حكيمي إلى باريس .. شبح روبرتو كارلوس يعود طائراً في إنتر!
وأخيراً قالها فابريزيو رومانو، الكلمات الثلاث الشهيرة التي عندما تُكتب معناها أن الصفقة قد حُسمت، Here we go، بعد أيام من التكهنات والمفاوضات أتى الحسم في صفقة أشرف حكيمي وباريس سان جيرمان.
سنة بظبط بعد انتقاله المفاجئ من ريال مدريد، يبدو النجم المغربي في طريقه لمغادرة إنتر نحو العاصمة الفرنسية باريس، في صفقة تقدر في حدود 70 مليون يورو.
رحيل حكيمي السريع بعد موسم وحيد كان فيه من أبرز نجوم النيراتزوري خلط المشاعر والأفكار، ما بين من يتحسر على ضياع أحد أفضل لاعبي العالم في مركزه، وآخرون يفكرون بعقلانية في وضعية النادي المادية.
روبرتو كارلوس جديد؟
رحيل حكيم بعد موسم وحيد في إنتر يعيد للأذهان تجربة روبرتو كارلوس مع النادي الإيطالي، والتي دامت فقط عاماً وحيداً لم يقدر فيه روي هودسون الجوهرة التي كانت بيده. طالع القصة كاملة من هنا.
قد تتشابه الظروف بين حكيمي وكارلوس من حيث المدة التي أمضياها في ميلانو، ولكن تختلف من حيث ما قدمه اللاعبان، الأول تألق وأتى نجماً وسيرحل نجماً أكبر، بينما البرازيلي وصل لاعباً مغموراً ولم تنفجر موهبته إلا بعد رحيله.
خسارة أكيدة ولكن معقولة؟
بالتأكيد رحيل لاعب بحجم حكيمي تعد خسارة فادحة لإنتر على الصعيد الرياضي، مهما كان اسم المُعوض فلن يكون بجودة ما يقدمه المغربي من حلول يمين الملعب بانطلاقاته ومساهماته الهجومية على وجه الخصوص.
لم تعد كرة القدم فقط لعبة التركيز فيها على الجانب الفني، الجانب الاقتصادي دخل على الخط وأصبح ربما هو الأهم، ومن هنا يمكن تفهم تفكير إنتر في التخلي عن حكيمي لحل أزمته المالية.
نعم، المغربي قيمة لا يمكن التقليل منها، ولكن أن تبيع ظهير أيمن مقابل 70 مليون يورو هذا مكسب كبير، خصوصاً أنك قمت بدفع 40 مليوناً لشرائه، مما يعني سد العجز المقدر بثمانين مليون في الميزانية فوراً، وتجنب بيع أحد النجوم في الهجوم، وبالأخص لاوتارو ولوكاكو.
وماذا عن المعوض؟ هل يعيد إنتر الكرّة؟
يملك إنتر تاريخاً مروعاً إذا كان يمكن وصفه كذلك مع مركز الظهير، وخصوصاً عند محاولته تعويض رحيل أحد نجومه في هذا المركز، ومحاولاته بعد مايكون وزانيتي (طالع هنا ) قد تبشر بمعاناة مقبلة بفترة ما بعد حكيمي.
يجب أن يعي جمهور إنتر أن أياً كان من سيحل محل حكيمي لن يكون بمثل جودته، ولا يتوقعون منه نفس الإعجازات التي قام بها النجم المغربي، لأن إذا أصبح هذا معيار تقييم خليفته، فسيكون الفشل عنوانه قبل أن يبدأ حتى.
طُرحت عدة أسماء بالفعل، وكلها كانت فريسة لهجوم جمهور النيراتزوري الغاضب بسبب رحيل نجمهم، ولكن بعض هؤلاء قد يكون مقنعاً في مركز الظهير الجناح ويستفيد من الحرية التي يمنحها الدور، ويأتي على رأس القائمة مانويل لاتزاري، لاعب لاتسيو السابق الذي أجاد مع مدرب الفريق الجديد سيموني إنزاجي بنفس المركز، وكذلك دافيدي زاباكوستا من تشيلسي لنفس الأسباب.
وداعاً حكيمي..
بنفس سرعة انطلاقته التي أتت بالسكوديتو بعد غياب لأبيانو جينتيلي، سيرحل المغربي "طائراً" عن إنتر تاركاً حسرات وخيبات أمل الجمهور الذي ظن أخيراً أنه وجد معوضاً لمايكون بعد عشر سنوات من البحث.
ولكن ضمن الآلاف الغاضبة هناك قلة قليلة غاضبة أيضاً، ولكن تعي صحة "التضحية" الواجبة التي قامت بها الإدارة، وبدأت تأقلم نفسها مع أيام قادمة قد تعيد ذكريات جوناثان وسكيلوتو.