أن «2100 دولار ايجار «الكُشك» على شاطئ بحر غزة، أين يعيش صاحب القرار؟». واستغرب الصحفي أحمد غانم من خطوة البلدية قائلاً، «البلديات تصدّر أزماتها على البسطاء والغلابة، نحن لسنا ضد النظام ولكن المبلغ كبير ويهدف لتجويع الناس». فيما عقبت الصحفية شيرين خليفة بالقول: «البلدية اللي بدها بيزنس وتجمع فلوس من جيوب الغلابة، بلدية فاشلة».
مصادرة البسطات
وقال صاحب أحد البسطات في حديث خاص لـ«الحرية»، «من غير الممكن توفير مبلغ 2500 دولار مقابل ايجار سنوي لـ«كُشك» صغير مقابل بيع ذرة ومشروبات». نافياً وجود اتفاق مع البلدية على هذا المبلغ، وأوضح أن بلدية غزة قامت بطرد العمال ومصادرة بسطاتهم عن شاطئ البحر. فيما اشتكى صاحب أحد الاستراحات على شاطئ بحر غزة عبر «الحرية» من ارتفاع بدل إيجار القطعة المخصصة (4 دونمات) لاستراحته والتي تصل لأكثر من 12 ألف دولار سنوياً.
بدورها، أوضحت بلدية غزة أنه سيتم تقسيم شاطئ البحر إلى عدة مناطق، تبدأ من منطقة الشاليهات حتى شارع 8 وستضم أكشاك بدون كراسي، أما بعد شارع 8 سيكون هناك جزء بسيط من الأكشاك بدون كراسي، وفي منطقة شارع 10 ستضم أكشاك مع كراسي.
وقال حسين عودة مسؤول العلاقات العامة والإعلام في البلدية، «أعلنا منذ عدة أشهر عن تطوير الواجهة البحرية لمدينة غزة، منها ترتيب الاستراحات، وتنظيم البسطات العشوائية على كورنيش وشاطئ بحر غزة، رغم أن البلدية لم تكن في السابق تأخذ أي مبلغ من أصحاب البسطات الذين يعانون من نقل بسطاتهم بشكل يومي إلى مكان الكورنيش بما يزيد عن 5 دولارات».
وأضاف عودة في تصريح خاص لـ«الحرية» أن «البلدية عقدت عدة لقاءات مع أصحاب البسطات واتفقت معهم على وضع عدة أكشاك من الباطون على كورنيش غزة البحري مقابل مبلغ مالي يتراوح ما بين 1500- 2500 دولار سنوياً».
تجميل واجهة غزة
«وأبدى أصحاب البسطات ارتياحهم من خطوة البلدية، وتقدم أكثر من صاحب بسطة طلباً لاستئجار أكثر من «كُشك»، وجزء كبير منهم دفع جزء من بدل الإيجار» على حد قول عودة. ونوه إلى أن البلديات لا تحقق عائداً من وراء وضع الأكشاك رغم أن تكلفته الفعلية تزيد عن 5 آلاف دولار، ولكن الهدف من ذلك هو تجميل واجهة غزة البحرية.
وبين عودة أن البلدية وضعت آلية لدفع المبلغ المقرر لأصحاب الأكشاك على دفعات، فيما أن مطلب أصحاب الأكشاك هو زيادة المدة الزمنية بين كل دفعة مالية. مشيراً إلى أن الرؤية الجديدة للبلدية تنشيط كورنيش غزة طوال العام رغم زيادة نشاطها في فصل الصيف عن غيره من الفصول.
رفض القرار
من جهته، طالب الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، بلدية غزة بتخفيض قيمة استئجار الأكشاك السنوية بما يتناسب مع الظروف الحالية الصعبة. لافتاً إلى أن وجود الأكشاك مظهر حضاري، لكن دون أن يكون على حساب العمال ورزقهم.
وأوضح الاتحاد في بيان صحفي، أن توقيت القرار غير مناسب، في ظل الأوضاع الغير مستقرة، واحتمالية اغلاق البحر في أي وقت في حال ظهور إصابات «كورونا» داخل غزة، وهذا ما سيتحمله أصحاب الأكشاك – إذا طبقت البلدية قرارها – كما أن هذه المشاريع بسيطة متعلقة بالمشروبات الساخنة التي بالكاد تلبي الاحتياجات الأساسية لأصحابها.
وعقب الخبير في شئون البلديات د. ناصر الصوير على قرار بلدية غزة، بالقول، إن «قرار إقامة 102 كُشك مقابل 2500 دولار سنوياً عن إيجار كُشك واحد، ما سيفتح العمل لصاحب 102 كُشك ويدفع بأرزاق 3000 بائع وأسرهم نحو المجهول». مستغرباً من توقيت تنفيذه الخاطئ في ظل «كورونا» وغياب البدائل الملائمة لأصحاب البسطات.
ووجه الصوير سؤاله للبلدية، «هل كورنيش غزة الذي لا يزيد طوله عن 2 كيلو متر يتحمل عدد 102 كُشك وثمانية استراحات على الشاطئ بمعدل كُشك كل 20 متراً طولياً واستراحة كل 200 متر طولي ما سيحوّل الكورنيش من وجهه الحضاري إلى علبة سردين من الاكشاك والاستراحات»■