نتنياهو يفيق من «سكرة» الانتصار خاسراً كلّ أوراقه !
2015-05-08
بقلم: بن كسبيت
خطط افيغدور ليبرمان للانتقام بعناية ونفذ باتقان تام. ايفيت يُحسب مع مجموعة مقلصة من الاشخاص الذين يفهمون من تجربتهم الشخصية معنى حكومة نتنياهو التي يكون فيها نفتالي بينيت وزيراً رفيع المستوى واييلت شكيد وزيرة للعدل وعضوة في المجلس الوزاري المصغر. يعرف ليبرمان بالضبط القرارات، وما يمر به نتنياهو في الأيام الاخيرة، وما سيمر عليه في الأسابيع القادمة.
طوال ثلاثة ايام انشغل نتنياهو بجهود لإعداد مناورة خلاقة تبقي اييلت شكيد خارج الحكومة. اليوم يجد نفسه عالقا معها تماما وكذلك في المجلس الوزاري المصغر وفي الوزارة الحساسة جدا والاستراتيجية جدا لأنها الاكثر أهمية للابقاء على الحكم. الوزارة التي تحدد هوية المستشار القضائي للحكومة القادمة. حسب تقديري فان نتنياهو كان يفضل أن يتولى وظيفة وزير العدل رفيف دروكر بدلا من السيدة شكيد التي طردت بصورة مهينة من مكتبه على يدي زوجته قبل بضع سنوات. لكنها استفادت من هذه الواقعة. من الممكن الآن أن يبدأ بالشك بالمجلس الوزاري المصغر القادم الذي سيتم عقده، إذا عقد، مرات معدودة وقصيرة، كم يتشوق نتنياهو الآن ليئير لبيد.
تحتفل شكيد اليوم بعيد ميلادها وتستحق كلمة طيبة. من بين كل رجال اليمين هي فقط وافقت دون تردد على أن تتولى بنفسها الوزارة الخطيرة هذه. في الاسابيع الاخيرة هرب من هذا الملف كل من ذكر اسمه من المرشحين لتوليه. الاحصائيات لا تكذب، واعضاء الكنيست في "الليكود" وفي أحزاب اخرى يعرفون كيف يعدون، وهم نائمون، اسماء اولئك الذين اوشكوا على تولي هذه الوزارة. وحينها تم اعداد وزارة اخرى لهم واختفوا. شكيد رغم أنها حذرت ورغم انها تعرف الارث القتالي الخاص هذا دخلت الى هذا المكتب بسرور.
لا اعتقد أن الحديث يدور عن كارثة كبيرة. نعم هي يمينية متحمسة ايديولوجيا لكنها غير مجنونة وهي غير فاسدة ولديها عقل غير سيئ ومنطق سليم. منظومة القضاء تحتاج الى تجديد (كما تثبت قضية رونييل فيشر)، وعن محكمة العدل العليا سيدافع كحلون. دعونا نهدأ.
دخل بنيامين نتنياهو الى المفاوضات الائتلافية كمنتصر كبير، وخرج منها كخاسر صغير. ليس هناك خطأ لم يرتكب. ليس هناك مغامرة لم يتم تجريبها.
سكر نتنياهو بنشوة الانتصار في الانتخابات التي جاءت خلافا لكل التوقعات، ونسي أنه يوجد ايضا "يوم سيأتي بعدها".
لقد باع تقريبا كل ممتلكاته بثمن بخس، وسيمضي في طريقه في حكومة ممزقة، متشاجرة، ومنقسمة ترتكز على أغلبية ضئيلة، جدا وقدرتها على اجتياز الازمات وتمرير الاصلاحات تقارب الصفر.
لم نتكلم بعد عن الاحباط في "الليكود". في حزب السلطة كان هناك، أول من أمس، من اطلقوا النكات وشكروا الله على أن نتنياهو لا يدير المفاوضات مع الفلسطينيين. مع قدرة كهذه في المفاوضات قال القائلون، كل ما على الفلسطينيين عمله هو أن يطلبوا طاقم المفاوضات ذاته (يوآف هروفتش والمحامي ديفيد شومرون) وحينها سيحصلون على القدس. ما بقي لنتنياهو ليفعله هو أن يأمل أن يرضى هرتسوغ ويوافق على الدخول الى الحكومة بعد بضعة اسابيع أو اشهر، ومن اجل أن يحدث هذا عليه أن يعرض عليه مناوبة.
ولكن الى حين حدوث ذلك، كل ما تبقى هو استخدام وصف من مدرسة نتنياهو من اجل وصف الحكومة الرابعة: اذا كان يمشي مثل البطة ويطلق اصواتا مثل البطة فان هذا كما يبدو بطة.
عن "معاريف"