هل خاف جوارديولا من رونالدو؟ تجربة إبراهيموفيتش عالقة في ذهن بيب!
التجارب السلبية في حياة الأشخاص تكون غالبًا مؤثرة لسنوات على اختياراتهم فيما بعد، وهؤلاء الذين يدربون أندية كرة القدم لا يختلفون كثيرًا عنا، حتى وأن ظهر لنا إنهم عباقرة أو لا يقهرون.
حديثنا هنا عن بيب جوارديولا، الرجل الذي حصل الأخضر واليابس مع برشلونة ولم يستطع أي خصم أن يقف أمامه وذهب ليكرر تجربته في ألمانيا وإنجلترا لاحقًا.
صحيح أن أغلب الخصوم لا يستطيع الوقوف أمام جوارديولا إلا أن المدير الفني الإسباني وجد من يتصدى له، لكن من صفوف فريقه
في صفوف برشلونة وتحت راية كتالونيا وجد جوارديولا نفسه يصطدم مرارًا وتكرارًا بزلاتان إبراهيموفيتش الذي جاء له ليتسبب في الصداع الأكبر في رأسه
ذلك الصداع استمر في القنوات التلفزيونية والحوارات الإذاعية والصحفية الخاصة بزلاتان، حتى بعد مرور سنوات على رحيل السويدي عن برشلونة.
لكن بحلول الصيف الجاري كان جوارديولا على موعد مع إمكانية إتمام صفقة جديدة باختبار جديد كان ليصبح أصعب بكثير على الإسباني، لو انضم كريستيانو رونالدو لصفوف مانشستر سيتي.
في النهاية وبالرغم من أن كل المؤشرات كانت تشير إلى انضمام رونالدو لصفوف مانشستر سيتي، انتقل البرتغال إلى فريقه السابق يونايتد.
البعض قد يذهب بتفسيره إلى أن جوارديولا هو من خاف من تلك الصفقة ورأى أن التعامل مع نجم بحجم رونالدو سيجلب نفس المتاعب التي جلبها زلاتان إبراهيموفيتش، وربما أكثر.
دلائل
هؤلاء الذين تبنوا تلك النظرية لديهم من الأدلة ما يبرهن على حديثهم، وهي وقائع شاهدها الجميع بأم عينه في الملاعب التي درب بها جوارديولا في السنوات الأخيرة.
منذ أن انتهى من تدريب برشلونة لم يدرب جوارديولا نجم كبير بحجم ليونيل أو زلاتان من جديد، وكانت تجربته في بايرن ميونخ دون نجم أوحد في الفريق، حتى روبرت ليفاندوفسكي في أعتى فتراته كان يندمج داخل جماعية فريقه ولا يسبب المتاعب لبيب.
الأمر نفسه في مانشستر سيتي، كيفين دي بروينه ورحيم ستيرلينج ورياض محرز وبرناردو سيلفا وغيرهم هم نجوم كبار في مراكزهم، لكنهم ليسوا الأكبر في العالم، ولا يوجد منهم من هو النجم الطاغي على الفريق.
الأسباب الحقيقية!
قبل أن تتبنى تلك النظرية أنت بدورك عزيزي القارئ دعني أبلغك أن الصفقة انهارت من جانب كريستيانو رونالدو، ثم انسحب مانشستر سيتي من المفاوضات.
جاء هذا بحسب ما ذكرت "مانشستر إيفينينج نيوز" قبل ساعات، وكل شيء تغير بسبب علم مانشستر يونايتد بمفاوضات مانشستر سيتي مع النجم البرتغالي، حيث رفض نجوم وأساطير الشياطين الحمر مشاهدة كريستيانو بقميص الخصم اللدود.
الصحيفة ذكرت أن مجموعة من أساطير النادي تواصلوا بشكل شخصي مع رونالدو عبر الرسائل، على رأسهم ريو فيرديناند وباتريس إيفرا ودارين فليتشر بالإضافة إلى برونو فيرنانديش ومكالمة السير أليكس فيرجسون.
كل تلك الاتصالات منحت رونالدو فكرة واضحة عن مدى رغبة مانشستر يونايتد في استعادته في الفصل الأخير من مسيرته الكروية الأوروبية.
وفورًا أوقف رونالدو كافة المفاوضات مع مانشستر سيتي، ويبدأ التفاوض مع يونايتد على الانضمام له، وتبدأ الاتصالات بين الشياطين الحمر ويوفنتوس.
نظرة في عقل جوارديولا
ضم كريستيانو رونالدو بالنسبة لجوارديولا كان تصرفًا ليكون غريبًا على طبيعة المدرب الإسباني بكل تأكيد، ليس فقط للأسباب التي تحدثنا عنها حول حبه لكون الفريق هو النجم.
لكن بسبب تجاهله لحقيقة أن ليونيل ميسي كان متاحًا في سوق الانتقالات بشكل مجاني قبلها بأيام قليلة.
وبسبب غياب التوافق بين طريقة لعبه في مانشستر سيتي، واحتياجات كريستيانو رونالدو كلاعب كبير.
تفكير جوارديولا في إتمام الصفقة في حد ذاته كان بمثابة الصدمة بالنسبة لكل متابع كرة قدم، فماذا لو كانت قد تمت.
تحدي بيب
ربما يكون جوارديولا قد فكر في أن يخوض أحد التحديات الصعبة المختلفة في مسيرته بالسيطرة على عنفوان كريستيانو رونالدو وشخصيته الكبيرة.
لو كان جوارديولا قد فعل ذلك لكان قد أنهى كل الحديث عن كونه جبانًا مثلما وصفه زلاتان إبراهيموفيتش، بالإضافة لذلك كان سيملك رأس حربة من طراز فريد في فريقه، وهو الدور الذي ينقص مانشستر سيتي في الوقت الحالي.
في النهاية لم تتم الصفقة وانتقل رونالدو للنصف الأحمر في المدينة، وسيكون على جوارديولا التعايش مع اتهامات إبراهيموفيتش ما تبقى من مسيرته التدريبية