هل كرر سيناريو رونالدو 2016؟! ميسي متخاذل يختبيء خلف دي ماريا ومارتينيز!
أنهى ليونيل ميسي قائد برشلونة والأرجنتين الحديث بالأمس عن تخاذله مع منتخب بلاده بعدما رفع اللقب الأول له رفقة الفريق في قلب البرازيل.
الفوز الأرجنتيني الذي جاء عن طريق أقدام دي ماريا أغلق الباب تمامًا ونهائيًا حول مدى استحقاق ميسي اللعب مع الأرجنتين وقدرته على صناعة الفارق مع الفريق.
لكن من جديد بعض الأصوات ستستمر في الحديث، مهما حدث ومهما حقق ليونيل ميسي من ألقاب وبطولات فردية وجماعية.
البعض يتحدث عن فضل أنخيل دي ماريا صاحب الهدف الذي تم تسجيله فجرًا لتحصد الأرجنتين بسببه لقب البطولة، والبعض الآخر يتحدث عن مستوى رودريجو دي باول المذهل الذي قدمه في المباراة النهائية، وبعض الجماهير تعيد الفوز بالبطولة لتألق إيمليانو مارتينيز، لكن أيًا من هؤلاء لا يعترف بأي فضل لميسي.
هؤلاء يرون حتى أن دور ميسي كان هامشي وسطحي، وأن كل ما قام به الأرجنتيني هو الاختباء حتى النهائي والوصول لمنصة التتويج لرفع لقب البطولة دون أدنى مساهمة أو مجهود منه.
نفس تلك الاتهامات تلقاها البرتغالي كريستيانو رونالدو مع منتخب بلاده في 2016 بالأخص بسبب مغادرته لأرض الملعب في الشوط الأول بداعي الإصابة.
وما بين تشابهات كأس الأمم الأوروبية يورو 2016 وكوبا أمريكا 2021 واختلافات ميسي ورونالدو دعونا نستعرض فيما يلي مقارنة سريعة بين مشاركة ميسي هذا العام ومشاركة رونالدو في 2016.
كريستيانو رونالدو في يورو 2016
في بطولة كأس الأمم الأوروبية يورو 2016 شارك النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في كل دقيقة ممكنة قبل المباراة النهائية مع منتخب بلاده.
رونالدو لعب لـ 600 دقيقة في مواجهة أيسلندا والنمسا والمجر وكرواتيا وبولندا وويلز وضد جاريث بيل كانت تلك هي المباراة الوحيدة التي انتهت في وقتها الأصلي.
سجل البرتغالي في شباك المجر هدفين وصنع هدفًا، كما صنع ضد كرواتيا، وسجل وصنع ضد ويلز في نصف النهائي، بإجمالي ثلاثة أهداف وثلاثة صناعات.
نجم ريال مدريد في ذلك الوقت شارك في سبعة لقاءات، سجل وصنع في ثلاثة منهم وغاب عن الصورة في أربعة.
البرتغال سجلت تسعة أهداف طوال البطولة، كان نصيب رونالدو منهم ثلاثة سجلهم بنفسه وثلاثة صنعهم لزملائه، أي ساهم في 66.6% من أهداف الفريق.
وربما لو كان قد أكمل المباراة النهائية لكان ساهم في المزيد من الأهداف لكنه غادر الملعب في الدقيقة الـ 25 متأثرًا بإصابته.
مشاركة رونالدو في يورو 2016 كانت ناجحة بكافة المقاييس، حتى ولو لم يسجل أو يصنع في المباراة النهائية وثلاث مباريات أخرى.
ليونيل ميسي 2021
دخل ليونيل ميسي البطولة بعد موسم محبط مع برشلونة لم يحصل فيه على أي شيء سوى كأس ملك إسبانيا وغادر دوري الأبطال وخسر الدوري والسوبر.
النجم الأرجنتيني لعب كل دقيقة ممكنة في البطولة، منذ اللحظة الأولى لها لنهايتها ولم يتم استبداله ولو لمرة واحدة.
ميسي لعب لـ 630 دقيقة وكان الأكثر مساهمة في الأهداف سواء للأرجنتين أو في البطولة بشكل عام.
قائد برشلونة المنتهي عقده مع فريقه الكتالوني سجل في المباراة الافتتاحية ضد تشيلي، وعاد وصنع هدف الفوز ضد أوروجواي.
لم يساهم ميسي بالتسجيل أو بالصناعة ضد باراجواي لكنه عاد وسجل هدفين وصنع هدفًا ضد بوليفيا.
وأمام الإكوادور في ربع النهائي سجل هدفًا وصنع هدفين، ثم عاد وصنع هدف التقدم على كولومبيا في نصف النهائي قبل أن يسجل الركلة الأولى في ركلات الترجيح.
وأخيرًا ضد البرازيل لم يسجل ولم يصنع بل وأهدر فرصة كان ليندم عليه لبقية العمر لو تعادلت البرازيل في الدقائق الأخيرة من المباراة.
إجمالي مساهمات ميسي في البطولة وصلت لتسعة أهداف، حيث سجل أربعة أهداف وصنع خمسة من أصل 12 هدفًا للفريق.
رونالدو: "القزم" ميسي ليس بحاجة للألقاب لإثبات عظمته
ميسي ساهم في التسجيل في خمسة من أصل سبعة لقاءات لعبهم للأرجنتين في تلك البطولة، وغابت شمسه ضد باراجواي والبرازيل فقط.
مساهمة ميسي في البطولة بـ 75% من أهداف الأرجنتين هي ناجحة بكل تأكيد، وتتويجه بلقبي أفضل لاعب والهداف تأكيد على ذلك.
بيت القصيد
بالمقارنة بمساهمة كريستيانو رونالدو في يورو 2016 لا يمكن أن نعتبر مشاركة ميسي مع الأرجنتين فاشلة، أو أن اللاعب الأرجنتيني قد اختبأ في زملائه.
اتهام ميسي بالتقصير الدولي كان السبب الأساسي في تتويجه بتلك البطولة بعد سنوات من الفشل مع الأرجنتين، هذا إن اعتبرنا الوصول لأربعة نهائيات قارية فشل.
اعتبار الوصول لأربعة نهائيات قارية فشل هو ظلم بين في حد ذاته، بالأخص لو كان نفس صاحب ذلك التقييم كان يتمنى وصول أحد الفرق لدور الـ 16 في كأس العالم 2014 واحتفل بصعود نفس الفريق لدور الـ 8 في مونديال 2018 كما لم يحتفل شخصًا من قبل.