:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/54263

اليوم العالمي للاجئين (صامدون .. مقاومون.. عائدون) مأساة اللاجئين الفلسطينيين

2021-06-22

وتعد مأساة اللاجئين الفلسطينيين أقدم وأقسى المآسي في الوطن العربي، فهم الأكثر تعداداً وانتشاراً في معظم دول العالم منذ ثلاثة وسبعون عاماً، ورغم أن عدد اللاجئين الفلسطينيين بلغ 5236692 فلسطينياً في عام 2000م، أي ما يعادل 61.9 % من مجموع أبناء الشعب الفلسطيني فإن وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين "أونروا" لا تقدم خدماتها إلا لـ 3.267.160 لاجئاً فقط المسجلين لدى الوكالة، والذين يملكون من الأوراق الرسمية ما يثبت حقهم كلاجئين في سجلات اللاجئين، وتبدو هذه الفئة أفضل حظًا من 1.609.677 لاجئا فلسطينيًّا، لا يملكون من الأوراق الرسمية ما يثبت حقهم كلاجئين، بعد أكثر من ثلاثة وسبعون عاما على مأساة اللجوء والتشرد. ومن المعروف أن قرار الأمم المتحدة "194" نص على أن اللاجئين الفلسطينيين الذين يرغبون في العودة إلى منازلهم، والعيش بسلام مع جيرانهم يجب أن يسمح لهم بذلك في أقرب فرصة ممكنة، ويجب أن يدفع تعويض لأولئك الذين لا يختارون العودة.


والولايات المتحدة كانت تؤيد هذا القرار "194" حتى السبعينيات، ثم تبنت موقفًا معارضًا للقرار وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها، وهو ما يتناقض مع موقف الأمم المتحدة ويطابق الموقف الإسرائيلي، ومن المعروف أن ما جاء في الأفكار الأمريكية لحل قضية اللاجئين هو عودة جزء من اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضي 48 حالات إنسانية، وليس انطلاقاً من مبدأ الاعتراف بالقرار 194، مما يؤكد أن هذا الموقف يمثل تبنيًا كاملاً للموقف الإسرائيلي، ولن يخدم الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، بل يدفع إلى تعقيدها ويزيد من احتمالات الحرب بشكل دائم. وقد انطلقت حملة واسعة في أوساط اللاجئين الفلسطينيين للتوقيع على " وثيقة شرف عائلية " بالدم من ممثلي العائلات الفلسطينية التي طردت عام 1948م بالقوة كتأكيد منهم على التمسك بحق العودة، ورفض مشاريع التوطين، ورفض التفويض أيا كان بالتنازل عن مبدأ حق العودة نيابة عن اللاجئين.


وفي تقري المفوضية حول "حالة اللاجئين في العالم" أنه يوجد في الأردن وسوريا ولبنان وغزة والضفة الغربية ما يقرب من (3.6) ملايين لاجئ فلسطيني ترعاهم وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين" (الأونروا)، وأشار إلى أن المفوضية لعبت دورًا مهمًّا من أجل حماية شرائح كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في أوروبا وأمريكا وخارج سوريا، ولبنان وفلسطين المحتلة، والدفاع عن هويتهم، وأوضاعهم القانونية.


شهدت السنوات الأخيرة تفاقم مشكلة اللاجئين في العالم بحيث لم تعد ظاهرة مؤقتة من ظواهر ما بعد الحرب، ولكن تحولت إلى مشكلة مزمنة تشمل ملايين البشر الذين يفقدون المأوى والإعالة، ويحاصرهم الجوع والفقر بعد نزوحهم من بلادهم نتيجة الكوارث والحروب والمنازعات الداخلية، فأصبحوا مشردين في الأرض، ومنكوبين بالشتات وفقد المأوى ربما لأجيال قادمة.


وتنطلق المفوضية العامة للأمم المتحدة من تعريف رسمي للاجئ يقول: " إنه مَن يعيش مضطرا خارج حدود بلد يحمل جنسيته، ولا يستطيع العودة إليه، بسبب انتمائه العرقي أو الديني أو القومي، بينما يطلق وصف المشرّد على المضطر للعيش في غير مكان إقامته داخل وطنه الأم.


وتشمل السجلات الرسمية للمنظمة الدولية 21 مليون لاجئ ومشرد في أنحاء العالم، المجموعة الكبرى منهم من الأفغان، وعددهم وفق إحصائيات المفوضية 6.3 ملايين لاجئ، ثم الفلسطينيون وعددهم 5.3 ملايين لاجئ، ولكن الرقم الذي ترجحه المصادر الدولية نفسها يربو على 50 مليونًا، وربما كان أكبر من ذلك بكثير، إذ لا يوجد إحصاء شامل مثلاً للاجئين والمشرّدين في القوقاز والبلقان وأنجولا وإندونيسيا وغيرها.




وانطلاقاً من رقم (50 مليونًا) تتراوح نسبة اللاجئين والمشردين من المسلمين ما بين الثلثين والأربعة أخماس، ومعظمهم مشردون ما بين الأقطار الإسلامية نفسها وداخل الوطن الأم، كما هو الحال في البوسنة والهرسك والبلقان عمومًا، أو أفغانستان والدولتين المجاورتين لها، أولها اللاجئين الفلسطينيين، وينطبق هذا الوضع على الأفارقة المشرّدين من غير المسلمين أيضا.


وتقول إحصاءات المنظمة عن اللاجئين والمشردين الذين ترعاهم وفق سجلاتها – أي في حدود 21 مليون نسمة عام 2001م -: إن الثلثين من اللاجئين والثلث من المشرّدين داخل حدود أوطانهم الأصلية، وإن ربعهم معا هم لاجئون ومشرّدون في أوروبا الغربية والشرقية، أي أكثر من خمسة ملايين ونصف المليون بقليل (منهم حوالي مليونين ونصف من المسلمين البوشناق والألبان)، والربع الثاني، أو خمسة ملايين وثلاثمائة ألف تقريباً هم اللاجئون والمشردون في بلدان القارة الإفريقية. تزايد مستمر: وإذا نظرنا إلى أعداد اللاجئين في العالم في العقد الأخير نجد أن تعدادهم قد ارتفع من 17 مليون لاجئ عام 1991م إلى 27 مليون عام 1995م، ووصل عددهم إلى 32 مليون لاجئ عام 1997م، إضافة إلى وجود ما يناهز 30 مليون نازح أي في نطاق حدود أوطانهم.


وتستحوذ قارة أفريقيا على أكبر عدد من اللاجئين قياساً بعدد سكانها، حيث بلغ عدد الأفارقة اللاجئين 7.5 مليون لاجئ بالإضافة إلى ما يناهز 3.1 مليون نازح داخلي، ولعل ذلك ما دفع بالأمم المتحدة إلى تخصيص يوم 20 يونيو الماضي 2001م للاجئ الأفريقي، وهو الذي يجدد فيه المجتمع الدولي دعمه للاجئين الأفارقة، ومن المعروف أن أفريقيا تستهلك وحدها 40% من إجمالي نفقات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي تزيد عن مليار دولار سنوياً في السنوات الأخيرة. وبعد أفريقيا تأتي آسيا وتضم حوالي 8.4 مليون لاجئ إلى جانب 7.1 مليون نازح، ثم أوروبا وتضم 3.1 مليون لاجئ و6.1 مليون نازح داخلي.