خطورة اعتماد جامعات بلغاريا تعريف معاداة السامية الذي أقره التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست
في 26 ايار 2016 ، قررت الجلسة العامة للتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) اعتماد التعريف العملي التالي غير الملزم قانونًا لمعاداة السامية: "معاداة السامية هي تصور معين لليهود ، قد يكون يعبر عن كراهية اليهود او ممتلكاتهم او المرافق الدينية او المؤسسات الاجتماعية اليهودية."
ومن الامثلة التي تم وضعها من قبل التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) كنموذج عن معاداة السامية، الدعوة الى قتل او ايذاء اليهود من وجهة نظر ايديولوجية او راديكالية او وجهة نظر متطرفة دينيا، وكذلك اطلاق الكذب او الشائعات على اليهود بما في ذلك الادعاءات حول قوتهم كجماعة، او سيطرتهم على وسائل الاعلام او الاقتصاد او الحكومات او المؤسسات الاجتماعية، وتعتبر ايضا من معاداة السامية اتهام اليهود كشعب بالمسؤولية الحقيقية اذا تم ارتكاب مخالفات من شخص او جماعة يهودية او حتى من الافعال التي يرتكبها غير اليهود، ويندرج أيضا تحت تعريف معاداة السامية انكار حقيقة الهولوكوست او غرف الغاز او تعمد الابادة الجماعية على يد المانيا النازية او اتهام اليهود كشعب او اسرائيل كدولة باختراع او تضخيم الهولوكوست واتهام المواطنين اليهود انهم اكثر ولاء لاسرائيل او للمزاعم اليهودية حول العالم اكثر من مصالح دولهم. ويعتبر هذا التعريف ان حرمان الشعب اليهودي من حقه بتقرير المصير عن طريق الادعاء ان وجود اسرائيل هو لأمر عنصري واستخدام رموز او صور تدل على معاداة السامية كرسم صور ان اليهود قتلوا المسيح او حتى اجراء مقارنة بين السياسة الاسرائيلية والسياسة النازية وتحميل اليهود المسؤولية الجماعية عن افعال دولة اسرائيل. كلها معاداة للسامية.
وفي خطوة لافتة وغير مسبوقة، عقدت وزارة الخارجية البلغارية اجتماعا مع رؤساء تسع جامعات كبيرة في بلغاريا في شهر شباط 2021، وذلك بهدف اعتماد تعريف معاداة السامية المعتمد من قبل التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، حيث تسعى الدول الأطراف في التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست الى إعتماد هذا التعريف لتبنيه من قبل المنظمات الاوروبية والبرلمان الاوروبي بالاضافة للمؤسسات والجمعيات الثقافية ومؤسسات التعليم العالي.
يعد هذا التعريف الأكثر سلبية على الجامعات البلغارية بشكل خاص ودولة بلغاريا بشكل عام، بحيث اذا تم اعتماده، يقيد من حرية الرأي والتعبير الذي يكفلها القانون البلغاري.
ولن تسلم اي دولة واي منظمة دولية حكومية وغير حكومية من اتهامها بمعاداة السامية، وحتى اليهود المعادين لسياسات اسرائيل لن يسلموا من قانون معاداة السامية ان جرى تعريفه حسب التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA)، وهو ما يشكل خطرا على مجريات كل المواثيق الدولية التي تتعلق بحقوق الانسان، وكذلك القوانين المحلية والوطنية لبعض البلدان. ما سيؤدي الى ازمة حقيقية وزيادة الجرائم بين الافراد، وبالتالي لا يحق الى اي فرد الادعاء امام المحاكم على اي يهودي او اسرائيلي في المستقبل، خوفا من اتهامه بمعاداة السامية.
وتصبح اسرائيل في المستقبل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يحق لاي دولة انتقادها، وبالتالي تستطيع ارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية ولا يمكن محاسبتها، وتصبح دولة متفلتة من اي عقاب اتخذ بحقها بموجب القانون الدولي.
ان سعي اسرائيل لتكريس هذا التعريف، لاعتماده من قبل الحكومات والجامعات والمراكز الثقافية، يهدف جوهره الى استهداف حركة مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها ((BDS وجميع الناشطين والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية ، ومحاولة لإسكات هذه الاصوات التي تنتقد ممارسات اسرائيل العدوانية واستمرارها في خرق القوانين الدولية، من خلال الاستمرار في بناء الكتل الاستيطانية وعمليات التهويد في مدينة القدس المحتلة، والاعدامات الميدانية، والاعتقالات العشوائية، وتدمير المحاصيل الزراعية، وسرقة الموارد الطبيعية من خلال مصادرة الاراضي وتقييد حرية التنقل من خلال آلاف نقاط التفتيش العسكرية، ورفض اسرائيل للانصياع للقانون الدولي الذي منح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره على ارضه وفي دولته المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وفق القرارات الدولية.
يمكن اعتبار ان مرحلة العيش في الماضي انتهى بعد استحداث القوانين الدولية التي ترعى حقوق كل البشرية على اختلاف دياناتهم وعرقهم وثقافتهم، وبالتالي فإن اي تخصيص حقوق لدين على حساب دين آخر فهو بحد ذاته قانونا تمييزيا، يميز بين الاديان، ما يفرغ الاعلان العالمي لحقوق الانسان عن مضمونه.
ندعو الحكومات والبرلمانات، والجامعات والمراكز الثقافية والاكاديمية الحكومية وغير الحكومية الى رفض اعتماد تعريف معاداة السامية حسب التعريف المقدم من التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست الذي يتناقض بجوهره مع القانون الدولي لحقوق الانسان الذي يؤكد على المساواة بين البشر، دون اي تمييز على الاساس الديني او القومي او الاثني.
دائرة المقاطعة
في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين