يوم الارض الفلسطيني، عرس وطني في هيلسنغ بورغ
2015-03-30
مساء يوم السبت في 28/3/2015 و في مدينة هيلسنغ بورغ التي ترصع الساحل الجنوبي الغربي لبحر البلطيق كلؤلؤة بموقعها الاخاذ على شاطئ المضيق الذي يفصلها عن الدنمارك و في مدرسة "نيكولال اولا" التي زينت مداخلها بالاعلام الفلسطينية الخفاقة، لتكون باستقبال فرحة الناس بهذا اليوم الذي يشهد على استعدادهم الى التضحية باعز ما يملكون من اجل ان تبقى الارض: "بتتكلم عربي"، رغم كل محاولات الاحتلال الاسرائيلي على تهويد الارض و البشر و الشجر و الحجر، و باصرار ابناء الشعب الفلسطيني اينما كانوا في الوطن المحتل و في بلدان الهجرة و الشتات على تمسكهم بحقهم بالعودة الى ديارهم و تقرير مصيرهم بانفسهم على ثرى الوطن، حرا سيدا و مستقلا.
الى المهرجان توافد الناس زرافات و وحدانا حيث انتشرت في البهو المفضي الى الصالة الرئيسية الطاولات التي تعرض كتبا عن القضية الفلسطينية بلغات متعددة و اخرى تعرض الاشغال اليدوية التراثية الفلسطينية و التي يخصص ريعها للمساعدات الطبية لاهلنا في غزة و كذلك طاولات لمنشورات الاحزاب و القوى السويدية المناصرة للقضية الفلسطينية بالاضافة الى تقديم طعام شعبي فلسطيني. هذا و قد ازدحم الرواق المخصص لمعرض الرسم بالزوار الذي اثار اهتماما و استحسانا لبعض لوحات المبدع الفلسطيني "مامون الشايب" الذي ابى الا ان يكون له بصمة في فرحة شعبنا بهذا اليوم ، رغم الغربة المؤلمة التي نعيش.
افتتح المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء على انغام النشيد الوطني الفلسطيني الذي عزفته و انشدته فرقة وطن بقيادة الفنان الفلسطيني "نضال فارس"، ثم القت الاخت "اماني غريب" التي قدمت من اوسلو كلمة "الشبكة الفلسطينية في السويد" - تلك الشبكة التي جرى الوفاق عليها في لقاء ممثلين عن الجمعيات و المراكز الثقافية الفلسطينية من مختلف المدن السويدية استجابة للضرورة الموضوعية لتنسيق جهود الجالية الفلسطينية في السويد و لا سيما بعد اتساعها بسبب هجرة اعداد وافرة من الفلسطينيين من سوريا، و ترجمة لذلك الوفاق قامت جمعية البيت الفلسطيني في هيلسنغ بورغ و الجمعية الفلسطينية في مالمو و المجموعة 194 في السويد بالدعوة الى هذا المهرجان باسم شبكة التنسيق الفلسطينية في السويد - حيث ركزت على حيثيات احداث يوم الارض و الاسباب التي ادت الى مواجهة اهلنا الجماعية لسياسة مصادرة الاراضي و الاستيطان و التهويد الصهيونية و كيف غدا عيدا وطنيا يحتفل به ابناء شعبنا اينما حلوا او ارتحلوا في كل انحاء العالم. و بعد هذه الكلمة جرى عرض فيلم قصير عن الوحشية الاسرائيلية تجاه معاملة و اعتقال اطفال فلسطين بما يتناقض مع ابسط حقوق الانسان الدولية.
قوطع المهرجان بمكالمة هاتفية من الارض المحتلة خاطب فيها السيد "حسام الشيخ" - من بلدة بيت عنان القريبة من القدس- المحتفلين الذين تحولوا الى اذان صاغية لروايته عن المعاملة المتوحشة التي يتعرض لها الاطفال الفلسطينيين من الملاحقة و الاعتقال و التعذيب دون مراعاة سنهم او حالتهم الصحية و النفسية و ذكر حالة ابنه الاسير الطفل "خالد الشيخ" ابن الخامسة عشرة سنة و الذي يعاني من مرض يحتاج الى عناية صحية دائمة، داعيا الى حملة دولية تضغط على اسرائيل للافراج عن الاطفال الفلسطينيين ليعودوا الى رعاية اولياء امورهم و الى مقاعدهم الدراسية. و قد قوبل بالتصفيق الحار و الدموع و وعد بالمساهمة بالحملة.
ثم تناوب على القاء الكلمات ممثلوا الاحزاب و القوى السويدية فاكدت السيدة "انغرد" رئيسة حزب اليسار السويدي في هيلسنغ بورغ على استمرار دعم حزبها لقضية الشعب الفلسطيني و حقهم في العودة الى ديارهم و ادانة العدوان الاسرائيلي المستمر، داعية الحكومة و الشعب السويدي الى مقاطعة العلاقات التجارية مع اسرائيل. ثم تلتها السيدة "تونكا" رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المدينة حيث استهلت كلمتها بنقل تحية رئيس حزبهم، رئيس الوزراء في السويد الى المحتفلين و اكدت اعتزاز السويد بالاعتراف بدولة فلسطين. ثم القى العلامة الازهري "اشرف غالي" كلمته التي شدد فيها على الحقوق الشرعية و الثابتة للشعب الفلسطيني و التي حسب ما ورد في خطابه بانه غير مختلف على اولويتها نسبة الى القضايا العربية و الاسلامية، و اخر الخطباء كانت الناشطة التقدمية السويدية "هيلين ام امينة" و التي تعتبر ورشة عمل تضامني مع القضية الفلسطينية بذاتها، مستعرضة الجرائم الاسرائيلية التي ارتكبت بحق الفلسطينيين و لا سيما في حربها الاخيرة على غزة مشددة على ضرورة عزلها من قبل المجتمع الدولي و مقاطعة البضائع الاسرائيلية و استرجاع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ، و الختام كان مسكا مع الشاعر العراقي الكبير" فائق الربيعي" حيث قرا قصيدة من وحي المناسبة و قصيدة الشهيد
هذا و قد تناوبت فرقتي الدبكة الشعبية " فرقة المجموعة 194"من مالمو و فرقة الدبكة المرافقة لفرقة وطن وعلى انغامها وصوت الفنان "نضال فارس" حيث الهب حماس الجماهير عبر الميجانا و ام الزلف و دلعونا و الدحية مما دفع الجماهير لمشاركتهم المسرح يدبكون و يلوحون بالاعلام الفلسطينية في مشهد مهيب.