الأعمال الإرهابية الإجرامية تخدم فقط كيان العدو الصهيوني إعلاميا ودوليا
2015-04-19
الأعمال الإرهابية الاجرامية تخدم فقط كيان العدو الصهيوني إعلاميا ودوليا لإبراز بأن العرب الفلسطينيين المسيحيين بإسرائيل "الوحيدون الذين يعيشون بأمان في الشرق الأوسط"
سهيل نقولا ترزي
يحاول كيان العدو الصهيوني منذ عام 1956 فرض التجنيد الإلزامي على الشباب العربي المسيحي وكل هذه المحاولات والمؤامرات فشلت ومازالت تفشل على صلابة صخرة موقف المجتمع المسيحي الوطني، والآن تقوم بحملات تآمرية مشبوه بالاشتراك مع المشبوه الذي يدعى جبرائيل نداف ومن يلتف حوله بحجج ربط محاولة التجنيد ببث الخوف مما ترتكبه الجماعات الإرهابية في حق إخوتهم العرب المسيحيين في البلاد العربية، وانتهاز العدو الصهيونية الفرصة لتجميل صورتها» أمام الرأي العام العالمي.
ويذكر أن كيان العدو الصهيوني يفرض التجنيد الإلزامي على الدروز والشركس منذ العام 1956، ويذكر أيضا أن هناك 12 ألف عربي مسلم متطوعون في جيش العدو الصهيوني وفقا لمركز "يافة" للدراسات الإستراتيجية.
ويحاول كيان العدو الصهيوني في الآونة الأخيرة من خلال الترهيب والتهديد والترويع لضم المسيحيين للخدمة العسكرية بشكل اختياري من خلال إخراس وملاحقة ومعاقبة وسجن كل صوت وطني في المجتمع الفلسطيني العربي يعارض كيان العدو الصهيوني.
وهذه المعارك المعارضة لحملة تجنيد الشبان المسيحيين لجيش العدو تدور منذ عدة شهور في صفوف المواطنين العرب الفلسطينيين في كيان العدو (فلسطينيي 48)، على خلفية هذا الإعلان.
ومع الأسف استطاع كيان العدو الصهيوني الاستفادة من خلال تهويلها إعلاميا لمن يتابع هذه الحملة في وسائل الإعلام الصهيوني، وبعض ردود الفعل العربية المشبوهة عليها، يحسب أن هناك تدفقا جماعيا للشباب العربي الفلسطيني المسيحي على هذه الخدمة العسكرية، خصوصا أن الجيش أنتج عدة فيديوهات دعائية تأثر نفسيا وتظهر وتبين كأنه يوجد تدفق لبعض الشبان والصبايا الذين تطوعوا في جيش العدو.
وتتفاقم هذه الحملة هذه الأيام لأن حكومة كيان العدو اتخذت قرارا لملاحقة الشبان العرب الفلسطينيين المسيحيين الوطنيين الذين يتصدون لحملات العدو وبدأت حملة تهديد بوليسية من الشرطة الإسرائيلية ضد رافضي التجنيد، وقاموا الشباب العربي المسيحي الوطني بحملات مضادة لعمليات التجنيد تظهر ما قامت به قوات جيش العدو وما زالت تقوم بقتل وتهجير السكان من المدن والقرى الفلسطينية وتعذيب الأبرياء العزل وهدم البيوت فوق رؤوس سكانها وترويع الأطفال والنساء والمجازر التي ارتكبت ومازالت ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني إن كان مسيحي أو مسلم..
بدأت هذه الحملة التجنيد مع تأسيس ما يسمى "منتدى تجنيد المسيحيين للخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي"، وذلك في شهر آب 2012. ففي تلك الفترة تزايدت الأعمال الإرهابية ضد العرب المسيحيين في مصر وسورية والعراق وتم الاعتداء على الكنائس وتفجيرها وتصاعد الحديث عن اضطهاد المسيحيين في العالم العربي، وكما يبدو فإن أوساطا إسرائيلية رأتها فرصة للاستفادة منها عالميا لإبراز المسيحيين في إسرائيل على أنهم "الوحيدون الذين يعيشون في أمان في الشرق الأوسط"، لا بل تحاول الدعاية الصهيوني إظهار كأنهم يطالبون بتجنيد أبنائهم في جيش العدو كتعبير عن شدة الانتماء للكيان الصهيوني.
وبعد شهرين، وتحديدا في 16 تشرين الأول 2012، عقد منتدى تجنيد المسيحيين اجتماعا سريا في مدينة نتسيرت عيليت، تحت رعاية رئيس بلديتها، شمعون جابسو، وهو من حزب الليكود، ويمثل حاليا أمام القضاء في قضية فساد ورشوة. وحضره حوالي 90 شخصا، أبرزهم كاهن في الكنيسة الأرثوذكسية يدعى جبرائيل نداف المطرود حاليا من الكنيسة. وقد كشف أحد الشبان المسيحيين الوطنيين من الناصرة، يدعى ورد قبطي، أمره وعلى اثر ذلك استدعت الشرطة ورد قبطي وكل من يشتبه بأنهم يمارسون ضغطا أو تهديدا لنداف أو لبقية أعضاء المنتدى.
. ومن هنا بدأت تتدحرج القضية. وأغلبية العرب الفلسطينيين المسيحيين وطنيون ويقف معهم سائر الأحزاب القومية التي تهاجم الفكرة وأصحابها، ولكن حكومة كيان العدو الصهيوني ورجالاتها يدافعون عن هؤلاء الخونة ويشيدون بهم ويقدمون لهم الجوائز بل ويقوم رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو باستقبال في مكتبه الخائن الذي يدعى نداف المطرود من الكنيسة الأرثوذكسية.
هنالك إجماع وطني ضد الخدمة في الجيش وأن الحكومة (الإسرائيلية) قد تخطت الخط الأحمر. وبالرغم من إدعاء الجيش الإسرائيلي أن الخدمة في الجيش ستكون طواعية بالنسبة للشباب المسيحيين إلا أن نداف يعتقد أن هذه هي مجرد الخطوة الأولى نحو فرض التجنيد الإلزامي على المواطنين العرب المسيحيين.
فما هو سر هذه الحملة؟ وهل هي حملة جادة تهدف إلى تجنيد مجموعات كبيرة من المسيحيين؟ أم إنها حملة إعلامية كغيرها من الحملات الإعلامية الفاشلة مثل سابقاتها ذات أهداف سياسية وإعلاميا ستنطوي بعد بضعة شهور؟
الخوف كبير لدى أصحاب التجارب المريرة مع السياسة العنصرية الصهيوني التي غذت الطائفية الدينية بأن تكون هذه مقدمة لانفجار جديد يتعلق بالعرب الفلسطينيين المسيحيين فقد سبق وأن وقعت صدامات طائفية مع مسيحيين، نفذها ضعفاء النفوس من مختلف الطوائف. هذه الصدامات كانت تنطوي على عدة شبهات خطيرة تدل على أن وراءها جهات عالية في سلطة كيان العدو الصهيوني. ولعل أخطرها ما جرى في الناصرة، إذ أنها جاءت في الفترة التي طرحت فيها قضية القدس في مفاوضات السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير. وبدأ أن الهدف الإسرائيلي هو أن يفهم العالم بأن المسيحيين لن يكونوا آمنين في القدس وبيت لحم في ظل حكم السلطة الوطنية الفلسطينية. وبما أننا نعيش دائما مرحلة مفاوضات فمن غير المستبعد أن يتم تكرار هذه التجربة في أي لحظة، علما بأن رئيس الحكومة آنذاك هو رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو. والناصرة تعيش فترة توتر حرجة بسبب الإشكاليات في انتخابات البلدية الأخيرة وهناك من يريد تحويلها من صراع انتخابي بين حزبين إلى صراع طائفي بين الإخوة الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين.
وأرسل الجيش الإسرائيلي بالبريد في الأسابيع القريبة ضمن الدفعة الأولى نحو 800 أمر تجنيد للشباب الذين بلغوا سن التجنيد في إسرائيل. وتشدد السلطات العسكرية الإسرائيلية انه على عكس التجنيد الإلزامي لدى اليهود، فإن هذه الأوامر ليست إلزامية ويحق للذين يتلقوها أن يختاروا بألا يتجندوا في الجيش. ومعطيات ينشرها الجيش الإسرائيلي أن حوالي 2000 شاب عربي مسيحي يبلغون جيل التجنيد كل سنة إلا أنه حاليا 50 شاب فقط يتجندون في الجيش.
فنحن ندعو دائما باستمرار الحملات وطنية ارشادية بتنسيق جميع الجهود والدعم الكامل من جميع الإخوة لقيام الشبان العرب الفلسطينيين المسيحيين في الداخل فلسطين المحتلة عام 48 بإحراق جميع دعوات التجنيد في جيش العدو الصهيوني التي أرسلت لهم.
ونحن العرب الفلسطينيين نرفض كل محاولات التفرقة والتمييز بين أبناء الشعب الواحد من الطوائف المختلفة، ونرفض كل محاولات فصل المسيحيين الفلسطينيين عن أبناء شعبهم الفلسطيني وامتدادهم العربي الاسلامي، وأن هذه المحاولات البائسة التي فشلت في السابق ستفشل ولن تنجح فلدى ابناؤنا الوعي والانتماء الكافيين الذي يحميهم من هذه المحاولات".
وإذ نحذر من مخاطر الدعايات الكاذبة التي تقوم بها المؤسسة الحاكمة الصهيونية ببثها وبشكل مكثف في الفترة الأخيرة عبر مواقع رسمية وغير رسمية تجندها وتسخرها كجزء من معركتها ضدنا في محاولة لتجنيد الشباب المسيحي للانضمام لصفوف جيش العدو.
ونأكد إن الانتماء العربي الفلسطيني المسيحي في هذه البلاد انتماء عريق وتاريخي والانتماء العربي الفلسطيني المسيحي هو انتماء له جذور في التاريخ.
"لن ننس إن إسرائيل التي تحاول إغراء شبابنا وشاباتنا بالانتماء إلى صفوف جيشها العدو لنا، هي ذاتها الدولة التي أحدثت نكبة شعبنا الفلسطيني وطردت أهله وشردتهم في شتى بقاع الأرض حوالي عشرة مليون عربي فلسطيني منهم 3 مليون عربي فلسطيني مسيحي، ولن ننسى إنها هي الدولة التي هدمت قرانا ومدننا المسلمة والمسيحية فيها، ولن ننسى إنها هي التي ترفض عودة أهلنا إلى ديارهم وهي التي شردت أهل اقراط وكفر برعم وترفض عودتهم وتصادر أرضهم وتمنعهم من ترميم كنائسهم والحفاظ عليها. وهي ذاتها الدولة التي صادرت أوقاف المسلمين وصادرت المساجد وهدمتها ودنستها حولتها لمقاهي كما في عين حوض ونوادي وحظائر بقر كما في البصة وغيرها من قرانا.وكما تدنس باقتحاماتها اليومية أقصانا وقيامتنا.
وهي التي تحاول إسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين، وهي التي ارتكبت المجازر تلو المجازر بحق أبناؤنا وإخوتنا قبل عام 48 وما زالت ترتكب المجازر بحق جميع شعبنا في الضفة وغزة والشتات والأراضي التي احتلت عام 1948.
لذا اطلب وبرجاء من أبناء وشعوب امتنا العربية والإسلامية دعم صمود وبقاء إخوتهم العرب المسيحيين في أراضيهم ووطنهم لأن وجودهم هو إفشال المخططات التآمرية الصهيو أمريكية لتقسيم الوطن العربي إلى دويلات وممالك ضعيفة متناحرة فيما بينها تستعطف وجودها من كيان العدو الصهيوني، وأيضا لإضعاف جيوش الدول العربية الوطنية بمعارك جانبية داخلية وتفكيكه لعدم قيامه مستقبلا بواجبه القومي لمحاربة كيان العدو الصهيوني وأيضا وجوده التنوع الديني والعرقي في امتنا العربية والإسلامية حجر عثرة أمام مخططات هذا الكيان الصهيوني بمطالبته بدولة يهودية القومية
نعم يدا بيد لتوجيه البوصلة باتجاهها الصحيح نحو طريق تحرير فلسطين كل فلسطين وعاصمتها القدس وتحرير كل مقدساتنا الإسلامية والمسيحية.