المغرب العربي وعاصفة الحزم: انخراط المغرب عسكريا وسعي جزائري للوساطة
2015-04-18
تتباين مواقف دول المغرب العربي اتجاه عاصفة الحزم ضد قوات الحوثيين والرئيس المخلوع عبد الله صالح، وتشارك المملكة المغربية الى جانب دول الخليج في الحملة، وترفض الجزائر الحملة العسكرية وتسعى الى دور الوساطة من أجل الحل السياسي.
ويشارك المغرب عسكريا في عاصفة الحزم بست طائرات من نوع ف 16 كانت سابقا في مهمة قصف تنظيم “الدولة الاسلامية”. وبررت السلطات المغربية مشاركتها من باب التضامن مع أنظمة ملكية والدفاع عن الشرعية في اليمن ضد الحوثيين.
ونشرت الصحف المغربية مثل “هسبريس″ تصريحات لخبراء يصفون الموقف المغربي بالطبيعي لأن الملك محمد السادس ينخرط في السياسة الخارجية الخليجية منذ سنوات وخاصة مع الإمارات العربية. ويلتقي في موقفه مع مواقف العواصم الغربية باريس ولندن وواشنطن من النزاع اليمني.
وأعلنت موريتانيا تأييدها لعاصفة الحزم ولكن بدون مشاركة عسكرية، وهو موقف فاجأ بعض المراقبين، فقد حاولت نواكشوط تبني الاعتدال في سياستها الخارجية منذ سنتين عندما ترأست الاتحاد الإفريقي، كما تجمعها علاقات متينة بإيران.
وتنآى تونس بنفسها عن الصراع اليمني، فوضعها السياسي والأمني يجعلها منكبة على أوضاعها الداخلية حتى لا تتحول الى دولة فاشلة، واكتفى وزير خارجيتها التوهامي العبدولي بالقول باحترامه لعاصفة الحزم دون إبداء تأييد واضح، وقال الرئيس السبسي بتفهم عاصفة الحزم.
وفي الجانب الآخر، تقف الجزائر التي سارت على نهجها التقليدي برفض الحل العسكري وتفضيل الحل السياسي في النزاعات العربية. وتحاول الحكومة الجزائرية لعب دور الوسيط بين إيران والعربية السعودية، وتجد ترحيبا في طهران وتتعامل الرياض معها باحتشام وبرودة.
وفي غياب سلطة مركزية في ليبيا، تختلف مواقف الأطراف من عاصفة الحزم بين تأييد ورفض وتحفظ.
وعلاقة بالرأي العام المغاربي، تعرب الحركات السنية مثل النهضة في تونس وحركة الاصلاح والتوحيد في المغرب عن مواقف تمزج بين التأييد والتفهم لعاصفة الحزم، وتعلن الحركات السلفية عن تأييد مطلق لعاصفة الحزم، وترى في النزاع حربا دينية لوقف التغلغل الشيعي.
وانفردت الحركات اليسارية والليبرالية في معظم دول المغربي العربي بموقف الرافض والمندد، فحركة 20 فبراير ستنظم تظاهرات غدا الأحد أمام البرلمان وباقي مدن المغرب ضد ما وصفته بـ “العدوان السعودي الإمبريالي” ضد اليمن. وفي تونس، أسست فعاليات نقابية وسياسية ائتلافا للدفاع عن الشعب اليمني والتنديد بعاصفة الحزم. ويتصدر كتاب الرأي في الجزائر إعلاميا الرفض لعاصفة الحزم.
وتزخر شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب العربي بتعاليق من نوع: لماذا لا يتدخل العرب عسكريا لإنقاذ فلسطين؟
ولا تعرف منطقة المغرب الطائفية الدينية، وهذا يجعل معظم الرأي العام المغاربي يرى عاصفة الحزم بمعايير مختلفة عن المشارقة ومنها منطلقات السلام ومنطلقات حقوق الإنسان، واعتادت الحركات اليسارية والنقابية انتقاد أنظمة الخليج بسبب معاملتها السيئة للمهاجرين المغاربيين في الخليج العربي.