:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/54833

بلدة بيتا تحولت إلى أيقونة في المقاومة الشعبية

2021-07-08

ترجمة خاصة: تحولت بلدة بيتا إلى أيقونة للمقاومة الشعبية في فلسطين المحتلة ويبدو أنها تتحد مع روح انتفاضة القدس نهاراً وأنشطة غزة للارباك ليلاً بما ينسجم مع التطورات في فلسطين مؤخراً من حيث تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني أينما كان خلف خيار المقاومة بكل أنواعها ولا سيما على المستوى الشعبي.

تقع بيتا جنوب نابلس والتي يدافع فيها أهل البلدة عن ممتلكاتهم وأراضيهم في منطقة جبل صبيح المجاورة ، والتي استولى المستوطنون على جزء منه لإنشاء بؤرة استيطانية غير قانونية أطلقوا عليها اسم ايفتار بعد مقتل مستوطن في عملية هناك منذ فترة.

هذه المنطقة تغطي عشرات الدونمات على الجبل حيث وضع المستطونون هناك خطة خبيثة للسيطرة على مئات أخرى وإنشاء مستوطنة كبيرة لعزل بيتا والبلدات المجاورة عن محيطها الفلسطيني لتنتهي بين شبكة استيطانية رئيسية في عمق المدن والبلدات الفلسطينية وقرى في الضفة الغربية.

واستغل المستوطنون الانشغال الفلسطيني والعالمي بثورة القدس في باب العامود والشيخ جراح والمسجد الأقصى ثم معركة سيف القدس لإقامة البؤرة الاستيطانية في جبل صبيح.

وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعبيد الطرق وشبكات البنية التحتية المرتبطة بالبؤرة الاستيطانية ، وهو أمر غير قانوني حتى بموجب قانون الاحتلال الإسرائيلي يذكر ان حكومة الاحتلال قد أمرت بإزالتها بالفعل.

وانتفض أهالي بيتا دفاعاً عن أرضهم ومستقبلهم ومصيرهم باعتماد خيار المقاومة الشعبية السلمية على مدار الساعة ، مستوحاة من الأجواء والانتفاضات في الأراضي المحتلة خلال الأشهر القليلة الماضية حيث كانت البلدة ونشاطاتها تمثل القدس نهاراً وغزة ليلاً.

ويقوم الأهالي خلال النهار بأنشطة وفعاليات مختلفة من تجمعات ومظاهرات واعتصامات وندوات وخطب ومهرجانات ويقيمون صلاة الجمعة على جبل صبيح.

كل هذا مصحوب بأغاني شعبية وأغاني وطنية تقليدية بما في ذلك أغنية خاصة بالمدينة في الليل ، تتحد بيتا والمنطقة المحيطة بها لتصبح غزة ، مع أساليب مقاومة شعبية أكثر قوة لإحداث الإرباك الليلي

ويشمل ذلك استخدام مكبرات الصوت والأضواء الساطعة وأشعة الليزر والألعاب النارية حتى لا ينام المستوطنون ووحدات جيش الاحتلال التي أرسلت للدفاع عنهم.

وبهذا تمثل بيتا تحدياً إبداعياً لنموذج نعلين الذي شوهد في الضفة الغربية منذ سنوات حيث حققت المظاهرات والأنشطة الأسبوعية لحماية أراضيهم وممتلكاتهم من المستوطنين نتائج ملحوظة.

كما تحولت بيتا إلى قضية دولية ، مثل الشيخ جراح وسلوان ، حيث تصاعدت الضغوط السياسية والدبلوماسية على حكومة الاحتلال لتفكيك البؤرة الاستيطانية ومنعها من التحول إلى انفجار أكبر للمستوطنين عبر فلسطين.

وهناك العديد من الدروس التي يمكن تعلمها من بيتا ، أبرزها الصمود الأسطوري الآن للشعب الفلسطيني وإصراره على الدفاع عن أرضه وممتلكاته ضد الاحتلال العسكري ومستوطنيه ، بكل ما لديه من موارد. ومن بين هؤلاء كثيرون وأهمهم من يرفض الاستسلام أو يقبل "الحقائق على الأرض" التي يسعى المستوطنون الإسرائيليون إلى فرضها بالقوة.

ومن هنا نرى أن المقاومة الشعبية تتحول إلى أسلوب حياة للفلسطينيين نموذج بيتا وإبداعه أدى إلى دعوات توخي الحذر في جميع نقاط الاتصال مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين ، وخاصة في القرى والبلدات التي حدثت فيها سرقات واسعة للأراضي والممتلكات.

لقد أدى رد فعل أهالي بيتا إلى رفع تكلفة البؤرة الاستيطانية على إسرائيل سياسياً وأمنياً واقتصادياً والآن الأمر متروك للجماعات والمؤسسات السياسية الفلسطينية لتبني مقاربة جادة للمقاومة الشعبية كجزء أساسي من برنامج سياسي.

ويجب تطوير ذلك من قبل قيادة وطنية منتخبة وموحدة نتيجة إعادة ترتيب الشؤون الفلسطينية و إعادة بناء المؤسسات الوطنية بطريقة ديمقراطية وقيادة تسعى إلى حشد الناس واستثمار قدراتهم الهائلة في صراع شامل وحازم وممتد مع الاحتلال الإسرائيلي ، داخل وخارج حدود التاريخ.