كيف غير عدوان الاحتلال الأخير على شعبنا طريقة تعامل مواقع التواصل الاجتماعي مع المحتوى
ترجمة خاصة: في أوائل شهر مايو شهد العالم تصعيداً في عدوان قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين مما أدى إلى تدفق آلاف المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم وعلى مدار الشهر وثق مركز حملة "المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي" أكثر من 700 حالة انتهاك لحقوق الفلسطينيين الرقمي منها 500 حالة وقعت فقط خلال الفترة من 6 و19 مايو.
يذكر أن جيش الاحتلال شن عدوانا عنيفا على غزة وصعد عدوانه في كافة فلسطين المحتلة حيث بدأ كل هذا خلال الفترة التي بدأت محاولات التهجير القسري للفلسطينيين في أحياء الشيخ جراح وسلوان.
ومع ذلك يبدو أن العدوان الإسرائيلي قد انعكس عن كثب من خلال تصعيد رقمي من قبل شركات التواصل الاجتماعي ضد الفلسطينيين وأنصارهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
حيث اتُهمت شركات التواصل الاجتماعي مثل Facebook و Instagram و Twitter بإزالة المحتوى الذي يُظهر العدوان الإسرائيلي الذي يحدث في البلاد.
وأظهرت بيانات المركز أن 50 في المائة من الانتهاكات حدثت على انستغرام حيث أزالت المنصة كل من المنشورات العامة والقصص المتعلقة بفلسطين وكذلك المحتوى المؤرشف الذي نُشر في الماضي أو كان متاحاً فقط للمستخدم الفردي.
وقال نديم ناشف مدير حملة: "مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على حي الشيخ جراح في القدس المحتلة وقطاع غزة وجميع المواطنين في الاراضي المحتلة حيث توجه الناس لمواقع التواصل الاجتماعي لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان بالإضافة للرقابة على المحتوى المؤيد لفلسطين بشكل عام.
كما رصد موقع حملة انتهاكات على فيسبوك الشركة الأم لـ Instagram و WhatsApp والتي حذفت وعلقت حسابات العديد من الصحفيين داخل الأراضي المحتلة حيث وثقت 179 حالة انتهاك حقوق رقمية ووصلت نسبة تقييد الحسابات ل 37% وحذف ما يقارب 31% من المحتوى الفلسطيني وعلقت حسابات النشطاء بنسبة 23% خاصة تلك التي تضمنت تصنيفات وهاشتاغ محدد مثل #Aqsa والتي ورد أنها تتصدر الصفحات بالإضافة لأي كلمة اعتبرت مهاجمة لـ"إسرائيل" مثل كلمة شهيد أو مقاومة كانت في الغالب ما يتم حذفها.
قال المتحدث باسم شركة "Facebook" إن النظام الأساسي لا يسمح بظهور ما أسماه بالمصطلحات الخطرة على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها وأنه تمت إزالة أي محتوى "يشيد بهذه المجموعات أو يدعمها أو يمثلها" أو الإشارة إليها في التقارير الإخبارية".
وقامت منظمة Palestine Legal وهي منظمة مكرسة لحماية الحقوق المدنية والدستورية في الولايات المتحدة والذين يدعمون الحرية للفلسطينيين وقاموا بتوثيق أكثر من 1700 حادثة رقابة على المحتوى الفلسطيني في الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2014 والعام الماضي.
وقال أشرف زيتون الرئيس السابق للسياسة العامة للشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا في نتفليكس وفيسبوك متحدثاً حول الاحتلال الرقمي: "السبب الذي يجعل الناس يشهدون حالياً هذا الحجم الكبير من الرقابة على المحتوى والإزالة هو ويرجع ذلك أساساً إلى الحجم الهائل وغير المسبوق للمحتوى المشترك لدعم القضية الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي.
"زادت إزالة المحتوى الفلسطيني في أواخر عام 2016 مرتبطة بنمو النشاط الفلسطينيين على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة على Facebook و Instagram وهذا نبه حكومة الاحتلال التي خلقت نهجاً في محاولة الاتصال بشركات التكنولوجيا ومحاولة الضغط عليها للدفاع عن قيود وإرشادات من حكومة الاحتلال والذي شأنه في النهاية فرض رقابة على الروايات الفلسطينية ".
وأشار المتحدث باسم فيسبوك إلى أنه خلال الصراع الأخير خصصت المنصة فريقاً كاملاً بما في ذلك الناطقين بالعربية والعبرية لمراقبة الوضع على الأرض وإزالة المحتوى الضار.
وقال مدير حملة: "يجب على شركات وسائل التواصل الاجتماعي توفير الشفافية الكاملة حول العمليات التي تدخل في تطوير سياسات تعديل المحتوى وكذلك جعل هذه السياسات في متناول المستخدمين بالتفصيل الكامل".
وأضاف إن شركات وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تتحلى بالشفافية بشأن أي طلبات إزالة تتلقاها من الحكومات ويجب أن تستمر في الالتزام بالمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان والتي تضمن أن هذه الشركات والشركات الأخرى لا تنتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي في عملهم."
(أرب نيوز)