عالم فلسطيني في المهجر
2015-05-13
بقلم/ عمر حسن حماد
عالم فلسطيني في المهجر يثبت أن القرآن نزل بلغة ءادم عليه السلام وأن اللغة العربية هي أم اللغات
بسم الله الرحمن الرحيم
( كهيعص )
قبل شهر تقريبا ، تعرفتُ من خلال النت عن طريق الصُدفه بشخص شدّني الى حديثه العذب شداً بذكريات الماضي ، وبعد أيام من المحادثة والحوار تعارفنا وتصاحبنا حيث عشنا ودرسنا في نفس القرية وشربنا من ماء عينها ، لكن كلما سألت نفسي لماذا لم أكن اعرف صاحبنا من قبل حيث كانت طفولتي تدرج مع طفولتهِ في نفس المكان ، أقول ربما لأنه يصغرني بسبع او ثماني سنوات حيث وُلِد محمد عندما أنهيت صفي الإبتدائي الثاني في مدرسة بتّير / قضاء بيت لحم ، ولعل هذا السبب في حد ذاته كان كافي لتلك الغفلة وهذا النكران!.
صاحبنا محمد وُلِدَ ونشأَ في بتّير وعاش على ترابها حتى عام النكسة المشؤومة سنة 1967 . ثم هاجر إلى الأردن في سنّ مبكرة مع والديه وأمضى فيها بقية طفولته ومطلع شبابه إلى أن أنهى دراسته الثانوية ثم التحق بمدرسة سلاح الجو الملكي الأردني فدرس العلوم العسكرية ونوّع ثقافتهُ خلالها في مجالات مختلفه ، فدرس القانون والعلوم المالية والإدارة العامة وإدارة المستشفيات وجانب من الهندسة المدنية ، ثم التحق بجامعة ببيروت ودرس اللسانيات ثم سافر الى أمريكا وتدرّب على إدارة المستشفيات ، ثم عاد إلى السعودية وعمل مديراً لمستشفى الأمير فهد بتبوك ومحاضراً في إدارة المستشفيات . و وضع في تلك الفترة مؤلفا كبيراً في إدارة المستشفيات . ثم عاد الى أمريكا مهاجراً في نهاية القرن العشرين وعمل هناك محاضراً في جامعة وليام باترسن ، قسم اللغات الشرقية ، ثم تفرّغ بعد ذلك للبحث العلمي وتقوّت من عمله في التجارة .
صاحبنا أبو هاشم، بَتّيريّ فلاح وتاجر سجاد عجمي يلبس القبعة الأمريكية ويحمل جنسيتها ، مَن يتحدث معه يلمس أن بتّير الخضراء ما زالت تعيش في أعماقه وتجري في عروقه مجرى الدم في الوريد ، مفتخراً بعروبته و تراب وطنه . تجده يتذكر دقائق الأشياء وتفاصيلها ، يصف عين الماء وحواكير البلد والبوبَرِية وعين إبّسين وساحة البلد وساعة مرور القطار من قريتنا وشاعر الربابة وترتيب محصول الخضار على عين الماء استعداداً لنقله الى سوق القدس . ويتذكر غرفة الصف التي درسَ فيها قبل خمسة .
ويذكر البندقية الإنجليزية التي كانت تحرس البلد ، حيث كان والده الحاج سعيد، يستلمها عندما يكون دوره في تلك الليلة التي عُينت له للحراسة فيسعى بها بين البيوت والطرقات ، خشية العدو والسُرّاق ، يذكر هذا كله كأنه ميراث ثمين وكنز عزيز يُورّثه لأحفاده. كما سيورّث كتابه هذا الذي نحن في صدد الحديث عنه ، إنه كتاب ( فقه الحروف) أعجوبة اللغة وتحفة الزمان وصاحبه الفقيه الباحث والأستاذ اللُغوي/ محمد سعيد حسن عبيدالله ،أستاذ اللسانيات أبو الحروف الامريكي!.
كتاب ( فقه الحروف )
============
الباحث أبو هاشم وضع كتابه (فقه الحروف) في ربع قرن من الزمان بعد أن استقصى له معظم اللغات القديمة، كالسريانية، والقبطية، والفرعونية، والفارسية، والكردية، والآرامية، إلى جانب ذلك الإنجليزية والإسبانية،
وقد نهجَ في بحثه لهذا الكتاب بين حدين وسعى لكتابه بينهما سعيا محكوم بتلك القيود و الحدود :
الحدّ الأول: قول الله تعالى "وَعَلَّمَ ءَادَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ". البقرة (31) .
والحدّ الثاني: "أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ . فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ". الأعراف (71) .
فشرع في تقسيم الحروف العربية الى قسمين : (قسم كرائم الحروف) و(قسم الحروف المساعدة) ، ثم فرَعَ اللُغة إلى ثلاثة أقسام ( الفصحى والفصيحة والعامية) ثم فصلَ اللغة الفصحى إلى أُسر وعوائل وربط بين الأُسر بحرف نسب وكأن اللغة عنده اشخاص وعوائل مثل الناس والبشر!
فقال: السماء والشمس والنجم والقمر، أسرة واحده (واستنبط لها حرف الميم وسماه حرف النسب الذي يشد الاسرة الى بعضها ) ثم قاسها بالأرقام و وزنها بالعدد والحساب ، فاندرجت له الأسرة اللغوية تحت لواء واحد محكوم بميزان عددي ومنطق فقهي قام على أساس هندسي منظم ما من شك ان الذي صنعه محترف خبير.
كتابه هذا صدر في نيويورك وله رابط على النت للتحميل والطباعة مجاناً .
www.fiqhalhuroof.com
أبوهاشم نال درجة الدكتوراة الفخرية عن كتابه هذا وقدم لكتابه كما يلي ، فقال:
"فتحتُ فتحة على العرب هالني ما فيها ، فاستجهلت نفسي واستعظمت بانيها، وأجللتُ قوماً قد تخاطبوا فيها ، سأتركها وأمضي ويبقى الدهر بعدي يسعى في قوافيها ".
ثم عرّفَ كتابه كما يلي ، فقال:
"هذا كتاب موضع نفعه عظيم ، وحاصل صرفه جليل ، الناس قَبلَه مذاهب وفرق وبعده في فقه اللغة سواء ، رفعْتُ فيـه الِلثــام عن أُم اللغـــــات وكشفتُ فيه عن وجههــا الحقيقي ، وشرحـــتُ فيـه أُسـس تكوينها ، ونهــج ءادم في صنعة الأسماء ، واظهرتُ فيه عمـل حروف فواتح السور التي وردت في أوآئل سور القرءان وأشرتُ إلى فضلِها في بنـاء لغة العرب وعونها في بناء اللغـات الكونية ، كما أظهِرت في هذا الكتاب خصائص دوران تلك الحروف على لسان العرب ، وفَصّلتُ فيه النظام الصحيح لترتيب الحروف ترتيباً فقهياً ، وأبطلت فيه نظرية مُلرعالم اللسانيات الالماني ، الذي قال أن اللغة السنسكريتية هي أصل اللُغات " و رفعت مكانها اللغة العربية .
لقد وضع الباحث كتابه "فقه الحروف" في ما يقارب 2000 صفحة واختصره في حوالي 200 صفحة ولخّص نظريته في صفحة واحدة . وشرح فكرة الكتاب في ما يقارب 30 صفحة ، وقد لقي كتابه هذا قبولاً بين أوساط المختصّين وطلاب الأدب والعلوم الشرعية وأساتذة اللسانيات وفقهاء المعاجم ، وقد انتشر هذا الكتاب انتشاراً واسعاً طال الجهات الأربع من الكرة الأرضية ، الى درجة أنه خصّص وقت ما بين صلاة الظهر والعصر للرَد على استفسارات القراء وطلاب البحث العلمي وأصحاب الإختصاص.
من محاسن هذا الكتاب تيسير دراسة اللغة عند المبتدئين، وإجلاء المعاني والأفهام للمفسرين، وضبط المعاجم العربية للُغويين ، وفرز الألفاظ عند المتوهمين الذين أسرفوا في الخلط بين المترادف من المعاني والألفاظ دون دليل اوسند انحرف بالمفسرين انحرافا غير محمود .
لقد غاص أبو هاشم في أعماق اللغة ، ورتّب حروفها وتربع على عرشها وكأنه يروي عن ءادم عليه السلام المؤسس الأول لفقه اللغة وصاحب أسمائها. الأستاذ محمد عبيدالله، دخل إلى أسرار اللغة من خلال فواتح السور فبقر المعاجم والتفاسير ، وقعدَ القواعد للحروف ، وأنار سبيل اللغة للعرب والعجم .
لقد أطلت عليكم وما كنت أحبّ أن أطيل لكن الكتاب "فريدٌ في بابه غزيرٌ في مادته عميقٌ في منهجه يستحق كل ثناء وتقريظ ، وقبل أن أختم ، أقتبس لكم هذا القول من كتاب الفقيه محمد عبيدالله ، يقول أبو هاشم:
"إن صاحبة الجلالة اللغة العربية وأبنائها الأمراء (حروف اللغة) جمع الله حروفها في سورة الفتح الآية 29 بعدد حروف اللغة العربية وإن ءادم عليه السلام كان ينطق بها وأن الله تعالى علّمه هذه اللغة ولقنه قواعد صنعة أسمائها ، ولم يستعر الله لغة من تأليف البشر لكتابه الكريم، بل أنزله بلغةٍ هو أرادها وأشرف على إعدادها منذ الأزل فعلمها للجنّ والبشر وعرضها على الملائكة يوم العرض الأول .
قال الله تعالى : "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *.
ليس هذا فحسب ، بل إن الدكتور محمدعبيدالله، إستنبط توقيع الله تعالى من القرآن على 114 سورة من سور القرآن الكريم ، فقد ثبت لديه ان لكل سوره من سور القرآن مهما كان طولها اوقصرها مختومه برقم ناتج عن مجموع حروفها وفق ترتيبه للحروف العربية ( ترتيباً فقهياً ) كما اسلفت فقد قسّم الحروف الى مجموعتين ثم وضعها في ترتيب جديد ، هذا الترتيب والترقيم للحروف اخرج التوقيع الالهي لكل سور من سور القرآن.
تشرفت بتقديم هذا الإيجاز المتواضع عن( كاتبٍ وكتاب ) ، مع اعتذاري الشديد لأخي العزير أبو هاشم، الدكتور والفقيه والعالم اللغوي/ محمدعبيدالله، إبن بتير القروي البارّ العربي الخُلص الذي وهب كتابه هذا لله تعالى .
بقلم/ عمر حسن حماد